أعلنت وزارة الصحة العامة عن إدخال اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري ضمن قائمة اللقاحات المعتمدة في دولة قطر، "كلقاح اختياري"، لافتة إلى أن إدخال اللقاح يأتي في إطار استراتيجية الوزارة لحماية أفراد المجتمع من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
وقال الدكتور حمد عيد الرميحي مدير إدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة: "إن إدخال اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري ضمن قائمة اللقاحات المعتمدة في دولة قطر يأتي في إطار الجهود المستمرة لوزارة الصحة العامة؛ لمنع وتقليل عبء الأمراض الانتقالية، والتي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وتحديثا لسياسات الوزارة بإدخال لقاحات جديدة".
وأضاف الدكتور حمد الرميحي أن منظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) أوصت باستخدام اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، كاشفا عن استخدام هذا اللقاح في 125 دولة حول العالم ضمن برامج التحصين الوطنية، خاصة أنه يتميز بالقدرة على منع الإصابة بالسرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وغيرها من الحالات.
بدورها، قالت الدكتورة منى المسلماني المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية: إن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري لا تسبب أي أعراض، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص، موضحة أن اللقاحات تحمي الأفراد فقط من سلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري، والتي ترتبط بالسلالات الأكثر خطورة والتي لها مضاعفات، مؤكدة أن الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تكمن بالحصول على جميع الجرعات الموصى بها في العمر المحدد.
د.سامية أحمد العبد الله: القطاع الصحي في دولة قطر وضع ضمن أولوياته بذل كافة الجهود الممكنة للوقاية من السرطان
وقالت الدكتورة سامية أحمد العبد الله المدير التنفيذي للعمليات والتشغيل في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: "إن القطاع الصحي في دولة قطر وضع ضمن أولوياته بذل كافة الجهود الممكنة للوقاية من السرطان، مع مراعاة الأعباء السلبية له على الجانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي ونوعية الحياة لكل من الأفراد والعائلات"، مشيرة إلى أن هذا اللقاح آمن وفعال للوقاية من السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، وتمت إضافته ضمن قائمة الخدمات الوقائية الروتينية في مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وقالت الدكتورة سهى البيات رئيس قسم التطعيمات في وزارة الصحة العامة: "إن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري المعتمد في دولة قطر يمكن أن يقي من 9 أنواع من فيروس الورم الحليمي البشري والتي تمثل حوالي 95 في المائة من أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم، مشيرة إلى أن استخدام اللقاح يساعد في حماية الفتيات والفتيان من بعض أنواع السرطان والثآليل".
وأفادت أن الفئة العمرية المستهدفة من اللقاح مرتبطة من عمر 11 - 26 عامًا، حيث يعطى اللقاح بجرعتين للفئة العمرية 11 - 14 عاما، بينما يعطى على شكل ثلاث جرعات للفئة العمرية 15 - 26 عاما.
وأشارت إلى أنه سيتم توفير اللقاح مجانا في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية ومركز الأمراض الانتقالية.
وأضافت أنه تم تنظيم ورشة عمل تدريبية يوم السبت الماضي (20 مايو) لتعريف كوادر القطاع الصحي باللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، وكيفية تعظيم الاستفادة منه في منع الإصابة بالفيروس، إضافة إلى كافة التفاصيل المرتبطة بحصول الفئة المستهدفة على اللقاح.
من ناحيتها، قالت الدكتورة عفاف الأنصاري استشاري أول بمركز صحة المرأة والأبحاث في مؤسسة حمد الطبية: إن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يعد بمثابة مجموعة من الفيروسات، والتي ترتبط سلالاتها "عالية الخطورة" بقدرتها على التطور إلى العديد من السرطانات، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، وسرطانات الرأس والرقبة والبلعوم الفموي وغيرها، وكذلك الثآليل والورم الحليمي التنفسي.
وأوضحت أن السلالات عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري ترتبط بشكل أكبر بسرطانات عنق الرحم؛ إذ يصاب الكثير من الناس بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري خلال حياتهم، التي يتم التخلص منها تلقائيا في معظم الحالات، إلا أن هناك إصابات بالسلالات "عالية الخطورة" تستمر لفترات أطول، مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، مضيفة أنه لا يمكن علاج فيروس الورم الحليمي البشري، ولكن يمكن منعه باللقاح.