تمكنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية /ناسا/ من استخراج غاز الأكسجين النقي الذي يمكن تنفسه ، وذلك خلال المهمة التي قام بها المسبار /بيرسيفيرانس/ فوق الغلاف الجوي لسطح كوكب المريخ.
وذكرت /ناسا/ أن المهمة التي قام بها المسبار بواسطة جهاز تجريبي مثبت على متنه ويعرف اختصارا باسم /موكسي/، تعد إنجازا جديدا يضيف إلى سجلها وسابقة تاريخية أخرى، حيث نجح بتحويل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب المريخ إلى الأكسجين في كوكب آخر خارج كوكب الأرض، وأنتج نحو خمسة غرامات من الأكسجين، أي ما يكفي لتنفس رائد فضاء لمدة عشر دقائق تقريبا.
وقالت ترودي كورتيس، المسؤولة في إدارة تكنولوجيا مهمات الفضاء في /ناسا/ خلال بيان لها اليوم: "إن الجهاز ليس مجرد أول أداة لإنتاج الأكسجين في عالم آخر وحسب، فعلى الرغم من تواضع المنتج الأولي، فإن الإنجاز يمثل أول استخراج تجريبي لموارد طبيعية من بيئة كوكب آخر يمكن أن يستخدمها البشر مباشرة"، مضيفة: "أنها تعد كذلك أول تكنولوجيا من نوعها لمساعدة المهمات مستقبلا في قدرتهم على العيش فوق أراضي كوكب آخر".
وأشارت إلى أن الخمسة في المئة المتبقية في هواء المريخ تتكون بالأساس من غاز (النيتروجين الجزيئي) وغاز (الأرغون)، والأكسجين موجود ولكن بكميات ضئيلة لا تذكر، وفي حين توفر كمية وفيرة منه سيصبح مسألة حيوية لاستكشاف البشر لكوكب المريخ ورواد الفضاء كمصدر ضروري لتنفسهم، ومكون هام لوقود الصواريخ اللازم لإعادتهم إلى الأرض، فهبوط أربعة رواد فضاء على سطح المريخ يتطلب حوالي 7 أطنان مترية من وقود الصواريخ و25 طنا متريا من الأكسجين.
الجدير بالذكر أن الاستخراج غير المسبوق للأكسجين من الهواء الرقيق لكوكب المريخ تم /الثلاثاء/ الماضي على متن المسبار /بيرسيفيرانس/ ذو العجلات الست، خلال إطلاق أول رحلة تجريبية للمروحية /إنجينيويتي/ التي وصلت إلى المريخ يوم 18 فبراير2021 بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر من الأرض، كانت فيها برفقة المسبار ومثبته في بطنه.