كان تشارلز كولينز يتطلع إلى مباراته القادمة في الدوري السوداني الممتاز عندما اندلع القتال في البلاد في 15 أبريل المنصرم، ما جعل المدينة التي يعيش فيها تتحول إلى منطقة حرب.
قال لاعب كرة القدم النيجيري البالغ من العمر 28 عاما، والذي يلعب مع فريق الخرطوم حيدوب النهود، إنه اضطر إلى ترك كل ممتلكاته وراءه، والهرب مرتديا سرواله الرياضي الأسود القصير فقط، بعد أن وصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية للمنطقة التي يعيش فيها في أحد أحياء العاصمة السودانية.
وكان كولينز من بين 396 نيجيريا عادوا إلى أبوجا قادمين من مصر هذا الأسبوع، بعد فرارهم من السودان فيما وصفه كثيرون برحلة خطيرة استمرت عدة أيام.
خرج من السودان بـ"بطانية" فقط
وبينما كان كولينز يتحدث في مطار أبوجا الدولي، استدار ليرينا حقيبة ظهر سوداء ويقول: "سأعود إلى المنزل بهذا فقط.. بطانيتي".
وتابع قائلا: "خرجت من منزلي مرتديا سروالا رياضيا قصيرا فقط ، لقد كانت تجربة مروعة".
ونادي حيدوب النهود، الذي صعد إلى الدرجة الأولى فقط هذا الموسم، كان في طريقه للتأهل إلى كأس الكونفيدرالية الأفريقية (CAF Confederation Cup) وهي مسابقة لكرة القدم أنشأها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وتنظم سنويا من قبل الاتحاد الأفريقي وتعد ثاني أكبر بطولة أفريقية على مستوى الأندية بعد دوري أبطال أفريقيا.
وخسر فريق حيدوب النهود أمام فريق كوبر الخرطوم بهدف مقابل لا شيء، قبل أسبوع واحد فقط من بدء القتال، لكنه رغم تلك الخسارة ظل في المركز الرابع في الدوري المتوقف حاليا.
ولكن بعد ما مر به، لا يرى كولينز نفسه قادرا على العودة إلى السودان لمواصلة مسيرته المهنية.
وقد انتقل عدد قليل من لاعبي كرة القدم النيجيريين المصنفين ضمن صفوف الدرجة الأولى إلى السودان على مر السنين، ووجدوا أن الأندية السودانية الكبرى التي تلعب في المنافسات القارية جذابة.
لقد كانت تجربة مروعة
قال كولينز الذي انتقل ليعيش في السودان منذ ثلاث سنوات ونصف بعد وصوله من نادي موريشيوس ريتشي مور روفرز، إنه خسر كل شيء يملكه في البلاد، بما في ذلك مبلغ نقدي قدره 20 ألف دولار (16 ألف جنيه إسترليني).
كان يجمع بين مهنته كلاعب كرة قدم ويمارس بعض الأعمال التجارية، وقد استورد وصلات الشعر إلى السودان لبيعها واستلم شحنة قبل ثمانية أيام من اندلاع القتال، والتي خسرها بطبيعة الحال جراء القتال الدائر في البلاد وما نجم عنه من انفلات أمني.
وقال كولينز لدى وصوله إلى أبوجا، مشيرا إلى رجل يحمل حقيبة سوداء أشبه بكيس بلاستيكي: "هناك الكثير ممن عادوا وهم لا يملكون أي شيء.. على الأقل عدت ببطانية".
وأضاف: "من الواضح أن هذا الرجل عاد يحمل طعامه فقط".
وقد نُقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم جواً في طائرتين - إحداهما تعود لطائرات شركة النقل التجارية النيجيرية إير بيس Air Peace، والأخرى طائرة عسكرية من أسوان في مصر المجاورة. لقد تقطعت بهم السبل لعدة أيام على الحدود المصرية بسبب مشاكل في تأشيراتهم.
وقبل اندلاع القتال كانت أعداد النيجريين الذين يقيمون في السودان تقدر بأكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم من الطلاب. وتشتهر السودان بالدراسات المتخصصة في الإسلام واللغة العربية الفصحى، والتي كان يدرسها العديد من النيجيريين.