دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

الانتخابات التركية.. "التحالفات" الرقم الصعب في معادلة حسم النتائج

12/05/2023 الساعة 14:09 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

تشهد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المرتقبة بعد غد الأحد حضورا قويا للتحالفات الحزبية في ظل النظام الانتخابي المعدل في استحقاق قد يكون هو الأقوى والأهم في تاريخ تركيا والذي يتزامن مع استعدادها لبدء مئوية جديدة من عمر الجمهورية منذ تأسيسها في أكتوبر 1923.

وتنتخب تركيا رئيسها عبر نظام قائم على جولتين في حال لم يفز المرشح بـ50%+1 من الأصوات في الجولة الأولى، بينما تحسم البرلمانية من جولة واحدة من خلال نظام التمثيل النسبي.

والنظام الانتخابي في تركيا مزيج من التمثيل النسبي والتصويت بالأغلبية، حيث يتيح الأول تحديد عدد المقاعد التي يشغلها تحالف أو حزب سياسي في هيئة تشريعية بعدد الأصوات الشعبية التي حصل عليها، أما الثاني فيكون معيار تحديد الفائز بالانتخابات الرئاسية، ويعني الحصول على أكثر من نصف نسبة الأصوات الصحيحة، وتجري العملية الانتخابية الرئاسية والبرلمانية في توقيت واحد باقتراعين الأول لاختيار الرئيس، والثاني لأعضاء البرلمان الذي يتكون من 600 نائب.

ويُشارك 24 حزبًا بعد تقليص العدد من 36 بسبب الدخول في قوائم مشتركة أو تحالفات، بالإضافة 151 مرشحًا مستقلًا في الانتخابات البرلمانية التركية يستهدفون الفوز بأصوات من يحق لهم الانتخاب وعددهم 64 مليونا و113 ألفا و941 ناخبا.

شروط دخول البرلمان

ولدخول البرلمان يجب أن يحصل الحزب السياسي على 7% كحد أدنى من الأصوات وهي ما تسمى "العتبة الانتخابية" بعد تخفيضها من 10% وفقا لقانون الانتخاب الصادر أبريل 2022، والذي يسمح بتشكيل تحالفات بين الأحزاب السياسية المختلفة، وهو ما يعني أنه بإمكان الأحزاب الصغيرة الفوز بمقعد في البرلمان إذا شكل تحالفا يحصل بشكل جماعي على أكثر من 7% من الأصوات من أي ولاية في تركيا.

وتتعدد التحالفات والتكتلات في الانتخابات التركية ما بين رئاسية وبرلمانية، فالأولى سيخوضها 3 مرشحين يتقدمهم، بحسب الأرقام، رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم عن "تحالف الجمهور"، وكليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض عن "تحالف الأمة"، وسنان أوغان مرشح تحالف "الأجداد"، وذلك بعد انسحاب زعيم حزب "الوطن" محرم إنجه (الذي خسر انتخابات 2018 والمنفصل عن حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة).

أما الانتخابات البرلمانية فيتنافس فيها 24 حزبا، تنضوي غالبيتها في 5 تحالفات هي "التحالف الجمهوري" الحاكم، و"تحالف الأمة" (الطاولة السداسية) و"تحالف أتا"، و"تحالف العمل والحرية"، و"تحالف القوى الاشتراكية".

ويضم "تحالف الجمهور" أحزاب "العدالة والتنمية" (الحاكم)، و"الحركة القومية"، و"الاتحاد الكبير"، و"الرفاه الجديد"، ويدعمه بشكل غير رسمي حزب "اليسار الديمقراطي" وحزب هدى بار الكردي الإسلامي، ومرشحهم الرئاسي أردوغان.

أما "تحالف الأمة"، فيضم أحزاب "الشعب الجمهوري"، و"الجيد"، و"السعادة"، و"المستقبل"، و"ديفا"، و"الحزب الديمقراطي"، ومرشحه الرئاسي كليجدار أوغلو المدعوم أيضا من التحالف الثالث "الجهد والحرية" الذي يقوده حزب الشعوب الديمقراطي الكردي تحت اسم "اليسار الأخضر" خوفا من دعوى قضائية بإغلاقه، و"العمال" و"العمل"، بينما يضم تحالف "أتا" (الأجداد)، أحزاب "العدالة" و"النصر"، و"بلدي" وحزب التحالف التركي، ويدعمون للرئاسة المرشح سنان أوغلو الذي يخوض الانتخابات بعد جمع أكثر من 100 ألف توقيع مطلوبة للترشح وفق قانون الانتخابات، أما التحالف الخامس والأخير هو "اتحاد القوى الاشتراكية" ويضم أحزاب "الحركة الشيوعية" و"الحزب التركي الشيوعي" والحزب اليساري" ولم يعلن عن موقفه من المرشحين للرئاسة.

