أشاد عدد من الخبراء والباحثين والأكاديميين المشاركين في جلسة "تعطيل الرعاية الصحية: التغيرات الجذرية التي تشكل صناعة الطب الحيوي"، التي عقدت ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي الذي يقام حاليا في الدوحة، بالتجربة القطرية، وبالخطوات التي اتخذتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل عام في النهوض بمجال الطب الحيوي، واستقطاب أحدث التكنولوجيات المرتبطة به.
وأرجع المتحدثون في الجلسة ذلك إلى الاستخدام الأمثل لرأس المال المادي والبشري في استقطاب الشركات العاملة في هذا المجال، وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار فيه، مؤكدين أن هذه المنطقة يمكن أن تلعب دورا كبيرا ورائدا في تطوير تكنولوجيا الطب الحيوي اعتمادا على شبكة علاقاتها مع الدول الغربية المتقدمة في هذا المجال.
وشدد المتحدثون على أهمية التعاون والعمل الجماعي وتبادل الخبرات والمعلومات حول الأمراض لتسهيل عملية اكتشافها والاستفادة من التكنولوجيا في توفير علاجات ناجعة وسريعة لها، مؤكدين أن القرن الحادي والعشرين هو "قرن الطب الحيوي" لما له من قدرة على: اكتشاف علاجات جديدة لأمراض مستعصية وتحسين الرعاية الصحية وتطويرها من خلال الابتكار، واكتشافات علمية في مجالات الوقاية والتشخيص وعلاج الأمراض التي تؤثر على السكان، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه رغم بداية الاعتماد على الطب الحيوي قبل أعوام طويلة إلا أن التقدم فيه لا يزال يحتاج إلى جهد أكبر وتركيز أكثر حتى يؤتي ثماره المرجوة مع ضرورة تسخير التكنولوجيا في هذا القطاع للإسراع بنموه وتطوره.
وتطرق المتحدثون إلى أهمية مختبرات الخلايا الجذعية، وتكنولوجيا الجينوم، في تطوير مؤشرات حيوية جديدة وحلول تشخيصية وعلاجية وتسهيل التشخيص المبكر للأمراض وعلاجها وإدارة أمراض محددة وتحسين الطب الشخصي والرعاية الصحية، منوهين بضرورة عقد شراكات مع مؤسسات وطنية وعالمية مرموقة، وتجاوز الحدود الجغرافية ومجابهة التحديات الطبية المختلفة. واستقطاب العلماء البارزين لتحويل الأبحاث إلى ممارسات طبية بشكل أسرع وأكثر كفاءة والمزج بين الابتكار والاستفادة من التقنيات الجينية الحديثة.
كما أعرب المتحدثون في الجلسة عن إعجابهم بتبني مشاريع الجينوم في دول الخليج وشبكة الرعاية الصحية المجانية التي تغطي جميع السكان والاستثمار الكبير في البنية التحتية البحثية، وجهود البحث الوراثي فيها والتركيز على بناء القدرات على المستوى الوطني، مؤكدين أن بوسع هذه المشاريع الجديدة تحقيق تحول نوعي كبير في الرعاية الصحية بالمنطقة.
ونوه المشاركون في الجلسة إلى الدور الهام والحيوي للذكاء الاصطناعي في ابتكار علاجات جديدة والإسراع باكتشاف أدوية ولقاحات لأمراض مستعصية ومنها فيروس كورونا، حيث كان لاستعمال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة والخوارزميات المبتكرة الدور الأكبر في إنتاج تطعيمات لهذا الفيروس بكميات هائلة والقضاء عليه في وقت قياسي، داعين إلى ضرورة تبني خطة عالمية طويلة الأمد يتم تنفيذها تدريجيا تعتمد على التعاون والتشارك وتبادل الخبرات والمعلومات عبر الحدود وابتكار أجهزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتغلب على التحديات الصحية والأمراض المستعصية التي تواجه البشر حول العالم.
