شهدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، ورئيس مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة، حفل تخرُج دفعة عام 2023 لطلاب جامعة حمد بن خليفة، والاحتفاء بختام دراستهم الأكاديمية في مجالات متعددة التخصصات قائمة على تعزيز الابتكار، وريادة الأعمال، وإيجاد حلول شاملة للتحديات المختلفة.
وحضر الحفل، سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية للجامعة، وعائلات وأصدقاء الخريجين.
وفي الحفل الذي قدمته غرور عبد الواحد، خريجة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية (عريف الحفل)، والذي أُقيم، اليوم 16 مايو، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، قامت جامعة حمد بن خليفة بتتويج 241 خريجًا متميزًا بشهاداتهم ودرجاتهم العلمية في برامج وتخصصات متنوعة. وقد أكمل جميع الخريجين البرامج الأكاديمية في كليات الجامعة الست، وهي كلية الدراسات الإسلامية، وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكلية العلوم والهندسة، وكلية القانون، وكلية العلوم الصحية والحيوية، وكلية السياسات العامة.
وتتميز دفعة 2023 بأنها دفعة متعددة الثقافات، حيث تحتضن 152 خريجة و89 خريجًا من 41 جنسية، منهم 59 خريجًا قطريًا، يمثلون ما يقرب من 25% من دُفعة هذا العام، ويعكس هذا الإنجاز كيف تُعزز بيئة التعلُم الفريدة التي تزخر بها جامعة حمد بن خليفة، استراتيجية دولة قطر للاستثمار في رأس المال البشري وتنويع مصادر الاقتصاد، من خلال صقل الطلاب بالمعرفة والخبرات اللازمة، للتواكب مع بيئة سريعة التطور وتعزيز مهاراتهم بأفكار ريادة الأعمال.
وتفرَّد حفل هذا العام، بالإعلان عن جائزة جامعة حمد بن خليفة للتميز، والتي تحتفي بالإنجازات والتميز الملحوظ لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، حيث قامت سعادة الشيخة هند بتتويج الفائزين بالجوائز على منصة المسرح، في ثلاث فئات هي: جائزة التميز البحثي، التي تُكرِّم الجهود المبذولة في إعداد البحوث والتي حظيت بتقدير كبير في أوساط المجتمع الأكاديمي، وجائزة التميز في التدريس، وذلك تقديرًا لأنشطة التدريس والتوجيه الطلابي المتميّزة، وجائزة التميز في الخدمة، التي تُثمن الخدمات الاستثنائية تجاه الجامعة ومجتمعها.
وحصل الدكتور عمر البغا، الأستاذ بكلية العلوم الصحية والحيوية والمدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جامعة حمد بن خليفة، والدكتور عيسى خليل، عالِم أول في معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، على جوائز التميز البحثي، كما تم تكريم الدكتور يوسف بشر، الأستاذ المساعد بكلية العلوم والهندسة، بجائزة التميز في التدريس، والدكتور أمين برماق، الأستاذ والعميد المشارك بكلية العلوم والهندسة، بجائزة التميز في الخدمة.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة: "العلم ليس مفصولاً أو مجرداً عن القيم، فتطبيقه وتفصيله وتحليل أبعاده مبني على قيم الإنسان وفهمه لدوره وحدوده في هذا الكون، وهذا لا يقتصر كما يظُن البعض على العلوم الإنسانية والاجتماعية وإنما يتعداها إلى العلوم التجريبية والمجردة. فالعلوم يختلف فيها التطبيق والتعامل مع الحالة وفقاً للقيم الإنسانية وفهم الإنسان لدوره وموقعه في هذه الدنيا، ناهيك عن أن العلم في ثقافتنا وديننا مرتبطٌ بعلم إلهي نُقِل إلينا بالوحي ليجيب على ما يعجز العقل البشري عن الإجابة عليه وربط العلم والمعرفة بغاية الخلق وهي عمارة الكون".
ومن جانبه، أكد سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة، بوزارة الخارجية، وضيف شرف الحفل، قائلًا: "لقد استطاعت جامعة حمد بن خليفة، رغم حداثة تأسيسها، أن تجد لنفسها مكانة مرموقة بين الجامعات على المستويين الإقليمي والدولي، وشهدت توسعًا مضطردًا على مستوى التخصصات والبرامج في شتى مجالات المعرفة، وظلت خلال السنوات الماضية تمد سوق العمل بالعديد من الخريجين المهرة في مختلف المجالات الحيوية".
