تلقى خط المساعدة الوطني للصحة النفسية أكثر من 43 ألف مكالمة منذ إنشائه في شهر أبريل من العام 2020 وحتى الآن.
ويحتفل خط المساعدة الوطني للصحة النفسية، الذي تم إنشاؤه بدعم من وزارة الصحة العامة، وتديره مؤسسة حمد الطبية، بمرور ثلاث سنوات على إطلاقه الناجح، حيث يقدم خدماته مجانا مع الحفاظ على سرية وخصوصية المتصلين.
وقد أدى خط المساعدة إلى تغيير جذري في إمكانية وصول الأفراد الذين يحتاجون إلى دعم متخصص في مجال الصحة النفسية للخدمات التي يحتاجون إليها، حيث أصبح بمثابة نقطة وصول أساسية للرعاية والعلاج النفسي في قطر.
وقال السيد إيان تولي قائد أولوية الصحة والعافية النفسية في الاستراتيجية الوطنية للصحة والرئيس التنفيذي لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية: إنه "على الرغم من أن جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" كانت بمثابة حافز دفع لإنشاء خط المساعدة في عام 2020، فإن الاستراتيجية الوطنية للصحة "2018 – 2022" دائما ما عكست أهمية الصحة النفسية وتحسين الوصول إلى الرعاية".
رفع مستوى الوعي
وأضاف، في تصريح صحفي اليوم، أن العمل على رفع مستوى الوعي بأعراض المرض النفسي، وتوفير وصول سهل وسري للدعم النفسي والدمج بين رعاية الصحة البدنية والنفسية كلها عوامل كان لها دور فعال في التقدم الذي تم إحرازه، وفي مستوى ثقة الجمهور في هذه الخدمة التي نجحت في تجاوز كل التوقعات.
بدوره، قال الدكتور ماجد العبد الله رئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية: "تم إنشاء خط المساعدة الوطني للصحة النفسية في قطر في وقت تزايدت فيه أعداد الأفراد الذين كانوا يعانون من مستويات عالية من التوتر والقلق بسبب جائحة "كوفيد-19"، إلا أنه سرعان ما تمت ملاحظة أن العديد من الأشخاص كانوا يسعون للحصول على دعم متخصص بصورة تضمن لهم السرية والخصوصية لمساعدتهم في التعامل مع أشكال أخرى من الاضطراب النفسي".
وأشار إلى أن خدمة خط المساعدة الوطني توفر وصول سريع وشخصي للدعم دون خوف أو قلق من الوصمة الاجتماعية التي ترتبط غالبا بخدمات الصحة النفسية التقليدية.
وأوضح أن الخدمة ساعدت العديد من الأفراد على تجاوز ما يواجهونه من مشكلات، كما تم توفير مزيد من الدعم التخصصي لهم، وتجنيبهم الحاجة لتلقي الرعاية والعلاج لفترة أطول.
نسب متساوية للمتصلين
وعلى مدار السنوات الثلاث من عمل الخدمة ظل التوزيع الديموغرافي للمتصلين متسقا إلى حد ما، حيث كان المتصلون من مجموعة واسعة من الجنسيات، مع نسب متساوية للمتصلين من الرجال والنساء، وتراوحت أعمار معظم المتصلين بين 24 و35 عاما.
ومع مرور الوقت، تغيرت وتنوعت توصيفات أسباب الاتصال، مما أدى إلى تعزيز الخدمة بعد فترات ذروة الجائحة، حيث لا يقتصر عمل الخدمة الآن على التدخلات المبكرة الهادفة لتجنب تدهور الصحة النفسية، بل يمتد أيضا بشكل متزايد ليشمل الحالات الأكثر تعقيدا.
يحتوي خط المساعدة على أربع مسارات للدعم، حيث يقدم المساعدة للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال ومراهقون، وللأفراد البالغين، ولكبار السن، وهناك مسار محدد لمتخصصي الرعاية الصحية، حيث يمكن الوصول لخدمات خط المساعدة عن طريق الاتصال بالرقم 16000.