انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني بعنوان "ممارسات التطبيق وتبادل الخبرات"، برعاية سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل.
ويناقش المؤتمر الذي تنظمه وزارة العمل بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية، تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل والتدابير الحالية والمستقبلية والتحديات، وفرص تبني نهج متطور للتخفيف من تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل، وفقا للتوجهات العالمية والإقليمية.
المشاركون بالمؤتمر
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر على مدى يومي 9 و10 مايو الجاري، ممثلون عن حكومات وعمال وأصحاب عمل من الدول العربية، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين المتخصصين باستراتيجيات الوقاية من الإجهاد الحراري المهني من منظمة العمل الدولية، وأكاديميون من كبرى الجامعات الأمريكية والأوروبية، وسنغافورة، والمكسيك، واليونان، وجنوب إفريقيا.
د. علي المري: قطر تولت منذ العام 2019 تنفيذ أكبر دراسة على الإطلاق حول تأثيرات الإجهاد الحراري المهني
وفي هذا الإطار، قال سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل: إن دولة قطر تولت منذ العام 2019 تنفيذ أكبر دراسة على الإطلاق، حول تأثيرات الإجهاد الحراري المهني بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الدوليين، مشيرا إلى أن نتائج هذه الدارسة ساهمت في تعزيز المعرفة العالمية حول الإجهاد الحراري المهني، والكشف عن الحلول المتاحة، وتقديم التوصيات لحماية العمال بشكل أفضل.
وأكد سعادته في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حرص دولة قطر على الارتقاء بتشريعات الوقاية من الإجهاد الحراري بما يواكب تطورات سوق العمل، مبينا أن الإجراءات التي نفذتها وزارة العمل خلال الفترة الماضية ساهمت إلى حد كبير في التقليل من عدد الإصابات الناتجة عن الإجهاد الحراري المهني خلال السنوات الأخيرة.
تقليل ساعات العمل
وأشار سعادة وزير العمل إلى أن الوزارة زادت الفترة الزمنية التي يحظر فيها العمل بالأماكن المكشوفة خلال فصل الصيف، حيث أصبح إجمالي ساعات العمل المحظورة أعلى مقارنة مع دول المنطقة، لافتا إلى اعتماد ممارسات مختلفة لضمان تنفيذ التشريعات على أرض الواقع، ومنها تعزيز حملات التوعية لأصحاب العمل والعمال، والتفتيش على مواقع العمل.
ونوه بالتنسيق المستمر بين وزارة العمل والشركاء الإقليميين والدوليين والجهات الفاعلة في النظام الوطني للسلامة والصحة المهنيتين، لتعزيز تدابير الوقاية وبناء القدرات الوطنية في رصد حالات الإجهاد الحراري، مؤكدا على أهمية الحوار الاجتماعي بين العمال وأصحاب العمل لضمان تطبيق التدابير الجديدة، ودعم الجهود الرامية إلى حماية العمال وتعزيز بيئة العمل الآمنة والصحية.
العالم يعاني من أزمة التغير المناخي التي أثرت على العالم بأسره إلى جانب التحديات المرتبطة بالاحتباس الحراري
وبين سعادة الدكتور علي بن صميخ المري أن العالم يعاني من أزمة التغير المناخي التي أثرت على العالم بأسره، إلى جانب التحديات المرتبطة بالاحتباس الحراري وتأثيره على العمل، مشيرا إلى أهمية عقد سلسلة من اللقاءات للنقاش حول سبل الوقاية من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على بيئة العمل، باعتبارها من أولويات سياسة السلامة والصحة المهنية.
قطر سباقة
وأوضح أن دولة قطر تعتبر سباقة في حماية العمال من الإجهاد الحراري المهني، إذ كانت من أوائل الدول في العالم التي اعتمدت خطة شاملة للتخفيف من آثاره السلبية على مستوى الإنتاجية في العمل، مشيدا بالدور الفعال لمنظمة العمل الدولية في مجال العمل والعمال، ومؤكدا أن سلامة العمال هي من أولى أولويات دولة قطر.
خليفة الكعبي: أصحاب العمل ملتزمون التزاما راسخا بمسألة السلامة والصحة المهنيتين
من جهته، أكد سعادة السيد خليفة خميس مطر الكعبي ممثل اتحاد غرف التجارة والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة وعضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن غرب آسيا، أن أصحاب العمل ملتزمون التزاما راسخا بمسألة السلامة والصحة المهنيتين، مشيرا إلى اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي الحوادث والإصابات وحماية العمال، وقال: "إن صون سلامة عمالنا وصحتهم لا يقتصر على كونه التزاما أخلاقيا وقانونيا، إنما هو شرط لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في بلداننا، وفي بلدان المنشأ التي يشكل رعاياها شريحة كبيرة من قوتنا العاملة".
حماية العمال
وبين أن الإجهاد الحراري في دول مجلس التعاون الخليجي وأجزاء أخرى من المنطقة العربية هو أولوية في مجال السلامة والصحة، لافتا إلى أن حماية العمال من درجات الحرارة القصوى تعد قضية معقدة تتطلب أبحاثا علمية معمقة ومتواصلة.
وشدد الكعبي على ضرورة تضافر جهود الحكومات والشركات والعمال والمجتمع المدني ومجموعات الشباب، بغية تحقيق تقدم شامل في العمل المناخي، مشيرا إلى ضرورة العمل على وضع حلول ملموسة للوقاية من الإجهاد الحراري المهني والتخفيف من حدته.
