عادت ثلاث لوحات من ذاكرة بيروت الثقافية والفنية إلى متحف سرسق للفن التشكيلي في بيروت، بعد ترميمها في مركز بومبيدو بفرنسا، إثر تعرضها للتشويه خلال انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 من بين قطع فنية أخرى.
اللوحة الأولى رسمها الهولندي كيس فان دونغن في ثلاثينيات القرن العشرين، تمثل مؤسس المتحف نقولا سرسق، والثانية للرسام اللبناني بول غيراغوسيان بعنوان "مواساة"، وتمثل طيف أسرة تحضن طفلها، أما الثالثة فهي (بورتريه) يعود إلى عام 1967 بريشة سيسي تمازيو سرسق، ويمثل الرسامة أوديل مظلوم من الوجوه الثقافية البيروتية في الستينيات.
وأوضحت مديرة متحف سرسق للفن التشكيلي القديم والمعاصر كارينا الحلو: إن اللوحات الثلاث التي علقت، اليوم، أرسلت إلى باريس لترميمها بعد الانفجار المروع الذي طالت أضراره الأحياء القريبة من المرفأ، ويقع المتحف في أحدها؛ لأن تصليحها كان صعبا ومعقدا بالمقارنة مع القطع الفنية الأخرى المتضررة، وأن اللوحات خضعت لأشهر من العمل في قسم حفظ الأعمال الفنية في مركز بومبيدو، أحد أكبر متاحف الفن الحديث والمعاصر في العالم، لتعود كما كانت.
جدير بالذكر أن 66 لوحة ومنحوتة من مجموعة المتحف الدائمة ومن أعمال الفنان التشكيلي الرائد جورج داود قرم (1896 - 1971) تضررت في كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وتولى فريق المتحف المتخصص في الترميم إعادة عدد كبير من القطع الست والستين التي تضررت، من لوحات ومنحوتات، إلى سابق عهدها بشكل متقن بدعم من المعهد الوطني الفرنسي للتراث.
ويقع المتحف الذي افتتح عام 1961، في حي سرسق ببيروت، في قصر بناه نقولا سرسق الشغوف بالفنون عام 1912، والذي قدمه في وصيته قبل وفاته عام 1952 إلى بلدية بيروت لتحويله متحفا للفن.