عقد معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جلسة نقاشية حول دور دولة قطر في إدماج المنظور الأسري في المحافل الدولية، بمشاركة سعادة الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
وناقشت الجلسة التي عقدت في مكتبة قطر الوطنية، بمناسبة اليوم الدولي للأسر، وأدارتها الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي للمعهد، مستوى الالتزام الدولي بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يقر بأهمية الأسرة مع احترام التنوع الثقافي والديني لكل أمة، حيث جرى التأكيد على حق كل دولة بالتحفظ على أي بنود في المعاهدات الدولية قد تتعارض مع قيمها.
د. هند المفتاح: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعترف بالمفهوم التقليدي للأسرة والذي يتماشى مع التعريف الإسلامي
وأكدت سعادة الدكتورة هند المفتاح أهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كوثيقة تأسيسية للعديد من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، منوهة إلى أن الإعلان يعترف بالمفهوم التقليدي للأسرة، والذي يتماشى مع التعريف الإسلامي، الذي ينظر إلى الأسرة باعتبارها حجر الأساس للمجتمع، وأنها اتحاد بين الزوج والزوجة، وأنه ينبغي أن تتمتع بحق الحماية من خلال التشريعات والقوانين.
وتطرقت إلى الدور الريادي لدولة قطر في حماية الأسرة، من خلال إنشاء "مجموعة أصدقاء الأسرة"، التي تضم دولا عربية وإفريقية وأوروبية تشترك فكريا في تعريفها لمفهوم الأسرة، باعتبارها الوحدة الطبيعية والأساسية في بناء المجتمع، مشيرة إلى أن قطر تمكنت من خلال "مجموعة أصدقاء الأسرة" من تقديم أربعة مشاريع لقرارات تهم حماية الأسرة، وتسعى حاليا إلى تقديم نسخة خامسة في الفترة المقبلة.
نحن نتخذ الحوار والنقاش المستمر وسيلة للتأثير الإيجابي في أنماط التفكير لدى الدول المشاركة في محافل الأمم المتحدة
وقالت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف: "نحن نتخذ الحوار والنقاش المستمر وسيلة للتأثير الإيجابي في أنماط التفكير لدى الدول المشاركة في محافل الأمم المتحدة، ونؤكد دائما على احترام جميع الثقافات، وعندما تحاول بعض الدول فرض ممارسات وتشريعات تتعارض مع المجتمع القطري، وتنتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن "مجموعة أصدقاء الأسرة" تسعى إلى الحوار البناء بدلا من التصادم الثقافي، بالإضافة إلى ذلك، تنظم قطر فعاليات وجلسات حوارية لتعزيز هذا الهدف".
كما نبهت إلى تأثير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 على نظرة الجمهور العالمي للثقافة القطرية، وكيف تمكنت قطر من تقديم نموذج للتكامل الثقافي، وتعزيز القيم الأسرية القطرية، والإشادة الواسعة التي حظي بها هذا الحدث العالمي من قبل السفراء والدبلوماسيين في المحافل الدولية.
وتابعت سعادة الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح قولها "لقد تمكنا من تقديم نموذج يحتذى به حول الاندماج الاجتماعي والثقافي لكافة الجنسيات من مختلف دول العالم، لقد شاهدنا مشجعين يرتدون الغترة القطرية، وكيف أبدى الجمهور رغبة في استكشاف الثقافة العربية من خلال الاستماع إلى الأذان وزيارة المساجد، ونحن نسعى في المحافل الدولية إلى مواصلة استثمار هذا التميز، وبالذات في ما يتعلق بتكريس القيم الأسرية".