دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.7ريال
يورو 3.96ريال

فرنسا تحتفي بكنوز الحضارة المصرية القديمة

22/05/2023 الساعة 11:29 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

تحتفي العاصمة الفرنسية باريس بأحد أشهر ملوك مصر الفرعونية، من خلال معرض بعنوان "رمسيس وذهب الفراعنة"، الذي يكشف جانبا من حياة رمسيس الثاني وروائع الحضارة المصرية القديمة بكنوز نادرة، تقدر بأكثر من 180 قطعة أثرية ذهبية وفضية ومجوهرات ومجسمات ومومياوات تعود لآلاف السنين.

وتحتضن قاعة العروض الكبرى "لافيليت" بباريس بالتعاون مع المركز القومي المصري للآثار، هذا المعرض الذي بدأ من 7 أبريل الماضي ويستمر حتى 6 سبتمبر المقبل.

وتعد باريس ثالث محطات الجولة العالمية لهذا الحدث الكبير، فضلا عن كونها المدينة الأوروبية الوحيدة التي تحتضن هذا المعرض، والوحيدة التي تعرض تابوت رمسيس الثاني الذي يغادر مصر لعرضه للعموم لأول مرة.

وسبق لـ"رمسيس وذهب الفراعنة"، أن حط الرحال بهيوستن وسان فرانسيسكو.

وبعد أن بيعت أكثر من 145 ألف تذكرة دخول قبل افتتاحه، مثلما أعلن المنظمون، يشهد المعرض إقبالا كبيرا من الزوار المتعطشين لاكتشاف عجائب وروائع وكنوز الحضارة المصرية القديمة.

Fwt614OXsAE2VA1
تبدأ رحلة اكتشاف الزوار بفيلم قصير يتتبعون فيه حياة رمسيس الثاني، ويعيدون فيه مع العلماء اكتشاف مقبرته وموميائه وكنوزه في مقبرة طيبة عام 1881م، ثم تفتح الأبواب أمامهم ليجدوا أنفسهم وسط مقبرته وكنوزه تصحبهم المؤثرات الموسيقية وتحيط بهم الشاشات العملاقة، لتشرح لهم تطور الحقب التاريخية الفرعونية ولينغمسوا في ثلاثة آلاف سنة من الحضارة المصرية القديمة صالة بعد صالة، حيث في الحجرة المركزية بالقرب من تابوت رمسيس الثاني ونقوشه البديعة، تعيد إحدى الشاشات تشكيل معركة "قادش" أشهر معركة في العصور القديمة والتي قادها رمسيس الثاني وانتصر فيها على أعدائه من الإمبراطورية الحيثية.

وفي زيارة عبر تقنية الواقع الافتراضي يكتشف الزوار في القاعة الأخيرة من المعرض معبدين كبيرين في (أبو سمبل)، وكذلك تمثال نصفي للملك رمسيس الثاني، بينما تطل الملكة (نفرتاري) إحدى أشهر زوجاته من وراء الشاشة العملاقة المعلقة لترسم نهاية حكاية هذه العائلة الملكية.

ووصف دومينيك فروتي، عالم مصريات والمستشار العلمي للمعرض في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" بـ"الرائع والمهم"، لافتا الى أن الهيئة المنظمة للمعرض اختارت التحف والقطع الفنية الأثرية بطريقة تظهر أهمية رمسيس الثاني كأحد أهم ملوك مصر القديمة، وتأثيراته التاريخية الكبيرة في عصره وفي تاريخ مصر الفرعوني، من أجل إعطاء صورة جيدة على الآثار المهمة التي تزخر بها مصر.

وأضاف فروتي، "نظمنا المعرض بتدرج زمني تاريخي يتوافق مع فترات حكم رمسيس الثاني، وذلك حتى نظهر للزائرين المكانة الحقيقية لهذا الملك. وفي القسم الثاني من المعرض تغطي الفترة التاريخية بعد موته لإظهار تأثيرات هذا الملك في كل ما حوله، حيث يمكن للزائر اكتشاف كنوز ملوك الفراعنة الذين ارتبطوا به وحكموا بعده من خلال قطع الحلي والذهب والمجوهرات الفرعونية، بالإضافة إلى مومياوات الحيوانات وبعض القطع النادرة الأخرى التي تعطي فكرة مفصلة على ثراء تلك الفترة.. إنه معرض يحتفي بأسطورة تاريخية مصرية بطريقة فنية معاصرة".

