في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي

رئيس الوزراء: نمضي نحو تعزيز مكانة قطر كشريك دولي موثوق ومصدر للطاقة

23/05/2023 الساعة 17:13 (بتوقيت الدوحة)
جانب من كلمة معالي رئيس الوزراء بالجلسة الافتتاحية للمنتدى
جانب من كلمة معالي رئيس الوزراء بالجلسة الافتتاحية للمنتدى
ع
ع
وضع القراءة

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر ماضية في تعزيز مكانتها كشريك دولي موثوق ومصدر للطاقة، ووجهة للاستثمارات والسياحة، وذلك تحقيقا لرؤيتها الوطنية لعام 2030، والتي يعد أهم ركائزها الانتقال إلى اقتصاد متنوع ومبتكر.

وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للنسخة الثالثة من منتدى قطر الاقتصادي، إن هذا النهج يتطلب من الجميع، التخطيط والمرونة وسرعة الاستجابة والمثابرة، وذلك بعد أن قدمت قطر أفضل نسخة لكأس عالم كرة القدم على كافة الأصعدة، ولأول مرة من دولة عربية.

الاستفادة من دروس الماضي

وأوضح أن المضي إلى الأمام، مع الاستفادة من دروس الماضي، يعد خيارا استراتيجيا اتبعته دولة قطر في نهجها الوطني والتنموي، مضيفا معاليه "فإن مرونة اقتصادنا وحفاظه على معدلات تنافسية عالية، رغم الأزمات الدولية، وقوة نظامنا الصحي وكفاءته خلال أزمة جائحة “كوفيد - 19” والدور الذي نلعبه اليوم في سوق الطاقة العالمي ليست وليدة الصدفة، وإنما هي نتاج رؤية سديدة من قيادتنا، وسنوات من التخطيط والمثابرة والإيمان برأس مالنا البشري من مواطنين ومقيمين، وتوفير الإمكانيات اللازمة لإطلاق قدراتهم والاستفادة منها في تنويع اقتصادنا والنهوض بوطننا".

السياسات والمشاريع التي تبنتها قطر خلال العقدين الماضيين ساهمت في تأسيس بنية تحتية قوية مستقرة وصلبة

ونوه معاليه إلى أن السياسات والمشاريع التي تبنتها دولة قطر خلال العقدين الماضيين ساهمت في تأسيس بنية تحتية قوية مستقرة وصلبة في موقع استراتيجي يجمع بين الشرق والغرب، إذ هي موطن لأفضل مطار وأفضل خطوط طيران في العالم، وأحد أكبر الموانئ الخضراء عالميا، وأول شبكة 5G فائقة السرعة متوفرة تجاريا، مع امتلاكها أحد أكثر الصناديق السيادية مرونة وتكيفا.

وأبرز معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني في هذا السياق، أن القطاع غير النفطي في قطر حقق نموا بنسبة 9.9%، كما سجل القطاع النفطي ارتفاعا بنسبة 4.8% في الربع الرابع من عام 2022، وأفضت الجهود القطرية إلى تأسيس مؤسسات مالية قوية وخلق أسس لبيئة عمل مشجعة لنمو الأعمال التجارية، وارتفاع حجم الاستثمار المحلي والأجنبي بشكل مطرد.

التنويع في مجال الطاقة

وأضاف أنه "على مستوى التنويع في مجال الطاقة، وكجزء من جهود متنوعة، قمنا بافتتاح أول محطة للطاقة الشمسية في قطر لتنويع إمدادات الطاقة الخاصة بنا، ومن المقرر أن توفر هذه المحطة نحو 10% من الطاقة المستخدمة في الشبكة الوطنية للكهرباء في أوقات الذروة. وانطلاقا من مسؤوليتنا الدولية، حرصنا على ضمان إمدادات الطاقة واستقرار سوقها العالمي في ظل الأزمات الدولية. وإدراكا منا للدور الهام الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق الازدهار، نعمل بشكل مستمر على إطلاق المبادرات لدعم تلك الشركات بهدف تعزيز روح ريادة الأعمال.