قانون الانتخابات الجديد

وعزز قانون الانتخابات الجديد في تركيا أهمية التحالفات سواء للاستحقاق الرئاسي أو البرلماني، فالأول يحتاج إلى نسبة 50%+1 لحسم الماراثون من الجولة الأولى ليؤكد أهمية الصوت الواحد في المعادلة، أما الثاني فربما تكون رغبة المعارضة في إعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني الذي كان معمولا به حتى 2017، يجعلها تحتاج إلى موافقة أغلبية ثلثي النواب لإقراره أو 60% لطرحه للاستفتاء الشعبي، وهي عوامل جعلت المنافسة كبيرة بين "تحالف الجمهور" الحاكم و"الطاولة السداسية" المعارضة، للفوز برئاسة البلاد أو بالأغلبية البرلمانية أو الاثنين معًا.

وحول أهمية التحالفات في تحديد نتائج الانتخابات المقبلة، وهل ستستفيد منها الأحزاب الكبيرة فقط أن الصغيرة أيضا الطامحة لدخول البرلمان، وهل سيكون للاختلاف الايديولوجي فيما بين التحالف الواحد دورا سلبيا في توجهات الناخبين يستفيد منه المنافس الآخر، يقول الدكتور برهان كور أوغلو أستاذ الفلسفة السياسية في معهد الشرق الأوسط بجامعة مرمرة، إنه بالنسبة للنظام الجمهوري الجديد، فإن رئيس البلاد يجب أن يتجاوز 50% من كل الأصوات لذلك أصبح هناك تحالفات من أجل الوصول إلى هذه النسبة العالية، وبالتالي نجد "التحالف الجمهوري" الذي يتشكل من 3 أحزاب نجحت في انتخابات 2018 تحت رعاية أردوغان بـ 53% من الأصوات تقريبا، ونجد أيضا تحالف "الطاولة السداسية"، وفيه الحزب الجمهوري والحزب الجيد وهما الكبار وبقية الأحزاب الأربعة هي أحزاب صغيرة.

أما الدكتور محمد عاكف كيرججي عميد كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية، فيقول إنه مهما تكن أجندة أحزاب المعارضة، وهم أكثر من حزب، بينهم اثنين على الأقل متفرعين عن حزب العدالة والتنمية، فإن حزب المعارضة الرئيسي وهو حزب الشعوب الجمهوري وفي هذا الوضع الاقتصادي الذي تمر به تركيا، فإن التصويت للحزب لا يمكن أن يتجاوز 25 في المئة إلى 26 في المئة في أغلب استطلاعات الرأي، وهذا مؤشر هام حول نظرة الناس لحزب المعارضة الرئيسي.

ويبين أن تأثير انحياز حزب الشعوب الجمهوري للطاولة السداسية يعتمد على نسبة الأصوات التي يحصل عليها، وسيتضح ذلك في يوم الانتخابات، متطرقًا إلى الدور المتوقع للأحزاب الصغيرة في تلك المنافسة، موضحًا أن هناك ثلاث أحزاب صغيرة في طاولة المعارضة وهم حزب المستقبل التركي وحزب ديفا والحزب الديمقراطي وحصلوا في استطلاع الرأي سويا على أقل من 2 في المئة من الأصوات، متابعًا: هذا يجعلنا نتساءل عن دورهم في الانتخابات، وشخصيا أعتقد أن الأحزاب الصغيرة المنشقة عن حزب العدالة والتنمية بها أفراد مثل داؤود أوغلو وزير الخارجية السابق وغيرهم، ويتم الاستفادة منها لحصول حزب الشعوب الجمهوري على دعم أصوات المجموعات المحافظة.

نتائج استطلاعات الرأي

ونوه بأن ومن خلال متابعة العديد من جهات استطلاع الرأي سواء المؤيدة للمعارضة أو للحزب الحاكم، فإن النتيجة عمومًا لاستطلاع للرأي تشير إلى حصول أردوغان على 44.5 في المئة وحصول كليجدار أوغلو على ما بين 41 إلى 42 في المئة.

أما ليفينت كمال الصحفي والباحث التركي فيقول إنه في البداية، وبحسب استطلاعات الرأي، يبدو أن الانتخابات الرئاسية ستصل إلى الجولة الثانية، مضيفا: ومع ذلك، فقد شاركت شركات المسح السياسي في تركيا معلومات مضللة بشكل خطير في العديد من الانتخابات، ومعظمها غير قادر على تكوين مجموعة كبيرة بما يكفي من المشاركين للحصول على نتائج موثوقة في الاستطلاعات.

ويرى أن إعلان حزب العمال الكردستاني، المصنف "إرهابيًا"، والذي يقاتل تركيا منذ أكثر من 40 عاما، دعمه للطاولة السداسية، يعد خطأ كبيرا وسيؤثر على التحالف بشكل كامل، معتبرا أن الأحزاب الصغيرة لا تلعب في الواقع دورا كبيرا في المنافسة بالانتخابات، وأن تأثيرها الكلي في التحالفات لا يصل حتى، قائلا إن مشاركة الأحزاب الصغيرة في التحالفات ليست سوى علامة على الخط الأيديولوجي.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo