اختتمت، اليوم، أعمال منتدى قطر للحفاظ على قرش الحوت 2023، الذي نظمته وزارة البيئة والتغير المناخي، بجولة للوفود المشاركة لأماكن تجمعات أسماك قرش الحوت بحقل الشاهين بالمياه الإقليمية، شاهدوا خلالها واحدة من أكبر تجمعات هذا النوع من الأسماك في العالم.
وخلال الجولة التي عقدت في اليوم التالي للمنتدى، الذي نظمته الوزارة بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بمركز أبحاث الأحياء المائية بمنطقة راس مطبخ شمال قطر، تعرفت الوفود على اللوائح والقوانين التي وضعتها وزارة البيئة والتغير المناخي للحفاظ على حياة قرش الحوت وحمايته، وكذلك التقنيات الحديثة التي يستخدمها باحثو الوزارة، أثناء الدراسات التي يتم إجراؤها على تجمعات هذا الكائن البحري.
وفي هذا الصدد، أكد السيد محمد الخنجي رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى ومدير إدارة تنمية الحياة الفطرية بوزارة البيئة والتغير المناخي أن حضور عدد كبير من الباحثين من مختلف دول العالم، ساهم في إثراء جلسات المنتدى، مشيرا إلى أن هذا الحدث نجح في تحقيق جميع أهدافه التي وضعتها الوزارة قبل انطلاقه، من حيث مد جسور التواصل مع جميع الأطراف المعنية بهذا الكائن والتي تشمل دولا إقليمية موجودة ضمن مسار هجرته، وكذلك تبادل الأفكار والمعلومات والحقائق التي تخص قرش الحوت، بخلاف التوصيات التي خرج بها المنتدى والتي تعتبر خارطة طريق لجميع الأطراف للحفاظ على حياة هذا الكائن المهدد بالانقراض.
وعن التوصيات التي خرج بها المنتدى، أوضح السيد محمد الخنجي، أن المنتدى شدد على أهمية عمل جميع الأطراف للتوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تساهم في الحفاظ على قرش الحوت كاتفاقية التنوع البيولوجي والاتفاقية الدولية للتجارة في الأنواع المهددة بالانقراض، واتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية، وغيرها، لافتا إلى ضرورة إطلاق حملات لمساعدة القروش العالقة في جميع مسار هجرتها.
وأكد على أهمية إجراء برامج رصد لفھم توزيع وسلوك أسماك قرش الحوت بشكل أفضل، وتأثير الأنشطة البشرية عليھا، وضرورة العمل على وضع مبادئ توجيھية للسياحة المسؤولة التي تقلل من اضطراب أسماك قرش الحوت، واعتبار المناطق التي تكثر فيھا محميات طبيعية.
وتابع رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر بوجوب العمل لتأسيس فريق بحثي إقليمي لمراقبة ودراسة قرش الحوت في منطقة الخليج والبحر الأحمر، واستخدام التقنيات الحديثة "مثل الموجات فوق الصوتية" لتقييم صحته في الأسر، وإجراء مسح شامل لمنطقة الخليج بهدف تحديد موائله، والعمل على تشجيع السياحة البيئية المستدامة.
وذكر مدير إدارة تنمية الحياة الفطرية بوزارة البيئة والتغير المناخي، بأهمية التنسيق من قبل الجهات المختصة لعقد ورش توعوية للصيادين، وصياغة مجموعة من القوانين والتشريعات الفعالة بهدف الإدارة التكاملية للأنواع المهاجرة ومنها قرش الحوت، وكذلك الإبلاغ عن حالات النفوق والاستفادة من أجساد الحيوانات النافقة لأغراض علمية توعوية في مراكز الأبحاث والمتاحف، وفرض الغرامات في حال التعرض لأسماك قرش الحوت أو صيدها، واقتراح اتفاقية إقليمية خاصة بدول الخليج للمحافظة على قرش الحوت وموائلها، وتشكيل فريق إنقاذ تابع لوزارة البيئة مهمته إنقاذ أسماك القرش في حال دخولها الموانئ، وتضمين قرش الحوت في اتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية الخاصة بدول الخليج.
في الإطار ذاته قامت اللجنة المنظمة بالتعاون مع وزارة البلدية، بتنظيم جولة لوفود الدول المشاركة بالمنتدى داخل مركز أبحاث الأحياء المائية، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، بهدف التعريف بآليات العمل داخل المركز الذي يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الأحياء البحرية والعمل على تكاثرها، مثل الاستزراع لعدد كبير من الأسماك المحلية والروبيان، من خلال استخدام أفضل التقنيات العلمية والتكنولوجية.
يذكر أن المنتدى شهد عقد 3 جلسات رئيسية، تخللها تقديم 17 ورقة بحثية، قدمها 17 خبيرًا وباحثًا محليًا وإقليميًا ودوليًا، استعرضت عددا من الموضوعات ذات الصلة بالحفاظ على قرش الحوت، والعوامل المؤثرة على حياته، كما شملت الأبحاث التي تم عرضها التقنيات الحديثة المستخدمة في تتبع مساراته.
وركز المنتدى على عدد كبير من الأهداف، والتي شملت مناقشة سبل المحافظة على أسماك قرش الحوت، وتنميتها في جميع الدول المشاركة، والتعرف على أهم التحديات التي تواجه هذه الأسماك المهددة بالانقراض بشكل عام، لتحديد أفضل الطرق للتغلب عليها، إضافة إلى جمع أصحاب المصلحة تحت سقف واحد لمناقشة مختلف المواضيع المتعلقة بأسماك قرش الحوت، والعمل على زيادة الوعي بأهمية حماية هذه الأسماك، وتعزيز التعاون والشراكات بين المشاركين، ومناقشة سبل تطوير استراتيجية إقليمية للحفاظ على أسماك قرش الحوت.