تشهد العلاقات الدبلوماسية بين قطر والصومال تطورا مستمرا بناء على رغبة القيادة السياسية لدى البلدين، وتعكس المحادثات المستمرة بين المسؤولين في البلدين الحرص المشترك والمتواصل على دعم هذه العلاقات والارتقاء بها نحو آفاق أعمق وأشمل، بما يخدم المصالح والأهداف والتطلعات المشتركة.
وفي إطار التواصل المستمر، وتعزيزا للعلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، وصل فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، إلى الدوحة اليوم الثلاثاء في زيارة للبلاد.
وتندرج زيارة فخامة الرئيس الصومالي للدوحة في إطار الزيارات المتتالية التي يقوم بها كبار المسؤولين بجمهورية الصومال للبلاد، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، فضلا عن آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا السياق، استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، في الخامس من مارس الماضي، على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموًا، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
ويؤكد الجانبان في كل مناسبة عزمهما على تعزيز التعاون في مختلف المجالات التي تخدم مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين.
وتسلم فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، أوراق اعتماد سعادة الدكتور عبدالله بن سالم النعيمي سفيرا فوق العادة مفوضا لدولة قطر لدى الصومال.
دعم للشعب الصومالي
وفي الخامس من أكتوبر الماضي جددت دولة قطر أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ51، وقوفها إلى جانب الشعب الصومالي الشقيق لبناء دولة المؤسسات وحكم القانون، التي تضمن تمتع الصوماليين بكافة حقوقهم واحترام سيادة واستقلال ووحدة الصومال وسلامة أراضيه، وذلك خلال الحوار التفاعلي مع الخبيرة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الصومال، تحت البند العاشر من جدول أعمال المجلس.
وأكد دولة السيد حمزة عبدي بري رئيس الوزراء بجمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، في الثامن والعشرين من يونيو الماضي، أن دولة قطر تعد شريكا مهما للصومال، متوجها بالشكر لدولة قطر على دعمها لبلاده، وذلك خلال تفقده، المراحل النهائية لمشروع مبنى رئاسة الحكومة الذي جرت إعادة بنائه وتأهيله بتمويل من صندوق قطر للتنمية.
وشاركت دولة قطر، في التاسع من يونيو الماضي، في حفل تنصيب فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، حيث مثل دولة قطر في الحفل، سعادة الشيخ فهد بن فيصل آل ثاني وزير الدولة، تأكيدا على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، ووقوف دولة قطر مع الصومال في كافة المجالات، وحرصها على استقراره وتقدمه وازدهاره.
تعاون مشترك
وفي شهر أبريل من العام الماضي وقعت جامعتا قطر ومقديشو بالصومال، مذكرة تفاهم تهدف إلى إقامة تعاون مشترك يغطي مجالات علمية وإدارية وتقنية وبحثية مختلفة، أهمها تعزيز برامج اللغة العربية في الصومال، والتي توليها جامعة مقديشو الأولوية في جميع برامجها، كما وقع معهد الدوحة للدراسات العليا، مذكرة تفاهم مع جامعة مقديشو، بهدف تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين في البحث العلمي والمجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي إطار متابعتها للشأن الصومالي، شاركت دولة قطر، مطلع شهر مارس الماضي، في الاجتماع الخاص بجمهورية الصومال الفيدرالية الذي انعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن لمناقشة أمن الصومال وبناء الدولة والتنمية والأولويات الإنسانية، وكيفية دعم جهود الصومال بشكل أفضل، وتعزيز قدرتها على تحمل الصدمات المناخية، ورحب المشاركون في ختام الاجتماع بدعوة دولة قطر لعقد الاجتماع المقبل في الدوحة.
ومطلع العام الجاري نظم الهلال الأحمر القطري، قافلة طبية لجراحة العيون ومكافحة العمى، في مستشفى "دي مارتينو" العام بالعاصمة الصومالية مقديشو، بالتعاون مع وزارة الصحة الفيدرالية، ونظيره الصومالي، وسفارة دولة قطر لدى الصومال، بهدف تقديم المساعدة الطبية اللازمة للفقراء والنازحين من مرضى العيون في إقليم "بنادر العاصمة"، مع التركيز على ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يعيشون في المخيمات بمدينة مقديشو والمناطق المجاورة لها.
مساعدات غذائية عاجلة
وقام صندوق قطر للتنمية في السادس والعشرين من يناير الماضي، بإرسال مساعدات غذائية عاجلة عبارة عن 2000 طن من السلال الغذائية، لصالح أكثر من 200 ألف مستفيد من المتضررين من الجفاف في خمس ولايات بالصومال؛ بهدف التصدي للجفاف وتحسين سبل العيش وتخفيف الأعباء الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الصومالي الشقيق، كما أرسل صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية في مارس من العام الماضي 45 طنا من سلال الطعام للتصدي للجفاف في الصومال، حيث تم إرسال المساعدات بالتعاون مع القوات الجوية الأميرية.
وتحت شعار "أوقفوا مجاعة الصومال"، أطلقت قطر الخيرية منتصف شهر يونيو الماضي، نداء استجابة عاجلا لمواجهة موجة الجفاف في الصومال، التي دفعت بالعديد من الأشخاص للفرار من مناطقهم الأصلية إلى مخيمات النزوح، وتقديم مساعدات إغاثية عاجلة وتوفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين من تأثير الجفاف الحاد الذي اجتاح الصومال والمساهمة في إنقاذ حياة أكثر من نصف سكانها المعرضين للخطر.
وينظر الصومال بتقدير كبير لما يلقاه من دعم أخوي متواصل من دولة قطر، والتزام ثابت وحرص مطلق من الدوحة على ازدهار الصومال وأمنه واستقراره، كما تسعى جمهورية الصومال إلى جذب المستثمرين القطريين لإقامة مشروعات تنموية في البلاد.