Fwt615vWcAAKqgX
ويعد الملك رمسيس الثاني وهو من فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، والملقب بـ"ملك الشمس"، من أشهر حكام مصر، نظرا لتاريخه الحافل بالإنجازات وتوسعات الإمبراطورية المصرية في عهده، حيث استطاع أن يحقق الانتصارات المتتالية في حروبه الكثيرة.. كما استطاع في الوقت نفسه، إبرام أول معاهدة سلام مع خاتوشيلي الثالث ملك الحيثيين وهي أشهر معاهدة سلام في العصور القديمة، ليعيش الشرق الأوسط القديم لأول مرة سلاما تاما لمدة طويلة.

من جانبه قال الدكتور زاهي حواس عالم الآثار ووزير الآثار المصري الأسبق، في تصريح مماثل، إن تعلق الفرنسيين بالحضارة الفرعونية المصرية القديمة كبير سواء بالنسبة للباحثين أو الناس العاديين، لافتا إلى أن هذه العلاقة تعود إلى عام 1976 حين استقبلت فرنسا مومياء رمسيس الثاني كأبهى استقبال، وكان ذلك بطلب من الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان حينها.

ونوه حواس بأن حياة الملك رمسيس الثاني زاخرة وغنية على كل المستويات السياسية والشخصية والتاريخية، حيث عاش 100 عام وتزوج أربع ملكات أهمهن الملكة نفرتاري وأنجب أكثر من 100 ولد وبنت، وامتدت فترة حكمه أكثر من 66 عاما، وخاض حروبا كثيرة انتصر فيها، مشيرا إلى أن لرمسيس الثاني تماثيل في كل مكان في مصر باعتباره أشهر ملوكها، بالإضافة لكونه الوحيد الذي بنى معابد ضخمة في الأقصر وأسوان والنوبة والكرنك وكل الأماكن، كما ترك أيضا العديد من المسلات والتماثيل التي تدل على ما وصلت إليه الحضارة المصرية الفرعونية من تطور في عهده.

وتتنوع القطع الأثرية النادرة والكنوز الثمينة المعروضة في هذا المعرض، بين المومياوات والتماثيل والتوابيت والأقنعة الملكية المذهبة والتمائم والقطع الفنية الأصيلة والمنحوتات والمجوهرات والعقود الذهبية والفضية، والتي عثر على أغلبها في مقبرة رمسيس الثاني في وادي الملوك وبقية المقابر المجاورة.

وتتزين صالات المعرض أيضا بالتحف النادرة التي لم يسبق لها من قبل مغادرة مصر، مثل كنوز تانيس الشهيرة والعقد الذهبي للملك بسوسينيس الذي يزن أكثر من 8 كيلوغرامات وسوار شيشونك الذهبي وقلادة الأميرة ميريت، فضلا عن تابوت الفرعون شيشونغ الثاني برأس صقر، والمزهريات والتماثيل والمجوهرات. بالإضافة إلى قناع ذهبي للجنرال أونديباوند.

Fwt615zX0AEUZY4
إلى ذلك يعرض "رمسيس وذهب الفراعنة"، القناع الذهبي للملك امنحوتب والذي تم اكتشافه في كنوز الملك تاليس الذي حكم بعد فترة طويلة من رمسيس الثاني. ومن القطع المهمة أيضا مومياوات الحيوانات التي اكتشفت قبل فترة قصيرة من جائحة كورونا "كوفيدـ 19".

ويبقى تابوت الملك رمسيس الثاني المطلي باللون الأصفر والمصنوع من خشب الأرز، هو القطعة الأثرية والتحفة الفنية المركزية التي يدور حولها كل المعرض، إذ وافقت السلطات المصرية على انتقاله وعرضه في باريس بصفة استثنائية، مراعاة للعلاقات المميزة مع فرنسا وتقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين قاموا بمعالجة مومياء رمسيس الثاني من التعفن والفطريات سنة 1976.

وتحظى الحضارة المصرية الفرعونية القديمة باهتمام كبير من الفرنسيين والسياح في عاصمة الأنوار، حيث سبق أن حقق معرض "توت عنخ آمون، كنز الفرعون" الذي نظم عام 2019، نجاحا جماهيريا كبيرا بما يقرب من مليون ونصف مليون زائر خلال 6 أشهر.

جدير بالذكر أن معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" الذي انطلقت رحلته الأولى في نوفمبر 2021، من متحف العلوم الطبيعية في مدينة هيوستن الأمريكية، ثم انتقل إلى سان فرانسيسكو، قبل أن يحط الرحال في باريس، سيكمل جولته العالمية بمدينة سيدني الأسترالية في الخريف المقبل.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo