أكد السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أن مستقبل الرياضة مليء بالتحديات، في ظل ما تشهده الرياضات المختلفة من منافسة قوية فيما بينها لولوج سلم العالمية، وجعل الوصول إليها أكثر قابلية، سيما وأنها إلى جانب الصناعات الترفيهية تتنافس على جذب اهتمامات جمهور المشجعين والمعجبين بها.
وردا على تساؤلات طرحها السيد ستيوارت ليفينجستون والاس، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوكالة بلومبيرغ، في الجلسة الأولى، لثاني أيام منتدى قطر الاقتصادي، والتي أقيمت بفندق فيرمونت الدوحة، تحت عنوان "تغيير قواعد اللعبة.. تحويل الرياضة إلى عالم رقمي"، قال الخاطر: "كانت بطولة كأس العالم الأخيرة بمثابة منصة للحوار ومناقشة الكثير من القضايا العالمية، وفي طليعتها قضايا منطقة الشرق الأوسط، التي تعشق كرة القدم بشدة، وأود من هذا المنبر تقديم لمحة إلى أصدقائي بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2026، الرياضة الأسرع نموا بأمريكا حاليا، وتتنافس مع رياضة البادل".
الجميع كان متعطشًا لمشاهدة المونديال بعد جائحة كورونا
وأضاف: المثير للاهتمام هو أن البطولة الأخيرة كانت أول حدث رياضي عالمي يتم تنظيمه بعد جائحة كورونا، وكنا سعداء بذلك، حيث كان الجميع متعطشا لمشاهدتها، وبالنظر إليها نجد أنها تقدمت من 32 فريقا إلى 48، ويفرض ذلك تحديا على الدول المستضيفة للبطولات الكبرى، إذ بمقدور الولايات المتحدة استضافة 48 فريقا، وتقسيم البطولة بين مدنها، لكن بالنسبة للدول الأصغر حجما سيصبح الأمر أكثر صعوبة، وهذه المسألة هي إحدى أهم التحديات.
وعن المستقبل الرياضي، لفت الخاطر إلى تنامي الاهتمام برياضات أخرى، كبطولة كرة السلة الأمريكية، ودوري كرة القدم الأمريكي، في أجزاء مختلفة من العالم، وهذا يعطيك لمحة عن كيفية عولمة رياضة ما، تتم ممارستها في دولة واحدة، وليس لها شعبية كبيرة بمناطق أخرى من العالم.
مفهوم القوة الناعمة
وفيما يخص مفهوم القوة الناعمة، أوضح أن ترجمته تعتمد أساسا على الدولة المستضيفة للحدث العالمي، واستنادا إلى أهدافها، وحجم هذه الدولة وموقعها التاريخي، وانطلاقا من ذلك يمكن لها استخدام هذه الأحداث لخدمة أجندات سياسية، واجتماعية، واقتصادية.
وبالعودة لعام 2009، كانت قطر بادئ ذي بدء في موقع قوي، ولديها الكثير مما يمكن تقديمه، لهذا نظر الكثيرون باندهاش لفوزها باستضافة كأس العالم، ومن هذا المنطق، فإن أول ما فكرنا به هو كيف يمكننا تسريع مسيرة التقدم كي نكون قادرين على إنجاح الاستضافة، وتطلب ذلك منا القيام بالكثير، سواء من ناحية تطوير البنية التحتية، وتنويع الاقتصاد، وقيادة مستقبل مستدام على الصعيد المناخي والاجتماعي، وكان تفكيرنا منصبا حينها على كيفية جعل الكأس تخدم رؤيتنا.
وأضاف: رغم ما تعرضت له دولتنا من هجوم على مدار 10 سنوات، تحت ذريعة رفاهية العمالة المهاجرة وما شابه ذلك، إلا أن استضافتها للبطولة سرع من التغيير الاجتماعي والتنويع الاقتصادي، ليس في قطر فقط، وإنما على مستوى دول المنطقة، لأن البطولة سلطت الضوء على قضاياها، وعكست صورتها الحقيقية.
وعن نصائحه لكأس عالم 2026، شدد الخاطر على أهمية تحديد الاحتياجات المطلوبة من وراء الاستضافة، فقد سعت دولة قطر من ورائه لتكون مركزا للسياحة، ومما لا شك فيه حققت البطولة فرصة ترويجية رائعة لنا، فقد كانت أهدافنا واضحة، منذ البداية، وفي مقدمتها تطوير البنية التحتية، وبعد 10 سنوات رأينا مطارا جديدا، وتطويرا للميناء، ومئات الكيلومترات من الطرق السريعة، ومنظومة مترو الأنفاق، وتحسن العروض السياحية، وما إلى ذلك، لاسيما وأننا أردنا أن تكون نسخة مستدامة، وتنفيذا لتعهداتنا والتزاماتنا نولد اليوم 800 ميجاواط من الطاقة الشمسية، وهذه بعض الأمثلة على نجاحاتنا خارج أرض الميدان.
تحديات واجهت قطر قبل استضافة المونديال
وحول التحديات التي واجهتها دولة قطر، أشار إلى أنها تعلقت بصغر حجمها، وتوقعات استقبال ما بين 1.2 إلى 1.5 مليون مشجع، وكان هناك تحد آخر ذي صلة بالوقت الأنسب للاستضافة، ومع ذلك نجحنا في استضافة 1.28 مليون مشجع، فقد كنا على علم أننا بحاجة لـ98 ألف غرفة لاستقبال هذا العدد، كان لدينا 36 ألفا منها عند فوزنا بحق الاستضافة، فعملنا على إيجاد توازن ما بين الغرف الفندقية والشقق السكنية، وما تم بناؤه من غرف تخدم القطاع السياحي، ونحن قادرون على استخدامها لأغراض سياحية.
شارك في الجلسة كل من: دون ديفيس مؤسس ورئيس ومالك مشارك في رابطة المقاتلين المحترفين، والكسندر دريفوس الرئيس التنفيذي لشركة Socios.com و Chiliz، وساندرين نزوكو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيسا، ومانوج بادال الشريك المؤسس والشريك الإداري لشركة Blenheim Chalco ورئيس مجلس إدارة راجستان رويالز.
وناقشت الجلسة تأثير دمج التكنولوجيا بالصناعات الرياضية على انخراط المشجعين، وكيفية توليد الإيرادات المستقبلية، والألعاب الإلكترونية التي تشهد استثمارات متزايدة، وآليات ربط الرياضة والتجارب البدنية رقميا، والتحديات التي قد تحول دون ذلك، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بعنوان الجلسة.