احتفل ديوان المحاسبة اليوم، بمرور خمسين عاما على تأسيسه، وذلك بحضور عدد من الموظفين السابقين والحاليين بالديوان.
وبهذه المناسبة قال سعادة السيد عبدالعزيز محمد أحمد العمادي رئيس ديوان المحاسبة، إن الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الديوان يمثل فرصة لتقييم العمل، وتحديد آليات الوصول للنتائج المرجوة بأعلى كفاءة وطموح وعزيمة لمواصلة مسيرة التطوير، مشيرا إلى متابعة مدى التقدم في تحقيق الأهداف ومقارنة الأداء الفعلي مع ما هو مخطط له من خلال مؤشرات الأداء والتقييم الدوري للوقوف على ما تم إنجازه، وإيجاد أنجع الحلول للتحديات التي تواجه تنفيذ الخطط والبرامج.
وشدد سعادة رئيس ديوان المحاسبة على أن هذه المناسبة هي لحظة يلتزم فيها الديوان بتقديم قيمة مضافة في مجال العمل الرقابي، ومواصلة المسيرة في النهوض بمهامه الرقابية بمزيد من الفعالية والجودة والارتقاء بمستوى الأداء وفق أفضل الممارسات المهنية.
وأضاف أن المكانة التي وصل إليها ديوان المحاسبة والثقة في جودة مخرجاته الرقابية، تمت بفضل دعم ورعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث كان لصدور القانون رقم (11) لسنة 2016 بشأن ديوان المحاسبة والقرار الأميري رقم (7) لسنة 2017 بالهيكل التنظيمي، أثر كبير ونقلة نوعية في عمل الديوان وهو ما ساهم في تعزيز آليات الرقابة على المال العام، وأعطاه أعلى درجات الاستقلالية في ممارسة مهامه واختصاصاته، كما تم استحداث أنواع رقابة جديدة وإضافة وحدات إدارية تختص بالرقابة النوعية.
ولفت إلى أن الديوان تمكن خلال مسيرته من بناء وتدعيم القدرات المهنية والتنظيمية والمؤسسية، وتطوير منهجيات وأساليب العمل الرقابي بما يتناسب مع أفضل الممارسات الدولية، وتعزيز الأنظمة الرقابية لتؤدي مهامها بكفاءة ومهنية، والعمل على تنمية وتطوير مهارات وقدرات الموظفين، وتمكينهم من مواكبة التطورات المتسارعة في المجال الرقابي والمحاسبي، منوها بأن دور الديوان لم يعد مقتصرا على الرقابة التقليدية، بل امتد إلى ممارسة رقابة حديثة بأساليب وتقنيات متقدمة بهدف تعزيز القيمة المضافة من نواتج ومخرجات أعمال الديوان وبما يسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي ارتكز عليها الديوان في تطوير خططه وأهدافه الاستراتيجية.
وأكد سعادة السيد عبدالعزيز بن محمد العمادي، أن ديوان المحاسبة إيمانا منه بأن حماية المال العام مسؤولية الجميع، وأن تحقيق الرقابة على سلامة ومشروعية استخدامه وحسن إدارته لا يكتمل إلا بالشراكة مع مختلف الجهات في الدولة وخاصة الجهات الخاضعة للرقابة، والعمل على تطوير وتعزيز هذه الشراكة على أسس تمتاز بالمهنية والشفافية والوضوح والعمل كفريق واحد من أجل حماية المال العام، وإرساء قيم ومبادئ النزاهة والشفافية والحكامة الرشيدة.
وأشار إلى نجاح الديوان في بناء شبكة علاقات خارجية مهنية واسعة مع مختلف المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال العمل الرقابي والأجهزة النظيرة بهدف تبادل الخبرات وتطوير القدرات المهنية والمؤسسية، حيث شهدت هذه العلاقات نموا على مختلف الأصعدة، مما أهله لتبوؤ مكانة ريادية متميزة بين الأجهزة النظيرة حول العالم، وتتويجا لأدواره الفاعلة تم اختيار الديوان لرئاسة المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي) خلال الفترة من 2019 إلى 2022، كما فاز في سنة 2022 بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الإنتوساي كممثل عن منظمة الأرابوساي.
من جانبه، أكد سعادة الشيخ فهد بن حمد بن سعود العبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس ديوان المحاسبة، على أن الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على إنشاء الديوان يمثل فرصة جديدة لتأكيد التزام إدارة الديوان بتعزيز المكتسبات والنجاحات التي حققها على مدى السنوات الماضية في مجال المحافظة على المال العام وضمان سلامة ومشروعية استخدامه وحسن إدارته بما يخدم حاضر ومستقبل الأجيال القطرية ويحقق رؤية القيادة الرشيدة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف سعادته أن التطورات التي شهدها الديوان في مجال البناء المؤسسي والتنظيمي لمواكبة التغيرات المتسارعة في بيئة ومتطلبات العمل الرقابي، ساهمت في خلق بيئة عمل مبدعة للارتقاء بمستوى الأداء وإنجاز المهام الرقابية بكفاءة وفاعلية، مشيرا إلى أن الديوان يمتلك أحدث أدوات التدقيق وتقنيات المعلومات والاتصال التي تخدم دوره الرقابي، بالإضافة إلى استخدامه لأفضل تقنيات تقييم وإدارة المخاطر، وتبني نظام تشغيلي قادر على تأمين مخرجات رقابية ذات مصداقية وجودة عالية.
وخلال الحفل كرم سعادة رئيس ديوان المحاسبة، عددا من موظفي الديوان المتقاعدين والموظفين الحاليين الذين أمضوا فترات طويلة في الخدمة تقديرا لجهودهم طيلة مسيرتهم الوظيفية، مؤكدا أن هذا التكريم يعكس النهج المؤسسي للديوان وحرصه على تطبيق خطط الإحلال والتعاقب الوظيفي بشكل مستمر بما يساهم في نقل الخبرات وإعداد قيادات قادرة على إكمال المسيرة جيلا بعد جيل.