أظهرت دراسة نُشرت، أمس الأحد، في مجلة New England Journal of Medicine تحسنا كبيرا في حالة المرضى الذين يعانون من أورام دبقية من الدرجة الثانية والذين تناولوا عقار vorasidenib من Servier Pharmaceuticals بعد الجراحة، وقبل الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
وأدى دواء تجريبي، يؤخذ عن طريق الفم، إلى تأخير كبير في نمو نوع خبيث من ورم الدماغ، وهو تقدم كبير في مجال معالجة سرطانات الدماغ التي لم تُحرز تقدما يذكر منذ عقود، وترتفع فيها نسب الإعاقة والموت المبكر.
تأخر نمو الخلايا
ووفقا للدراسة، تأخر تطور ونمو الخلايا السرطانية لأكثر من ضعف المدة مقارنة بالمرضى الذين لم يتناولوا هذا الدواء، كما أنه من خلال تأخر نمو الورم، أدى الدواء أيضا إلى إطالة الوقت الذي يمكن للمرضى، الذين غالبا ما يكونون من الشباب الأصحاء نسبيا، الانتظار قبل بدء العلاج الكيميائي والإشعاعي.
وبالتالي يمكن أن يساعد هذا العقار في تأخير التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة والآثار الجانبية الأخرى التي يمكن أن تصاحب سرطان الدماغ المنتشر، بحسب الدراسة.
ويعمل هذا الدواء، كما أوضحت الدراسة، كمثبط للإنزيمين IDH1 و IDH2 اللذين يُظهران نشاطا أوليا في الأورام الدبقية المتحولة IDH، ويخترق الدواء مكان الورم عبر الحاجز الدموي الدماغي.
ووفقا للدراسة، فالأورام الدبقية هي أورام الدماغ الأولية الخبيثة الأكثر شيوعا عند البالغين وتصنفها منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنواع فرعية متميزة من الورم ودرجات الورم وفقا لمجموعة من السمات النسيجية والجزيئية.
الورم الدبقي
وأوضحت الدراسة أن الإنزيمين IDH1 و IDH2 موجودان تقريبا في جميع الأورام الدبقية المنتشرة من الدرجة الثانية في البالغين، وأن أكثر من 80 في المئة من مرضى الورم الدبقي من الدرجة الثانية لديهم سرطانات مع طفرات في الجينات تسمى IDH التي تعزز نمو الورم.
وأوضحت أن معظم الأدوية لا تستطيع عبور الطبقة الواقية من الأوعية والأنسجة المعروفة باسم الحاجز الدموي الدماغي للوصول إلى الورم، كما أن العدد القليل من المرضى المصابين يجعل من الصعب إجراء تجارب كبيرة.
وشملت التجربة 331 من مرضى الورم الدبقي المتحور من الدرجة الثانية والذين لديهم بعض أنسجة الورم المتبقية أو ظهرت مجددا بعد الجراحة، وشارك المرضى من 77 مركزا صحيا في 10 دول، وقد تناول حوالي 168 مريضا الدواء كحبوب يومية، بينما تناول حوالي 163 مريضا الدواء الوهمي.
وبالنسبة للمرضى الذين تناولوا الدواء التجريبي، كان متوسط مدة البقاء على قيد الحياة دون تطور السرطان حوالي 28 شهرا، مقارنة بـ 11 شهرا للمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
وفي غضون عامين، كان احتمال عدم الحاجة إلى علاج إضافي حوالي 83 في المئة للمرضى الذين يتناولون الدواء، مقارنة بـ 27 في المئة للمرضى الذين يتناولون الدواء الوهمي.
وأشارت الدراسة إلى أنه لعلاج الأورام الدبقية من الدرجة الثانية، يستأصل الأطباء في العادة أكبر قدر ممكن من السرطان بالجراحة. ثم يقومون بمراقبة نمو الأورام أو معالجتها بالعلاج الكيميائي والإشعاعي، لكن هذه الأورام غير قابلة للشفاء وغالبا ما تعود، أحيانا بعد سنوات.