نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان"، بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، محاضرة توعوية حول مرض "باركنسون"، لموظفي المركز ومنتسبيه من كبار السن، بمناسبة اليوم العالمي لمرض باركنسون.
وتناولت المحاضرة، التي قدمتها الدكتورة سيمونا غانم والأستاذة إلهام عبدي من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، التعريف بمرض "باركنسون" وأعراضه وأسبابه ومراحله، حيث عرّفه المختصون بأنه "اضطراب تنكس عصبي في الغالب على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة معينة من الدماغ تسمى المادة السوداء".
وشددت المحاضرة على ضرورة أن يتعرف الشخص على بداية أعراض هذا المرض الذي قد يتطور على مدى سنوات، وغالباً ما يختلف تطور الأعراض من شخص لآخر بسبب تنوع المرض، بالإضافة إلى الأعراض المرتبطة بالحركة.
وبينت المحاضرة أن أسباب مرض باركنسون لا تزال غير معروفة، ويعتقد الأطباء أن السبب هو مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، فيما تتلخص مراحل هذا المرض في المرحلة الأولية التي يعاني الشخص من خلالها من أعراض خفيفة لا تتداخل بشكل عام مع الأنشطة اليومية، تحدث الرعاش وأعراض الحركة الأخرى في جانب واحد من الجسم فقط، فضلاً عن تغيرات في الوقوف والمشي وتعبيرات الوجه، فيما تبدأ الأعراض بالمرحلة الثانية في التفاقم، حيث يؤثر الرعاش والصلابة وأعراض الحركة الأخرى على جانبي الجسم أو خط الوسط، وقد تكون مشاكل المشي ووضعية الجسم السيئة واضحة، ويمكن للشخص أن يعيش بمفرده، لكن المهام اليومية أكثر صعوبة وأطول.
وأما المرحلة الثالثة فيعتبر فقدان الوزن هو السمة الأبرز، كما تستمر الأعراض الحركية في التفاقم من الناحية الوظيفية، ويكون الشخص مقيداً إلى حد ما في أنشطته اليومية، لكنه لا يزال قادراً جسدياً على عيش حياة مستقلة، وتكون الإعاقة في هذه المرحلة خفيفة إلى معتدلة.
وتتطور حالة المريض في المرحلة الرابعة وتصل إلى إعاقة شديدة، فيما يستطيع المريض في هذه المرحلة المشي والوقوف دون مساعدة، ولكنه قد يحتاج إلى التنقل باستخدام عصا أو مشاية من أجل السلامة، كما يحتاج إلى مساعدة كبيرة في أنشطة الحياة اليومية، أما المرحلة الخامسة والأخيرة؛ فهي المرحلة الأكثر تقدماً وإضعافاً، قد يؤدي تيبس الساقين إلى استحالة الوقوف أو المشي، ويكون المريض في هذه المرحلة طريح الفراش أو مقيدا على كرسي متحرك ما لم يساعده أحد، وتكون رعايته على مدار الساعة مطلوبة لجميع الأنشطة.
وفي هذا الإطار، أوضحت السيدة زينب الكواري رئيس قسم الإعداد والتصميم في مركز "إحسان"، أن العالم يحتفل سنوياً في الحادي عشر من إبريل، باليوم العالمي لمرض باركنسون، مبينة أن احتفال هذا العام جاء تحت شعار (التعايش مع مرض الباركنسون.. مازلت أنت).
وأشارت إلى أن تعاون مركز "إحسان" مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، جاء لدعم جهود المعهد في التوعية بهذا المرض وطرق التعامل مع كبار السن المصابين به، حيث إن مرض باركنسون يعد أحد التحديات الصحية التي تصيب فئة كبار السن على وجه الخصوص، وهو يؤثر على أكثر من 10 ملايين شخص في العالم، لذلك تم التعاون بين الطرفين من خلال نشر 6 رسائل توعية عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتوعية كافة أفراد المجتمع، فضلاً عن عقد محاضرة توعوية لموظفي مركز إحسان وطالبات التدريب الميداني في المركز.
وأكدت الكواري أن هذا التعاون لا يعد الأول بين مركز إحسان والمعهد، بل هو امتداد لتعاون سابق بين الطرفين بهدف رفع وعي أفراد المجتمع و كبار السن بأهم المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين في مجال كبار السن.
من جهتها، قالت الدكتورة سيمونا غانم من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة: إن مرض باركنسون يؤثر سلباً على حياة المريض وعلى أفراد عائلته، معربة عن أملها في الوصول إلى مرحلة فعّالة من الابتكار، وتطوير التشخيص المبكر لمرض باركنسون، الذي يسهم في تقديم علاج أفضل.