شاركت دولة قطر في منتدى دلفي الاقتصادي الذي يعقد في العاصمة اليونانية أثينا بحضور فخامة الرئيسة إيكاترينا ساكيلاروبولو رئيسة الجمهورية اليونانية.
ترأس وفد دولة قطر في المنتدى، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وتوجه سعادته في كلمة خلال جلسة حول "الشؤون الدولية" بالمنتدى، بالشكر لحكومة وشعب اليونان الصديق على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وشكر السيد سايمون تسوموكوس مؤسس ورئيس منتدى دلفي وفريقه على جهودهم في حسن الإعداد لهذا المنتدى.
سلطان المريخي: أعمال هذا المنتدى تنعقد في فترة حرجة تضاعفت فيها التحديات العالمية على المستوى الاقتصادي والإنساني والاجتماعي والتنموي
وقال سعادته إن أعمال هذا المنتدى تنعقد في فترة حرجة تضاعفت فيها التحديات العالمية على المستوى الاقتصادي والإنساني والاجتماعي والتنموي والتي لها دون أدنى شك تأثير على منظومة العلاقات الدولية وأمن ورفاه جميع الشعوب، مشيرا إلى أنه في سياق الاتجاهات المقلقة والنزاعات الدولية والإقليمية، يبقى العمل الجماعي والتعاون المتعدد الأطراف أمرا لا غنى عنه للتصدي للتحديات المختلفة والمترابطة.
تعزيز الأمن الدولي
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنه لا يمكننا الحديث عن إصلاح اقتصادي أو اجتماعي أو بيئي بمعزل عن تعزيز الأمن الدولي وخلق بيئة سياسية دولية مستقرة، وأعرب عن الأمل في أن تأخذ مداولات المنتدى ذلك بالاعتبار لنخرج بتوجهات وتصورات مشتركة لإثراء وتعزيز الجهود لبناء عالم جديد أكثر أمانا وعدلا وحرية وتنمية، ويسوده التضامن الدولي الإنساني، والمستقبل المزدهر المشترك لشعوبنا.
وركز سعادته على أن العمق الحضاري الإنساني للشعوب هو الرد الحاسم على دعوات الانعزالية، والتطرف، والتعصب، وتهميش القانون الدولي، وتفضيل المصالح الضيقة على قيم العالم الواحد، والإنسانية الواحدة، واحترام القانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة احترام سيادة الدول وعدم جواز استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية.
وفد قطر جاء إلى هذا المنتدى الموقر ليشارك بفعالية في نشاطاته ويتحاور مع الاقتصاديين وصناع السياسات ويستكشف آفاق التعاون المستقبلي
وأوضح سعادته أن وفد دولة قطر جاء إلى هذا المنتدى الموقر ليشارك بفعالية في نشاطاته ويتحاور مع الاقتصاديين وصناع السياسات ويستكشف آفاق التعاون المستقبلي لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للجميع، وتابع: نؤكد بهذه المناسبة التزام دولة قطر بمواصلة دورها النشط في العمل الدولي المشترك في مختلف المجالات التنموية، والإنسانية، والبيئية، وحقوق الإنسان.
وقال سعادته، إن دولة قطر باعتبارها صاحبة ثاني احتياطي عالمي في الغاز، فإنها استجابت لأزمة الطاقة العالمية من خلال زيادة إنتاج الغاز وتوسيع الشركاء، ومن ضمنهم الشركاء الأوروبيون، وساهمت بذلك في استراتيجيات الحد من غازات الاحتباس الحراري على الصعيد العالمي كون الغاز طاقة نظيفة ومعتدلة السعر.
المونديال والترويج للسلام
وذكر أن دولة قطر تعطي أولوية لجهود الوساطة لحل النزاعات الإقليمية والدولية، وتنشيط الحوارات والمؤتمرات المتعددة الأطراف والنشاط الثقافي والإنتاج الفكري بشكل عام، مشيرا إلى أن دولة قطر تفخر باستضافتها لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي أقيمت للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وما شكله هذا الحدث الرياضي من مناسبة بارزة لنشر رسالة ترحيب لملايين من سكان العالم، والترويج لقيم السلام والتنمية والتفاهم بين كافة شعوب العالم.
وعرج سعادته على موضوعين يثيران قلق العالم، الأول هو الحرب في أوكرانيا، مؤكدا موقف دولة قطر الثابت بضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي ونبذ العنف والاعتداء على سيادة الدول، ونشدد على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليا. فدوام الحرب سوف يزيد من عدد الضحايا، كما يضاعف آثارها الوخيمة على الاقتصاد العالمي وعلى الاستقرار والسلم والأمن الدولي. ونعبر عن استعداد دولة قطر الكامل للمساهمة في أي جهد دولي وإقليمي يرمي إلى إيجاد حل سلمي فوري لهذه الأزمة.
الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية تستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي من أجل تحقيق تسوية سلمية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية
وأضاف: الموضوع الثاني هو القضية الفلسطينية، الجرح النازف في ضمير الإنسانية منذ أن تأسست الأمم المتحدة، فالاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية تستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي من أجل تحقيق تسوية سلمية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والحل العادل لمسألة اللاجئين.
وأكد سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنه ليس ثمة سبيل نتمكن من خلاله من بناء عالم جديد أكثر أمانا وعدلا وحرية وتنمية لنا ولأجيالنا القادمة سوى سبيل التضامن الدولي والتنمية المستدامة للجميع.