وفي كلمتها بصفتها ممثلة للخريجين، قالت فاطمة عبدالرحمن الطويل، خريجة برنامج الماجستير في القانون الدولي والشؤون الخارجية، بكلية القانون: "لقد حظينا بشرفِ الحصولِ على درجاتٍ أكاديمية من هذا الصرح التعليمي المتميز المتمثل في جامعة حمد بن خليفة، والتي تؤمن قياداتها وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، بأهمية التعليم العالي والبحث العلمي، بل تسعى رؤية الجامعة في أن تكون رائدة عمليًّا وتعليميًّا وبحثيًّا، من أجل تقديم حلولٍ للتحديات التي تواجه البلاد، ولاشك أن رِحلتًنا كانت مميزةً وفريدةً من نوعها، بل كانت تجربةً تعليميةً استثنائيةً، ومنحتنا فرصاً عديدةً للتوصل إلى حلول وابتكارات جديدة، يكون لها الأثر العظيم في تطوير مجتمعاتنا والعالم بأسره".
وتعليقًا على حفل التخرج، قال الدكتور مايكل بينيديك، وكيل جامعة حمد بن خليفة: "لقد أسهمت البيئة الأكاديمية في جامعة حمد بن خليفة، القائمة على تكامل المناهج العلمية والبحثية المتطورة، في تفوُق هؤلاء الطلاب المتميزين، وتزويدهم بالخبرات والمهارات اللازمة لتعزيز حركة التطوير والابتكار في مجتمعاتهم، وأنا على يقين تام في أن دُفعة 2023 على استعداد لخوض مسارات مهنية جديدة، حيث سيطبقون خبراتهم وتجاربهم العلمية للتأثير بشكل إيجابي في قطر والعالم، سواء من خلال ابتكار تقنياتهم وأفكارهم الخاصة، أو العمل على تعزيز مفاهيمنا وأفكارنا في المجالات التي يختارونها".
وتلتزم جامعة حمد بن خليفة التزامًا صارمًا بمعايير الابتكار والبحوث وتعزيز مفاهيم ريادة الأعمال، حيث تقدم الجامعة 40 برنامجًا أكاديميًا، تغطي تخصصات متعددة وتتواكب مع خمس مجالات رئيسية هي: الصحة الدقيقة، والذكاء الاصطناعي، والتعليم التقدمي، والاستدامة، والرفاه الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور ريتشارد أوكيندي، نائب رئيس جامعة حمد بن خليفة للبحوث: "تُعد هذه المجالات الخمسة الرئيسية، حيوية لمواكبة التطور المتسارع الذي يشهده اقتصاد دولة قطر، وذلك في ضوء التقدم التكنولوجي السريع الذي يشكل مكونات المجتمع اليوم، وقد كرَّست جامعة حمد بن خليفة جهودها لتطوير برامج أكاديمية متعددة التخصصات، وتعزيز القدرات البحثية الوطنية بالتعاون مع أفضل المؤسسات في العالم، كما تعمل على تأهيل قادة المستقبل بعقلية ريادة الأعمال، فضلًا عن المساهمة في ابتكار حلولًا جديدة لتحقيق تأثير إيجابي في المجتمع القطري والعالمي".
وينضم الخريجون حاليًا إلى أسرة خريجي جامعة حمد بن خليفة المتميزة، التي يشارك أفرادها بشكل مباشر ومؤثر في بناء القدرات بمجالات ذات أهمية وطنية وعالمية، سواء في قطر أو خارجها، وسيحظى الخريجون بدعم قوي حتى بعد تخرجهم، حيث احتفل مكتب شؤون الطلاب ورابطة خريجي جامعة حمد بن خليفة، مؤخرا، بأول فعالية سنوية للقاء الخريجين، تم خلالها إطلاق منصة لخريجي الجامعة، لتعزيز التواصل فيما بينهم والاحتفاء بإنجازاتهم المهنية.
وبدورها، أكدت الدكتورة مريم المناعي، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب: "يُعتبر مكتب شؤون الطلاب بجامعة حمد بن خليفة، بمثابة منزلًا آخرًا لمجتمع الطلاب والخريجين في الجامعة، ونقطة تواصل مركزية، حيث يوفر فريقًا متخصصًا يدعمهم بمجموعة شاملة من الخدمات لتلبية متطلباتهم والإجابة على استفساراتهم، سواء كانت أكاديمية أو شخصية، لذا ندعو خريجينا إلى البقاء على تواصلهم الفعّال مع مجتمع جامعة حمد بن خليفة، والمشاركة في فعالياتنا، وأهمها لقاء الخريجين".
وتُمثل دفعة خريجي 2023 بجامعة حمد بن خليفة، مجموعة متنوعة من التخصصات، أبرزها الأخلاق الإسلامية التطبيقية، والتمويل الإسلامي، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ودراسات الترجمة، وعلوم وهندسة الحاسوب، والطاقة المستدامة، والقانون الدولي والشؤون الخارجية، والقانون الاقتصادي والتجاري الدولي، وعلم الجينوم والطب الدقيق، والعلوم البيولوجية والطبية الحيوية، والسياسة العامة، والسياسة الاجتماعية وتقييم البرامج، فضلًا عن العديد من التخصصات الأخرى.
وتسعى جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، إلى تمكين الطلاب وتعزيز مهارات الخريجين لتطوير قدراتهم المهنية والشخصية، من خلال توفير فرص تعليمية واجتماعية متنوعة ومتعددة التخصصات.