ستكون العاصمة القطرية الدوحة محط أنظار القارة الآسيوية عندما تستضيف يوم غد الخميس، القرعة النهائية للنسخة الثامنة عشرة من نهائيات كأس آسيا لكرة القدم 2023، التي تستضيفها قطر خلال الفترة ما بين 12 يناير حتى 10 فبراير العام المقبل 2024.
وسترسم القرعة التي تسحب في دار الأوبرا في الحي الثقافي "كتارا" بدءا من الساعة الثانية بالتوقيت المحلي، مسارات المنتخبات التي ستشارك في النهائيات وفقا للزيادة التي أقرها الاتحاد الآسيوي برفع عدد المنتخبات من 16 إلى 24 منذ النسخة السابقة التي أقيمت في الإمارات عام 2019.
النسخة القطرية الثالثة من النهائية القارية ستكون استثنائية وستحظى بالكثير من الخصوصية والتفرد عن سابق النسخ منذ انطلاق البطولة
وستكون النسخة القطرية الثالثة من النهائية القارية استثنائية، وستحظى بالكثير من الخصوصية والتفرد عن سابق النسخ منذ انطلاق البطولة، من خلال استثمار إرث قطر الخالد من الاستضافة التاريخية لنهائيات كأس العالم الأخيرة FIFA قطر 2022 لتكون البطولة هي الأولى التي تقام على ملاعب مونديالية، ما يضمن لها النجاح.
وستكون قطر أول دولة تستضيف البطولة ثلاث مرات في تاريخها، حيث كانت قد احتضنت نسختين سابقتين من النهائيات القارية عام 1988 و2011 لتتقدم على كل من إيران وتايلند والإمارات، بعدما كانت كل من الدول الثلاث قد استضافت البطولة مرتين من قبل، فيما هي المرة السابعة التي تقام فيها كأس آسيا في منطقة غرب آسيا.
اللجنة المنظمة المحلية اختارت دار الأوبرا في الحي الثقافي "كتارا" مكانا للقرعة لما تحظى به الدار من قيمة كبيرة كمركز ثقافي مشهور عالميا للفنانين والموسيقيين
واختارت اللجنة المنظمة المحلية دار الأوبرا في الحي الثقافي "كتارا" مكانا للقرعة، لما تحظى به الدار من قيمة كبيرة كمركز ثقافي مشهور عالميا للفنانين والموسيقيين، كما أنها مكانا مثاليا لإجراء الحدث الاستباقي للبطولة القارية في ظل هندستها المعمارية المتطورة التي تدمج عناصر التصميم الإسلامي الحديث والتقليدي، وهي موطن لأوركسترا قطر الشهيرة، التي تزرع البذور للموسيقى السيمفونية في المنطقة العربية، بينما تعمل كمنصة للموسيقى من جميع أنحاء العالم.
وحسب نظام القرعة فقد تم توزيع المنتخبات الـ24 المتأهلة إلى أربعة مستويات يضم كل مستوى ستة منتخبات، وذلك حسب التنصيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA يوم السادس من شهر أبريل الماضي، وذلك تمهيدا لتوزيع المنتخبات على ست مجموعات تضم كل مجموعة أربعة منتخبات، بحيث يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الدور ثمن النهائي رفقة أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست.
المستوى الأول
ووفقا للتوزيع فقط ضم المستوى الأول منتخبات: قطر، اليابان، إيران، كوريا الجنوبية، أستراليا، السعودية، والمستوى الثاني منتخبات: العراق، الإمارات، عمان، أوزبكستان، الصين، الأردن، والمستوى الثالث: البحرين، سوريا، فلسطين، فيتنام، قرغيزستان، لبنان، والمستوى الرابع: الهند، طاجيكستان، تايلاند، ماليزيا، هونغ كونغ، إندونيسيا.
وقد تم وضع المنتخب القطري المستضيف على رأس المجموعة الأولى /A1/، وذلك لضمان خوضه المباراة الافتتاحية للبطولة وسط مساع حثيثة لـ/الأدعم/ في الاحتفاظ بلقبه للمرة الثانية تواليا، لينضم إلى منتخبات سبق لها وأن حظيت بشرف الفوز بالكأس مرتين تواليا على غرار إيران وكوريا الجنوبية والسعودية.
ولم يكن تواجد المنتخب القطري على رأس المجموعة الأولى بصفته المستضيف، على حساب منتخب آخر، ذلك أنه متواجد بين أفضل ستة منتخبات في تصنيف الاتحاد الدولي حيث احتل المركز 61 عالميا والسادس آسيويا.
ويؤكد التصنيف ريادة منتخبات المستوى الأول الستة، قاريا، وبالتالي التواجد على رأس المجموعات في النهائيات، ما يعني ضمان عدم وجود مواجهات مباشرة بين الكبار في الدور الأول وربما في الأدوار التالية في حال سير المنافسات وفق المتوقع بضمان تأهل تلك المنتخبات في صدارة مجموعاتها.
المنتخب المتصدر
وتصدر المنتخب الياباني المنتخبات الآسيوية في تصنيف الفيفا بعدما جاء في المركز الـ20 عالميا، يليه المنتخب الإيراني الثاني قاريا وصاحب المركز الـ24 عالميا، ثم المنتخب الكوري الجنوبي الـ27 عالميا، ثم المنتخب الأسترالي الرابع آسيويا والـ29 عالميا، ثم المنتخب السعودي الخامس قاريا والـ54 عالميا.
