دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.54ريال
يورو 3.93ريال

"الأوقاف" تصدر عددًا جديدًا من سلسلة "كتاب الأمة"

03/06/2023 الساعة 16:11 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العدد رقم 196 من سلسلة “كتاب الأمة”، والذي جاء بعنوان "البلاغة العربية والمنطق الأرسطي" للدكتور عباس أحمد أرحيلة.

ويبحث الكتاب العلاقة بين البلاغة العربية والمنطق الأرسطي، ويحاول الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي تثار حول تأثير هذا المنطق في متون البلاغة العربية في القديم، وما أحدثه كتابا “الشعر” و”الخطابة” لأرسطو من أثر في النقد والبلاغة العربيين، باعتبارهما جزأين من المنطق، ليرسم معالم تاريخ البلاغة العربية، ويرصد ما حدث من تفاعل بينها وبين المنطق الأرسطي، في ضوء طبيعة كل منهما، مع وضع البيان العربي في سياق تداوله الخاص، وفي ارتباطه الجوهري بمقولة إعجاز القرآن.

ويناقش الكتاب أبعاد القول بالغارة الهيلينية على البيان العربي، والادعاء بتأثر البلاغة العربية بالمنطق الأرسطي، وتاريخ العلاقة بين الفكر اليوناني والفكر الإسلامي، وما ترجم من المنطق الأرسطي، في مرحلة تأسيس الهوية العربية الإسلامية.

أبواب الكتاب

وجاء الكتاب في خمسة أبواب رئيسة، تتمحور حول التأسيس لبلاغة عربية إسلامية قبل التعرف على المنطق الأرسطي، والمنطق الأرسطي بين التبني والرفض، وأصداء المنطق في البلاغة العربية بين مرحلتي التأسيس ومنطلق النضج، وتعايش المنطق والبلاغة لدى بلاغيين من الغرب الإسلامي، والبلاغة العربية وعودة المنطق إليها في ركاب الحداثة.

ويخلص الكتاب إلى تأكيد حقيقة أن البلاغة العربية لم تتأثر في نشأتها بالمنطق الأرسطي، ذلك أنها نشأت في تناغم وانسجام مع مجالها الطبيعي، وانبثقت في أمة تتميز بطاقات بيانية هيأتها لاستقبال معجزة تتحدى هذه الطاقات البيانية لدى أهل ذلك المجال، وأنها ظلت معلما شامخا من معالم تراث الإسلام في أبعاده الثقافية والفكرية والحضارية، وقضية جوهرية في الثقافة الإسلامية لها الدور الأساس في خدمة العقيدة الدينية، عن طريق فهم الخطاب القرآني، واستيعاب مراميه، وتعميق النظر في أبعاده، بغية معرفة ما به تستقيم حركة الحياة بين بني البشر.

كما يؤكد أن أغلب ما ذهب إليه الباحثون في مسألة تأثير المنطق الأرسطي في التراث العربي، أن المسلمين قبل الغزالي لم يكونوا متأثرين بهذا المنطق، وأن ما تمت استفادته من المنطق عبارة عن مقدمات حول الاستدلال عن طريق القياس، تم استثمارها في ظاهرة الالتزام في البيان.

جهد علمي

ويتميز الكتاب بأنه بحث أكاديمي، وجهد علمي، وتوغل في أعماق التراث، وسياحة قاصدة في عقول الكبار، من رجالات التراث، ممن اختصوا بالتأمل والتفكر والإبداع والتأسيس لفن البلاغة العربية، وتطويره والارتقاء به، حتى غدا علما له قوانينه وبراهينه وحقائقه وضوابطه، وأصبح "العلم الذي لا شرف إلا هو السبيل إليه، ولا خير إلا هو الدليل عليه"، وأحق العلوم بالتعلم، فهو العلم الذي به يعرف إعجاز كتاب الله تعالى.

كما يتميز بأنه كتاب تعليمي، قل نظيره في منحاه الفكري، وفي رؤية صاحبه لمسار البلاغة العربية، ولموقفه من المنجز الثقافي في هذا الموضوع، ومن بعض دعاوى التجديد لهذا العلم، ومن ثم فهو مرجع مهم لكل دارس لتاريخ العلوم.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo