تشارك مؤسسة الرعاية الصحية الأولية منظمة الصحة العالمية وشركاءها بالاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الموافق 31 مايو، والذي يحمل هذا العام شعار "لنزرع الغذاء وليس التبغ"، وذلك من خلال حملة تهدف إلى نشر التوعية الصحية وخطر التدخين عن طريق نشر الرسائل الصحية وحث المجتمع على الابتعاد عن ممارسة التدخين واللجوء إلى العيادات الخاصة بالإقلاع عن التدخين.
وتهدف الحملة التي تطلقها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى زيادة وعي الجمهور بأثر التبغ على البيئة بدءا بزراعته وإنتاجه وتوزيعه وانتهاء بنفاياته، فضلا عن أهمية استغلال الأراضي الزراعية في الانتقال إلى محاصيل أكثر استدامة تحسن الأمن الغذائي والتغذية، وتساعد في حل أزمة الغذاء العالمي مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.
السبب الرئيسي للوفيات
وأوضحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن تدخين السجائر مسؤول عن حوالي 90 في المئة من حالات سرطان الرئة، لافتة إلى أنه يعد السبب الرئيسي للوفيات، فهناك أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سنويا جاءت بسبب التدخين المباشر، وأكثر من مليون ومائتي ألف من التدخين السلبي وغير المباشر، لافتة إلى أن الأسباب الرئيسية للوفيات بالتدخين جاءت مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، وسرطان الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وقال الدكتور عبد الحميد الخنجي رئيس قسم المعافاة لمجال المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إنه تم إدخال خدمة عيادات الإقلاع عن التدخين في المراكز الصحية الأولية في العام 2011 بعيادة واحدة في مركز صحي واحد، وتم توسعتها إلى 16 عيادة في مراكز صحية مختلفة في عام 2023 .
ولفت إلى أن الخدمات الصحية الحكومية في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وأدوية الإقلاع عن التدخين يتم توفيرها مجانا، فضلا عن شمولها (البوبروبيون وأشكالا مختلفة من العلاج ببدائل النيكوتين).
ونوه بأن المؤسسة تقدم من خلال قسم المعافاة خدمات الإقلاع عن التدخين من خلال محورين: إذ أن المحور الأول مرتبط بتقديم الخدمات العلاجية في عيادات خاصة بالإقلاع عن التدخين في مختلف المراكز الصحية حيث بلغ عدد العيادات 16 عيادة وجاء عدد الزيارات في عام 2022 أكثر من 3400 زيارة بينهم حوالي 15 في المئة استطاعوا أن يقلعوا عن التدخين.
وأشار إلى أن الربع الأول من 2023 كانت فيه عدد الزيارة للعيادات أكثر من 1400 زيارة بينهم حوالي 15 في المئة استطاعوا أن يقلعوا عن التدخين، وهناك أيضا خدمات وقائية وتوعوية من خلال البرامج والحملات التوعوية والمحاضرات لمختلف طبقات المجتمع من المدارس والجامعات والمؤسسات.
13 مركزًا
ونوه بأن عيادة الإقلاع عن التدخين تتوفر في 13 مركزًا من المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية والتي يمكن حجز موعد بها بغض النظر عن مكان الملف الصحي للشخص المدخن الراغب في العلاج، كاشفا عن أماكن تلك العيادات الواقعة في الغرافة وعمر بن الخطاب والضعاين وأبو بكر الصديق وروضة الخيل والرويس ولعبيب والوكرة وجامعة قطر والوعب ومعيذر والوجبة ومسيمير، مبينا أن تلك العيادات ترتكز على محورين بالعلاج، من خلال تغيير النمط السلوكي للمدخن بابتعاده عن عادة التدخين، والمحور الثاني هو الجانب العلاجي الذي يكمن في توفير الأدوية المناسبة للإقلاع عن التدخين والتي تغطي حاجة المدخن للنيكوتين و(تسمى بدائل النيكوتين).
من جانب آخر، تشير التقديرات إلى أن التكاليف المباشرة وغير المباشرة للأمراض التي تعزى إلى التبغ كبيرة، خاصة على أنظمة الرعاية الصحية والحكومات، إذ بلغت التكلفة الإجمالية للتدخين نحو 1.5 إلى 6% من الإنفاق الصحي الوطني و0.22 إلى 0.88% من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان، فيما اعتبرت تدابير مكافحة التبغ أفضل استثمار لتحسين الصحة العالمية.
وعن العلاقة الوثيقة بين التدخين والسرطان، أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن علاقة بين الطرفين وثيقة، فطالما كانت أبرز الأمراض الناجمة عن التدخين مرتبطة بسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وسرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، مشيرة إلى أن هناك دراسات وأبحاثا أظهرت أنه عند احتراق السيجارة يحدث تفاعل وينتج عنه أكثر من 7000 مادة كيميائية بشكل عام منها 69 مادة مسرطنة، ويرتبط الإقلاع عن التدخين في أي عمر بفوائد صحية كبيرة للمدخن ويعتمد مدى الفائدة جزئيا على شدة ومدة التعرض السابق لدخان التبغ، إضافة إلى أن المدخنين الذين يتوقفون عن التدخين يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض مرتبطة بالتبغ، بما في ذلك أمراض القلب التاجية والسرطان وأمراض الرئة.
وأشارت إلى أن الامتناع التام عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة في غضون خمس سنوات؛ ويحد من خطر الإصابة بسرطانات أخرى كـ: "سرطان الرأس والرقبة والمريء والبنكرياس والمثانة"، منوهة بأن الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر مرض القرحة الهضمية، ويساعد على تحسين النمط الصحي والسلوكي للمدخنين ويجدد القدرة على ممارسة الرياضة لفترات طويلة ويؤدي لتحسين النمط الغذائي والتخلص من اضطرابات النوم.
أما بالنسبة للسجائر الالكترونية، فأشارت المؤسسة إلى أنها تعتبر من الأنواع الحديثة، وبسبب قلة الدراسات والإثباتات العلمية لم يثبت أنها آمنة أو تساعد في الإقلاع عن التدخين، مضيفة أنه من مخاطر السجائر الإلكترونية أنها تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تسبب السرطان ومقدار النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية غير معروف، إضافة إلى أن بعض المكونات الموجودة في رذاذ السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون ضارة أيضا بالرئتين على المدى الطويل وتؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الرئة والمثانة.