وستشهد كأس آسيا 2023 في قطر أول ظهور تاريخي لمنتخب طاجيكستان الذي سيكون المنتخب 36 الذي يشارك في كأس آسيا منذ انطلاقتها عام 1956، فيما سبق لثلاثة منتخبات أخرى تأهلت الى البطولة المقبلة ولم تشارك في النسخة الماضية في الإمارات عام 2019 وهي إندونيسيا وهونغ كونغ وماليزيا، فيما سيظهر منتخبا الصين وهونغ كونغ معا للمرة الأولى منذ نسخة 1968.
ويتصدر المنتخبان الإيراني والكوري الجنوبي قائمة الأكثر ظهورا في البطولة بواقع 15 مرة، بفارق مشاركتين عن المنتخب الصيني الذي يحتل المركز الثاني في القائمة، تليه منتخبات قطر والسعودية والإمارات برصيد 11 مشاركة، ثم يأتي المنتخبان الياباني والعراقي اللذان شاركا 10 مرات في نهائيات كأس آسيا، في حين يعد المنتخب الإيراني الأكثر خوضا للمباريات في تاريخ النهائيات برصيد 68 مباراة، وهو أيضا المنتخب الوحيد الذي رفع الكأس ثلاث مرات متتالية أعوام (1968، 1972، 1976).
ويتصدر المنتخب الياباني لائحة المتوجين باللقب في أربع مناسبات في الأعوام (1992، 2000، 2004، 2011)، ثم يأتي المنتخب السعوي ثانيا بثلاثة ألقاب أعوام (1984، 1988، 1996)، الى جانب المنتخب الإيراني بنفس العدد أعوام (1968،1972، 1976)، ثم كوريا الجنوبية في نسختي (1956، 1960)، فيما نال لقبا واحدا كلا من: قطر عام 2019، أستراليا 2015، العراق 2007، والكويت 1980.
نجوم كرة القدم الآسيوية
وكان الاتحاد الآسيوي قد أعلن عن مشاركة سبعة من نجوم كرة القدم الآسيوية في مهرجان سحب القرعة الذي سيرسم خارطة طريق المنتخبات الـ24 المتأهلة الى النهائيات، حيث تم اختيار هؤلاء النجوم الذين يمثلون المناطق الخمس في الاتحاد الآسيوي لمساعدة أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم داتوك وندسور جون في كشف المجموعات الست في البطولة.
ويأتي على رأس النجوم المشاركين، اللاعب حسن الهيدوس قائد المنتخب القطري الفائز باللقب التاريخي الأول في النسخة الماضية في الإمارات عام 2019، الى جانب أفضل لاعب في آسيا مرتين سابقا، الأوزبكي سيرفر دجيباروف، على أن ينضم إليهما الثنائي الشهير عالميا وهما أسطورة كوريا الجنوبية بارك جي سونج، أحد أنجح لاعبي كرة القدم الآسيويين في التاريخ، والأيقونة الأسترالية تيم كاهيل.
وستنضم الى الحفل أيضا ثلاث سيدات، لهن تأثير كبير على كرة القدم الآسيوية وهن: الحكمة اليابانية وشيمي ياماشيتا التي تعد أول امرأة تشارك في إدارة مباراة ضمن كأس العالم FIFA للرجال، وذلك خلال مونديال 2022 في قطر، بالإضافة الى صون وين قائدة منتخب الصين السابقة التي فازت بجائزتي الكرة الذهبية والحذاء الذهبي لأفضل هدافة في كأس العالم للسيدات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999، الى جانب الهندية مايمول روكي التي تعد أول سيدة تقود المنتخب الهندي للسيدات في عام 2017، والمدربة الحالية لمنتخب سيدات الهند تحت 20 سنة.
عمل مكثف
وقال السيد داتوك ويندسور جون الأمين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في تصريحات صحفية: بعد ما يزيد عن ثلاث سنوات من العمل المكثف والمثير في التصفيات، ستتجه الأنظار إلى القرعة النهائية التي ستقام غدا الخميس، وأنا على ثقة تامة من أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى جانب الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة المنظمة المحلية، سيقدمون حدثا على مستوى عالمي.
بدوره قال حسن الهيدوس قائد "الأدعم": "ستكون لحظة خاصة عندما أتمكن من قيادة منتخب بلدي هنا على أرض الوطن في أكبر بطولة في كرة القدم الآسيوية والدفاع عن اللقب الذي ظفرنا به في النسخة الماضية أمام جماهيرنا الوفية.
وأضاف: إقامة كأس آسيا في قطر للمرة الثالثة التاريخية وبعد 12 عاما من آخر نسخة استضفناها، يعد شرفا كبيرا لنا، متأكد بأننا سننظم بطولة رائعة، بدءا من القرعة النهائية غدا الخميس.
وقال بارك جي-سونغ الذي كان شارك للمرة الأخيرة في كأس آسيا عام 2011 في قطر، عندما قاد منتخب بلاده للحصول على المركز الثالث: سعيد للغاية بالمشاركة في سحب قرعة النهائيات في الدوحة، إلى جانب زملائي نجوم قارة آسيا، وهو ما يعني قرب انطلاق النهائيات التي ستشهد حتما منافسة شرسة.
وأضاف: لا زلت أملك ذكريات طيبة من مشاركتي الأخيرة في كأس آسيا 2011 هنا في دولة قطر التي خطت خطوات جبارة على صعيد التطور في تنظيم الأحداث الكبرى، وأنا واثق أن نسخة عام 2023 من كأس آسيا ستكون الأكبر والأفضل.
