اختتم منتدى قطر الاقتصادي 2023 بالتعاون مع بلومبيرج، أعماله اليوم، بعد 3 أيام حافلة بالمناقشات المعمقة والجادة استهدفت وضع الاقتصاد العالمي من جديد على سكة النمو واستشراف مستقبله في عالم ديناميكي سريع التغير.
وقد تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح المنتدى في دورته الثالثة، وذلك بحضور عدد من أصحاب الفخامة الرؤساء من بينهم، فخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، وفخامة الرئيس ماريو عبدو بينيتز رئيس جمهورية باراغواي، وفخامة الرئيس فاهاجن خاتشاتوريان رئيس جمهورية أرمينيا، وفخامة الرئيس نانا أكوفو أدو رئيس جمهورية غانا، وفخامة الدكتور حسين علي مويني رئيس زنجبار، إضافة لدولة السيدة شيخة حسينة واجد رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية، ودولة السيد علي خان إسماعيلوف رئيس وزراء جمهورية كازاخستان، ودولة السيد إيراكلي غاريباشفيلي رئيس وزراء جورجيا، ودولة السيد فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا.
مشاركة دولية واسعة
وتبرهن المشاركة الدولية الواسعة والمرموقة في النسخة الحالية من المنتدى والتي بلغت 130 دولة، على أهمية هذه المنصة العالمية للحوار حول التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وخطط المواجهة، لاسيما وأن المنتدى يحاول تغطية كافة أركان الاقتصاد، سواء من ناحية التجارة وربطها بالطاقة أو الاستثمار أو التكنولوجيا الحديثة أو المزاج العام للمستهلكين، فضلا عن الاضطرابات الجيوسياسية وتأثيراتها المعقدة.
رئيس الوزراء: منتدى قطر الاقتصادي منصة هامة لمناقشة أهم القضايا والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم
وفي كلمة لمعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بالجلسة الافتتاحية للنسخة الثالثة من المنتدى، أكد معاليه أن منتدى قطر الاقتصادي منصة هامة لمناقشة أهم القضايا والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم اليوم، ولبحث سبل معالجتها بروح التعاون والابتكار.. مشددا على أن دعم الاقتصاد والاستثمار، مع تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وحفظ السلام، هو السبيل لبناء القدرات اللازمة لتجاوز الأزمات والتغلب على التحديات التي تواجه العالم اليوم.
واستطرد معاليه بقوله "من خلال العمل المشترك وتبادل الخبرات والمعرفة، يمكننا بناء اقتصاد عالمي يحقق التطلعات المشتركة، ونأمل من خلال هذا المنتدى الذي ينعقد تحت شعار “قصة جديدة للنمو العالمي” أن نساهم في خلق مسارات جديدة من شأنها دعم تطوير الأعمال التجارية والمناخ الاستثماري، والانتقال بهما إلى آفاق واعدة من النمو والتطوير، وتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول والمؤسسات الدولية والشركات الخاصة والمجتمع المدني، وإيجاد حلول اقتصادية تساهم في التحول المنشود عالميا، لنجعل هذا المنتدى فرصة للحوار والتشاور وخلق الشراكات التي تعزز فرصنا للتحول والتقدم نحو التقدم الاقتصادي نحو عالم أكثر ازدهارا وشموليا، فالتحديات تولد الفرص، والتعاون يحقق التغيير".
50 جلسة حوار
وخلال 7 جلسات رئيسية ضمت ما يزيد على 50 جلسة حوار ونقاش فرعية، ناقش المنتدى الذي بات المنصة الإقليمية الأبرز لإثراء الحوار حول القضايا الاستراتيجية التي تتصدر أولويات الاقتصاد العالمي، تعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية، وتقوية جسور التواصل والحوار بين مختلف الشعوب.
ومن أبرز المواضيع التي تناولها المنتدى للعام الجاري، كيفية تعظيم القدرة التنافسية العالمية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في نظام اقتصادي متغير وديناميكي.
كما بحث المنتدى في موضوع آخر، مستقبل الاستثمار الأجنبي المباشر في الأوقات الاقتصادية الصعبة، ومدى تأثره بالمخاطر والتحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، متناولا بالبحث والتمحيص تأثير التوترات الجيوسياسية على هذه الاستثمارات، وانعكاساتها بما في ذلك ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالطاقة والغذاء، وبلوغ نسب التضخم مستويات قياسية ولجوء المصارف المركزية إلى رفع مستويات الفائدة.
كما ناقش التحولات الجذرية التي تشهدها أسواق المنطقة، والتطور الكبير الذي حققته الشركات الناشئة والمتوسطة خلال فترة وجيزة، على صعيد ريادة الأعمال، ومواكبتها للثورة التكنولوجية، ومسايرتها لمفهوم “الرقمنة”، مستعرضا التوسع الخليجي في مبادرات تطوير المهارات الريادية، بما فيها حاضنات ومسرعات الأعمال، والتسهيلات التمويلية، لتمكين أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الدخول في أسواق جديدة.
وإضافة لذلك بحث المنتدى السبل المثلى لإدارة التضخم وتعزيز الإنتاجية طويلة الأجل والنمو الاقتصادي وسبل رفع رواتب ومخصصات العمال دون التسبب في ركود عميق وطويل الأمد. كما تقصى أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسواق الناشئة، متلمسا الطريق نحو أكثر خيارات النمو جدوائية للاستثمار في الأسواق العالمية المتقلبة اليوم. وتناول كذلك مستقبل العولمة والتجارة العالمية، وأثر تغير المصالح الجيوسياسية على التجارة عبر الحدود، وكيفية تطوير التجارة المباشرة بين دول الجنوب في عالم يتسم بالإدارة الاقتصادية الأكثر حزما وبالابتعاد عن العولمة.
التحول نحو الطاقة الخضراء
وفي موضوع التحول الطاقي، ناقش المنتدى سبل توجيه التحول العالمي للطاقة الخضراء وجهود الأعمال المستدامة، الوجهة الصحيحة عبر تجنب أسوأ سيناريوهات التغير المناخي، محذرا من أن السياسات المتعلقة بتحويل الطاقة ستثبط الاستثمار في الوقود الأحفوري، وستؤدي إلى ندرة الغاز الطبيعي في العقد المقبل، بما في ذلك في أوروبا.
وفضلا عن ذلك حظيت مواضيع أخرى كالسياحة والرياضة والذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الحديثة بنصيب وافر في جلسات المنتدى بدورته الثالثة التي شهدت توقيع نحو 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.
وكان سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي والرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية قد أكد في حوار سابق مع وكالة الأنباء القطرية “قنا” على نجاح النسختين السابقتين من المنتدى بالقول إن "إنشاء منتدى قطر الاقتصادي جاء ليكون منصة إعلامية حوارية ذات أجندة متنوعة تجمع قادة الأعمال العالميين من أجل صياغة خطوات قابلة للتنفيذ في سبيل تحقيق النمو الاقتصادي، وقد نجح في كل نسخة من تحقيق هذا الهدف".
وتابع سعادته قائلا "لقد قمنا معا بإطلاق هذا المنتدى، والتخطيط لإنجاحه في خضم فترة اضطراب عالمي غير مسبوق. ونحن نعمل على اكتساب الحلول التي من شأنها التصدي للتحديات التي تواجه التنمية البشرية باستيحاء من ركائز رؤية قطر الوطنية 2030. ويعد التزامنا بالحوار العالمي مساهمة في تحقيق الطموحات الاقتصادية والاجتماعية التي حددتها سياسات النمو الاقتصادي في قطر على مدار السنوات".