جهاز قطر للاستثمار يساهم بشكل مهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي لأجيالنا القادمة

وأضاف معاليه: في هذا الإطار، يساهم جهاز قطر للاستثمار بشكل مهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي لأجيالنا القادمة، والعمل مع القطاع الخاص على سد الثغرات في السوق المحلي، من خلال الاستثمار في الشركات والقطاعات التي تدعم الصناعات المحلية القطرية وتساهم في نقلها للأسواق العالمية، كما نسعى لاجتذاب استثمارات عالية الجودة تدعم المجتمع محليا ودوليا".

وأوضح أن هذه الإنجازات إذ تفخر بها دولة قطر، هي في الوقت ذاته محفز لها لمواصلة العمل بجد للحفاظ على مكانتها في الأسواق العالمية، والاستمرار في طرح الحلول الابتكارية لتعزيزها.

Fw0UvqLaYAcTmrz
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مخاطبا الحضور "لا يخفى عليكم أن العالم عانى الكثير خلال السنوات الماضية، ابتداء بجائحة “كوفيد - 19” وآثارها على الاقتصاد العالمي والنزاعات المسلحة في عدة مناطق حول العالم، والتي أثقلت كاهل المجتمع الدولي بتبعاتها وتفاقم أزمة التغير المناخي التي أثرت بالفعل على المجتمعات الضعيفة والهشة، ولكن النفس البشرية جبلت على التكيف والتعايش وتحدي الصعاب وخلق الفرص.

نهضة اقتصادية شاملة

واستكمل معالي رئيس الوزراء بالقول: الإنسان الذي استدل بالنجوم عبر المحيطات ونحت الجبال، مع قلة الأدوات والموارد ومصادر المعرفة، هو قادر اليوم بعون الله تعالى على أن يشق طريقه نحو تجاوز هذه التحديات، وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة تنهض بمجتمعه وعالمه، فلم يمر عالمنا خلال تاريخه بثورة تكنولوجية ومعرفية، كالتي نعيشها اليوم ما يعني أنه لا مناص من مسؤوليتنا كحكومات وشركات وأفراد تجاه مجتمعاتنا، فالتاريخ وأجيال المستقبل سيكونان شاهدا علينا، وعلى كيفية إدارتنا لهذه المعرفة والموارد".

وأوضح معاليه أن منتدى قطر الاقتصادي يعد منصة هامة لمناقشة أهم القضايا والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم اليوم، ولبحث سبل معالجتها بروح التعاون والابتكار، معربا معاليه عن أمله في أن يشكل وجود المشاركين فيه فرصة هامة تساعد في التطلع إلى مستقبل أفضل، مبينا في الآن ذاته أن دعم الاقتصاد والاستثمار والابتكار، مع تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وحفظ السلام، هو السبيل لبناء القدرات اللازمة لتجاوز الأزمات والتغلب على التحديات التي تواجه العالم اليوم.

نأمل من خلال هذا المنتدى أن نساهم في خلق مسارات جديدة من شأنها دعم تطوير الأعمال التجارية والمناخ الاستثماري

واستطرد معاليه بقوله "من خلال العمل المشترك وتبادل الخبرات والمعرفة، يمكننا بناء اقتصاد عالمي يحقق التطلعات المشتركة، ونأمل من خلال هذا المنتدى الذي ينعقد تحت شعار “قصة جديدة للنمو العالمي” أن نساهم في خلق مسارات جديدة من شأنها دعم تطوير الأعمال التجارية والمناخ الاستثماري، والانتقال بهما إلى آفاق واعدة من النمو والتطوير، وتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول والمؤسسات الدولية والشركات الخاصة والمجتمع المدني، وإيجاد حلول اقتصادية تساهم في التحول المنشود عالميا، لنجعل هذا المنتدى فرصة للحوار والتشاور وخلق الشراكات التي تعزز فرصنا للتحول والتقدم نحو التقدم الاقتصادي نحو عالم أكثر ازدهارا وشموليا، فالتحديات تولد الفرص، والتعاون يحقق التغيير".

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo