نادت الكثير من المنظمات الصحية على مستوى العالم منذ سنوات طويلة وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية بضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بجانب الحرص على ممارسة النشاط الرياضي المناسب، وذلك للحد من التأثيرات السلبية الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان في حال عدم اتباع أنظمة غذائية صحية مناسبة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن النظام الغذائي الصحي بما يحتويه من أطعمة ومواد غذائية أساسية مصحوبة بالنشاط الرياضي السليم، ينعكسان إيجابيًا على الصحة العامة للفرد والمجتمع ككل، ليس هذا فقط بل إنهما يساهمان أيضًا في الحد من خطر التعرض للمشاكل الصحية المختلفة، ويحفزان ويعززان مناعة أجسامنا على مكافحة حالات العدوى، ويملك الصائم في شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة لتبني نظام حياة صحي.
اختر الخضروات والفواكه الطازجة والمكسرات غير المملحة بدلاً من الأطعمة المرتفعة من السكريات والدهون أو الملح
النظام الغذائي
ومع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" باتت الحاجة مُلحة لاتباع نظام غذائي صحي متنوع، ووفقًا للمنظمة العالمية فإنه لا يوجد طعام واحد يمكن أن يحتوي على كافة العناصر التي نحتاجها كي تؤدي أجسامنا وظائفها على النحو الأمثل، ولذا من الضروري أن يحتوي النظام الغذائي على مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة والمغذية والتي تتكامل مع بعضها البعض حتى تظل أجسامنا قوية وتتمتع بالصحة المناسبة.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن النظام الغذائي الصحي يجب أن يتضمن مزيجًا من المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والذرة والأرز والبطاطس مع البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إضافةً إلى الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة، والأطعمة ذات المصادر الحيوانية (مثل اللحوم والأسماك والبيض والحليب).
كما أشارت إلى أهمية اختيار الأطعمة المكونة من الحبوب الكاملة مثل الذرة غير المصنّعة والشوفان والقمح والأرز البني، كونها غنية بالألياف القيِّمة، كذلك يمكن اختيار اللحوم القليلة الدهن أو الخالية منه، وطهي الطعام بالبخار أو السلق بدلاً من قلي الأطعمة.
بالنسبة للوجبات الخفيفة، اختر الخضروات النيئة والمكسرات غير المملحة والفواكه الطازجة، بدلاً من الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من السكريات أو الدهون أو الملح الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم في حال تم تناوله بصورة كبيرة كونه أحد أبرز عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
الدهون والزيوت
وترى منظمة الصحة العالمية أن الإفراط في استخدام الدهون يزيد من مخاطر الإصابة بالبدانة وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأوضحت أن الدهون المتحولة المنتجة صناعياً تعدالأكثر خطورةً على الصحة، وقد وُجِد أن النظم الغذائية ذات المحتوى المرتفع من هذا النوع من الدهون ترفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30% تقريباً.
ووضعت المنظمة بعض الإرشادات لتقليل استهلاك الدهون، مثل الاستعانة عن الزبد والسمن بزيوت صحية مثل فول الصويا والكانولا (بذور اللفت) والذرة والعصفر وعباد الشمس، ونصحت باختيار اللحوم البيضاء مثل الدواجن والأسماك التي تكون عادةً أقل في محتواها من الدهون مقارنةً باللحوم الحمراء، والحدّ من استهلاك اللحوم المصنّعة، وتجنب كل الأطعمة المصنعة والسريعة والمقلية التي تحتوي على دهون متحولة منتَجة صناعياً، والتي توجد غالباً في السمن، فضلاً عن الوجبات الخفيفة والأطعمة السريعة والمخبوزة والمقلية المُعدة للاستعمال.
الإفراط في السكر
أكدت "الصحة العالمية" أن الإفراط في تناول السكر يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة وخطيرة ويساهم أيضاً في مخاطر زيادة الوزن والبدانة، مشددة على أهمية ملاحظة كمية السكريات الخفية التي توجد في الأطعمة والمشروبات المُصنعة، حيث تحتوي علبة مياه غازية واحدة على ما يصل إلى 10 ملاعق صغيرة من السكر المضاف.
وقدمت عدد من النصائح للحد من الإفراط في السكر منها ضرورة التقليل من المشروبات الغازية وعصائر الفواكه ومشروبات العصير، والمياه المنكّهة، ومشروبات الطاقة والرياضة، ومنتجات الشاي والقهوة الجاهزة للشرب، ومشروبات الحليب المنكّهة، وتجنب إعطاء أطعمة سكرية للأطفال، واختيار وجبات خفيفة طازجة صحية بدلاً من الأطعمة المصنّعة.
النظام الغذائي الصحي المصحوب بالنشاط الرياضي المناسب يعززالجهاز المناعي للجسم .. وينصح بعدم التدخين والحفاظ على وزن صحي والتحكم بضغط الدم واتباع معايير النظافة
الرياضة وجهاز المناعة
أما بخصوص المناعة، فبحسب صحيفة الجارديان فقد أكدت شينا كروكشانك، خبيرة علم المناعة في جامعة مانشستر، أن تعزيز اللياقة الجسدية من خلال النشاط الرياضي يمكنها تقوية المناعة حيث يمكن لخلايا الدم البيضاء أن تكون خامدة تماما، لذلك فإن التمارين الرياضية تعزز تحركاتها عن طريق زيادة تدفق الدم، حتى تتمكن من القيام بمهام المراقبة والبحث والتدمير في أجزاء أخرى من الجسم.
وللحفاظ على جهاز المناعة فينصح بعدم التدخين وتناول غذاء صحي غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والمنخفض الدهون، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والتحكم بضغط الدم ضمن المستوى الصحي، واتباع معايير النظافة والحصول على قسط كاف من النوم.
ويشكل شهر رمضان فرصة لكي يعيد المسلم الصائم النظر في بعض عاداته الغذائية الخاطئة، كالإفراط في تناول الطعام عموماً والإكثار من تناول المأكولات الدسمة على وجه الخصوص، فالصوم يؤدي إلى تجديد أنشطة جميع أجهزة الجسم والأعضاء ويخلص الجسم من الفضلات المتراكمة ويخفض مستوى الدهنيات في الدم.