نظمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ملتقى الدعاة الأول لعام 2023م، الذي أقيم بقاعة داخل جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، بمشاركة 32 داعية من الوزارة.
حاضر في الملتقى الداعية الدكتور أحمد عبدالقادر الفرجابي، حيث تناول مفهوم الدعوة إلى الله وحكمها وأهميتها، والمنهاج النبوي في الدعوة إلى الله، وأصناف المدعوين والخطاب الدعوي المتوجه إليهم.
وأوضح الدكتور الفرجابي أن الدعوة إلى الله هي تعريف الخلق بالخالق سبحانه ومراده، والأخذ بأيدي الناس في الدلالة على السبيل الموصل إليه، والتحذير من عقبات أمام السالك لهذا السبيل، وذكر بأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله فقال: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".
وحول المنهاج النبوي في الدعوة إلى الله، قال الداعية الفرجابي: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جسد شخصية الداعية المتكامل في صفاته ومنهجه، فقد اتخذ من القرآن الكريم ديوانا للبصائر التي يسير من خلالها ويقتفي آثارها (كان خلقه القرآن)، ولفت أن من القواعد المنهجية للدعاة والمستقاة من الوحي: منهجية التدرج في الخطاب الدعوي، منهجية الرفق واللين، الإعراض عن الجاهلين، درء المفاسد أولى من جلب المنافع، منهجية التعرف على المجتمع المراد دعوته لبيان الخطاب المناسب للدعوة إلى الله.
كما تحدث الفرجابي حول أصناف المدعوين والخطاب الدعوي المتوجه إليهم، وأكد على استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، مع بيان مفهومها وأنواعها وإيجابياتها ومحاذيرها، واختتم محوره بذكر الصفات التي ينبغي على الداعية إلى الله التحلي بها.
بينما حاضر الداعية حسام الدين السامرائي حول الأسلوب النبوي والوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، وقواعد في الدعوة إلى الله.
وأوضح السامرائي أن الدعوة إلى الله تعني تبليغ الإسلام للناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في الحياة، واستشهد بقول الله سبحانه: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.."، حيث تتضمن الآية البيان والتبليغ في قول الله: "يتلو عليهم آياته"، والتربية والتعليم في قوله: "ويزكيهم ويعلمهم"، والتطبيق والتنفيذ في قوله سبحانه: "ويعلمهم الكتاب والحكمة".
وأكد السامرائي على أن الدعوة إلى الله من أرفع مقامات الدين وهي وظيفة رسولنا الأمين وإخوانه المرسلين ومن سار على دربهم من الهداة المصلحين، وهي السر في تشريف أمة خاتم النبيين الذين كلفهم الله بنشر دينه في العالمين.
من جهته، أوضح السيد عمر الرويلي رئيس معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة والإرشاد الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الملتقى الأول يتطرق إلى الأسلوب النبوي في الدعوة إلى الله، والاقتداء به صلى الله عليه وسلم في دعوته، وبيان الوسائل الحديثة التي يمكن للدعاة استخدامها، وتسليط الضوء على أهم النوازل والمسائل الدعوية والمحاذير التي ينبغي الالتفات إليها.
وذكر الرويلي أن معهد الدعوة والعلوم الإسلامية يحرص على إقامة هذه الملتقيات الدعوية في إطار تنمية وتطوير معارف ومهارات دعاة الوزارة في مختلف العلوم الشرعية، كما أنها تندرج ضمن برامج وأنشطة معهد الدعوة والعلوم الإسلامية التي يسعى من خلالها إلى التأكيد على مكانة العلم الشرعي، وسعي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الحثيث للاهتمام به عبر تيسير طرقه للقائمين على المساجد من الأئمة والمؤذنين والخطباء، والارتقاء بالمستوى العلمي للمشاركين، ومن ثم تمكينهم من القيام بواجباتهم الدعوية، وتنويع وسائل الدعوة إلى الله وفق منهج وسطي معتدل، وإعدادهم الإعداد الشامل في شتى العلوم الشرعية.