شرعت قطر الخيرية في تقديم إغاثة عاجلة لسكان مدينة بلدوين حاضرة إقليم هيران التابعة لولاية هرشبيلي الصومالية والتي تعرضت لكارثة فيضانات كبيرة.
وأعرب مسؤولون محليون ومعنيون بشؤون الإغاثة في الصومال عن تقديرهم لقطر الخيرية التي كانت أول مؤسسة إنسانية تصل الميدان وتقدم المساعدات للمتضررين.
وتشتمل حزمة المساعدات الإغاثية لقطر الخيرية على تقديم المياه الصالحة للشرب بشكل يومي 652 أسرة من الأسر النازحة،والتي تعتبر من الأولويات القصوى للنازحين، كما ستطلق في الأيام المقبلة عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الصحية، وستقوم بتوزيع أدوات النظافة الشخصية، وبناء دورات المياه.
عبدالفتاح معلم: استجابة قطر الخيرية تشمل جميع القطاعات الضرورية لمساعدة المتضررين
وقال السيد عبدالفتاح آدم معلم، مدير مكتب قطر الخيرية في الصومال إن فرق قطر الخيرية الميدانية وصلت إلى الميدان لتقييم الوضع الإنساني في المدينة وأوضاع مخيمات النزوح خارجها، بالإضافة إلى توزيع المياه الصالحة للشرب، حيث أن التقييم الأولي لوضع تجمعات النازحين أظهر الحاجة للماسة للمياه النقية، مشيرا إلى أن استجابة قطر الخيرية تشمل جميع القطاعات الضرورية لمساعدة المتضررين حتى يتمكنوا الرجوع سالمين إلى منازلهم.
من جهته قال السيد محمود معلم عبدله رئيس هيئة إدارة الكوارث الصومالية:" نشكر قطر الخيرية التي أسعدتنا بتدخلها العاجل لمساعدة المتضررين في مدينة بلدوين المنكوبة، وهذا ليس بغريب عليها فهي سباقة لنجدة المنكوبين، وقد عملنا معها أكثر من مكان في الصومال، واليوم تقدم مشاريع إغاثية في بلدوين، أولاها إيصال المياه الصالحة للشرب، ومشاريع في قطاعات الإصحاح والصحة وغيرها".
وقالت ندر تمان مالن، عمدة مدينة بلدوين: "ابتليت مدينتنا بالفيضانات رغم كل الجهود التي بذلت لمنع وصول المياه إلى سكان المدينة لكن منسوبها كان أكثر من المتوقع وتخطا بناء العديد من السدود والحواجز، وإن شاء الله سنبذل كل ما نستطيع لمعالجة تداعيات الفيضانات".
ندر مالن: قطر الخيرية كعادتها أول مؤسسة إنسانية تصل في الميدان وتقدم خدمات كان النازحون بأشد الحاجة إليها
وأضافت أن قطر الخيرية كعادتها أول مؤسسة إنسانية تصل في الميدان وتقدم خدمات كان النازحون بأشد الحاجة إليها، وهو موقف لا ينسى لها.
وأعربت عن بالغ شكرها وامتنانها لدولة قطر شعبا وحكومة، ولقطر الخيرية على المواقف الإنسانية وتقديمهم العون والمساعدة للمحتاجين والمتضررين، ومشاركتهم ببناء البنية التحتية للدولة الصومالية.
وتحدث فارح محمد ورسمي أحد الناجين من الفيضانات ن حجم المأساة التي تعرضت له أسرته والمنطقة مقدرا مسارعة فرق قطر الخيرية لإغاثتهم حيث قال: كنا آمنين في منازلنا وفجأة غمرتها المياه، ولم يكن أمامنا خيار سوى الخروج منها تاركين وراءنا كل ما نملك، لم نشهد مثل تلك الليلة المرعبة، واتجهنا صوب المرتفعات التي تطل المدينة،أتمنى أن تعود الأمور لطبيعتها لنتمكن من العودة لبيوتنا، وأشكر قطر الخيرية لأنها تدخلت سريعا لإغاثتنا".
الجدير بالذكر أن مياه الفيضانات غمرت مساحات شاسعة وتجمعات سكانية على طول النهر مما أدى إلى نزوح 90% من سكان بلدة بلدوين (حوالي 250 ألف عائلة حسب تصريحات هيئة إدارة الكوارث الصومالية) الذين يعيشون في مخيمات عشوائية مكتظة تم بناؤها من ملابس بالية وقديمة وأغصان الأشجار.
وألحقت الفيضانات أضرارا هائلة في العيادات الصحية، والمدارس، ومرافق الصرف الصحي، كما أثرت الأسواق ومخازن الغذاء، مما جعل السكان في أمس الحاجة لتوفير المأوى الطارئ والغذاء والمياه والصرف الصحي لهم.