اختتمت، اليوم، أعمال الورشات النقاشية "التربية والحياة الطيبة" التي نظمتها كلية التربية بجامعة قطر، على مدار خمسة أيام، بحضور عدد من كبار الشخصيات وممثلي عدد من مؤسسات مجتمعية وتربوية.
وقالت سعادة الشيخة الدكتورة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني عميد كلية التربية بجامعة قطر، في كلمة بالمناسبة، إنه سيكون لكلية التربية في جامعة قطر، في بداية الفصل الدراسي المقبل، معهد باسم التربية والحياة الطيبة؛ بهدف بناء شخصية متكاملة تربويا لمعلمي المستقبل في القطاع العام والخاص، مشيرة إلى أن المعهد سيكون لديه ثلاثة مسارات رئيسية ومختلفة، بدءا من المحور المرتبط ببرنامج ،فتوة،، الذي يختص بتطوير سمات الطالب بحيث يحظى بسمات عليا تتطلب منه أن يكون معلما للمستقبل.
نقاشات ثرية
ونوهت سعادتها بمستوى الحضور وتنوع النقاشات وثرائها، ومستوى القضايا والموضوعات المطروحة، مؤكدة أن الكلية تسعى لبناء منهج تربوي متكامل وشمولي قائم على أساس الشراكة المجتمعية، ويستمد قوته ومناعته من القيم الإسلامية الأصيلة لبناء الشخصية المسلمة القادرة على التعامل مختلف التحديات التي تواجهها في الحياة.
وأضافت أن الحياة الطيبة قائمة على إعادة هيكلة وتنظيم البرامج الأكاديمية، والممارسات التي يجب تطوريها، ليتسنى تعزيز الإمكانيات الأكاديمية للطلاب وغيرها، وذلك من خلال خمس ركائز أساسية للحياة الطيبة تتصل بالجوانب الروحية والعاطفية (الوجدانية) والعقلية (الفكرية) والجسدية والحسية الاجتماعية، لافتة إلى أن الكلية تسعى في هذه الورش لتعزيز تلك القيم في برامجها، وتمكين الطلاب من فهم وتطبيق تلك القيم أثناء دراستهم، وتصميم مناهج ترتكز على المتعلمين والتعلم الإبداعي، والتركيز على الحياة الطيبة الروحية، والحياة الطيبة الفكرية، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، إضافة إلى الاهتمام بالحياة الطيبة الجسدية التي تعد بمثابة نمط لتحسين الحياة، والتأكيد على الخيارات التي تعود بالنفع على الجسم، وتمنع الضرر عنه، والحرص على مراعاة احتياجاته المادية والمعنوية من التغذية الحسنة والرياضة، والبعد عن كل ما يعيقه عن أداء مهمته التي خلق من أجلها.
كما أشارت عميد كلية التربية بجامعة قطر إلى أنه من خلال الركيزة الاجتماعية من الممكن أن تساهم المنظومة التربوية في التأسيس لبناء الأسرة والمجتمع، ويمكنها أن تضبط التوازن بين خصوصية الفرد وحريته الشخصية من جهة، وبين هوية المجتمع وعاداته وتقاليده من جهة أخرى، متطرقة إلى الجوانب المهمة لمفهوم التربية المستدامة، التي تركز على أسس وأساليب التغلب على التحديات ومواجهة الصعوبات من خلال الشراكات التي يمكن أن تقيمها المؤسسات التربوية مع مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز الحياة الطيبة الاجتماعية، ومواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد العلاقات الاجتماعية وهويتنا العربية الإسلامية، فضلا عن البحث عن أهم الفرص التي يمكن أن تساعد على تنمية المجتمع والنهوض به، وكيف أنه يمكن للمؤسسات التربوية أن توفر بيئة داعمة وشاملة تعزز الحياة الطيبة الاجتماعية.
وأوضحت سعادة الشيخة الدكتورة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية قنا، أن المسار الثاني لمعهد التربية والحياة الطيبة يرتبط بالجانب التكاملي لحياة الطالب الأكاديمية واللا أكاديمية، وبكل ما يتعلق بحياته الطيبة ليكون إنسانا متزنا عاطفيا وجسديا، مضيفة أن المسار الثالث يرتبط بالمعلم ومبدأ التطور المستمر وجانب الشراكة الفعالة مع المجتمع.
مبادرة شاملة
بدوره، قال الدكتور سنيد المري مدير المركز الوطني للتطوير التربوي في كلية التربية بجامعة قطر: إن مبادرة التربية والحياة الطبية تقدم تعليما شموليا يهتم بشؤون الطالب في مناحي الحياة كافة، سواء أكانت من خلال الجانب الروحي أم العاطفي أم الفكري أم الجسدي أم الاجتماعي، مؤكدا على أهمية المحافظة على الجسد الذي يعد نعمة من الله عز وجل، مما يشكل مسؤولية على الفرد من أجل المحافظة عليه، وأن يتم تسخيره لخدمة الدين والمجتمع.
وأوضح المري، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية ،قنا،، أن محور مبادرة التربية والحياة الطبية يركز على أهمية انخراط الطالب في الحياة الجامعية بالشكل الإيجابي، الذي يسهم بتطوير المهارات والأدوات؛ لكون سبل التعلم ترتبط بالمناخ والحياة الجامعية، مشددا على أهمية اتباع الأنشطة الرياضية المختلفة، خاصة أن هناك دراسات أثبتت أن الطلبة الممارسين للرياضة نسبهم الأكاديمية مرتفعة جدا.
وحضر على مدى أيام الورش ممثلو القطاع التربوي، وقطاع البنوك ، المالية، ورجال الأعمال، والجيش، والصحة، وقطاع النفط والغاز، وعدد من السياسيين (مجلس الشورى، البلدية)، ومهتمون بمجالات الفنون، والرياضة، والضيافة، والقانون، وأولياء الأمور وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، والباحثون، وغيرهم.