بلال ملكاوي: قطر اتخذت خطوة مهمة نحو معالجة تأثير الإجهاد الحراري المهني من خلال اعتماد تشريعات متطورة
بدوره، أكد سعادة السيد بلال ملكاوي السكرتير الإقليمي للعالم العربي في الاتحاد الدولي لعمال النقل، أن دولة قطر اتخذت خطوة مهمة نحو معالجة تأثير الإجهاد الحراري المهني، من خلال اعتماد تشريعات متطورة تعتبر نموذجا يحتذى على مستوى دول المنطقة.
جهود قطرية
وبين في كلمته خلال المؤتمر، أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال يقدر الجهود التي بذلتها دولة قطر في مجال حماية العمال من الآثار السلبية للإجهاد الحراري، مؤكدا الحاجة إلى تبني نهج شامل للسلامة والصحة المهنية، يعتمد بالدرجة الأولى على الوقاية من الآثار السلبية للظروف المختلفة، لافتا إلى أن إقرار مؤتمر العمل الدولي، في يونيو الماضي، الصحة والسلامة المهنية كمبدأ أساسي، يؤكد أهمية توازن القوى في مكان العمل وتمثيل العمال، ما يسهم في الارتقاء ببيئة العمل والحفاظ على حقوق العمال.
قطر نفذت إصلاحات متطورة في بيئة العمل أبرزها إلغاء نظام الكفالة
وأشار السكرتير الإقليمي للعالم العربي في الاتحاد الدولي لعمال النقل، إلى أن دولة قطر نفذت إصلاحات متطورة في بيئة العمل منها؛ إلغاء نظام الكفالة، بالإضافة إلى العديد من التشريعات التي تعزز حماية العمال بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي لنقابات العمال والعديد من اتحادات النقابات العمالية، منوها بضرورة بذل جهود مشتركة ما بين العمال وأرباب العمل والحكومات بهدف تعزيز ثقافة السلامة والصحة في مواقع العمل.
تحديات ارتفاع الحرارة
من جانبها، قالت الدكتورة ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: إن تحديات ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على بيئة العمل حول العالم يزيد من خطر الأمراض المهنية، ما قد يشكل عواقب سلبية على العمال سواء قصيرة أو بعيدة المدى.
وأوضحت في كلمتها خلال المؤتمر، أن الإجهاد الحراري يسبب تراجعا في إنتاجية العامل، والذي يقدر بضياع 2 بالمئة من إجمالي ساعات العمل حول العالم كل عام وفقا لمنظمة العمل الدولية، مشيرة إلى أن هناك توقعات ضياع 3 - 5 بالمئة من ساعات العمل في بعض البلدان الخليجية بحلول العام 2030 بسبب الإجهاد الحراري.
ونوهت جرادات بالجهود التي تبذلها منظمة العمل الدولية لرفع التوعية بشأن أثر الإجهاد الحراري على العمال، ودعم تطوير سياسات وممارسات تحمي العمال من هذا الخطر، موضحة أن المنظمة تعمل بالتنسيق مع حكومة قطر لتطوير التشريعات المتعلقة بالتخفيف من آثار الإجهاد الحراري على العمال.
التخفيف من الإجهاد الحراري
وأشارت إلى أنه يقع على عاتق أصحاب العمل مسؤولية تصميم خطط للتخفيف من حدة الإجهاد الحراري وتنفيذها في أماكن العمل بالتشاور مع العمال، فضلا عن تدريب العمال ليتمكنوا من رصد العلامات المبكرة للإجهاد الحراري.
د. محمد آل ثاني: قطر حريصة على تطوير تشريعات الوقاية من الإجهاد الحراري وتوعية مختلف المنشآت والشركات والعمال بآثاره المختلفة
وفي تصريح صحفي لوكالة الأنباء القطرية، أكد سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة، حرص دولة قطر على تطوير تشريعات الوقاية من الإجهاد الحراري، إلى جانب توعية مختلف المنشآت والشركات والعمال بآثاره المختلفة.
وأشار إلى كفاءة النظام الصحي القطري، الذي حال عبر استجابته السريعة، دون وقوع إصابات خطيرة ناتجة عن الإجهاد الحراري المهني، مثمنا التعاون المستمر مع المفتشين الصحيين وأثره في تنفيذ مختلف التشريعات الناظمة لظروف العمل.
وفي سياق ذي صلة، كرم سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل مدرسة أسماء بنت أبي بكر الابتدائية للبنات والطالبتين البندري مبارك الجربوعي ولجين مصطفى عليان، لجهودهم في مجال الابتكار في التصدي للإجهاد الحراري، كما جرى خلال المؤتمر عرض طوابع أصدرتها وزارة العمل بالتعاون مع الشركة القطرية للخدمات البريدية "بريد قطر"، وبالشراكة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث وهيئة أشغال ومنظمة العمل الدولية بعنوان "السلامة والصحة في العمل: حق أساسي ومسؤولية مشتركة".
يشار إلى أن المؤتمر الذي يعقد يومي 9 و10 مايو الجاري، يتناول موضوعات متعلقة بالتجربة القطرية والآليات التنظيمية التي نفذتها للحد من الإجهاد الحراري، والتشريعات التي تنظم ساعات العمل خلال فترة الصيف، بالإضافة إلى استعراض بعض التجارب في المنطقة العربية بشأن الحد من الإجهاد الحراري والوقاية منه.
