تحتفل دول العالم اليوم الموافق للخامس من يونيو من كل عام باليوم العالمي للبيئة، ويركز احتفال هذا العام على توعية الناس بأهمية الحفاظ على البيئة، وتشجيعهم على اتخاذ إجراءات للحد من التلوث، وخاصة التلوث البلاستيكي.
وتبدي دولة قطر اهتماما كبيرا بالبيئة وسلامة كافة عناصرها، انطلاقا من التزامها بالتعهدات الدولية واتفاق باريس للمناخ ومن خلال الإستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي.
أنشطة توعوية
وتقوم وزارة البيئة والتغير المناخي، بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة لتوعية الجمهور بأهمية الحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام واستبدالها بأكياس أخرى صديقة للبيئة قابلة للتحلل والترويج لبدائل البلاستيك، وذلك من أجل استدامة البيئة وسلامتها، وكذلك شرح وتوضيح أضرار البلاستيك وآثاره الضارة على البيئة.
وقد أشادت مجموعة إقليم آسيا والمحيط الهادئ للجنة التفاوض الحكومي الدولي INC خلال اجتماعها العام الماضي بجهود دولة قطر للحد من التلوث البلاستيكي وتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كأول بطولة في كأس العالم محايدة الكربون وصديقة للبيئة. ونوهت المجموعة بآلية فرز النفايات والمخلفات وبالإجراءات التي تتبعها دولة قطر للحد من استخدام البلاستيك، وذلك من خلال الأحداث الرياضية بتخفيض استهلاك البلاستيك وتدويره بطريقة سليمة بيئيا وبما ينسجم مع مبادى الاقتصاد الدائري، وبما يتناسب مع التوجهات العالمية لاتفاقية البلاستيك.
قانون دولي
ويعتبر مشروع وضع قانون دولي بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية من الحلول الرامية لتخفيف الأضرار المحتملة والمترتبة على سوء إدارة النفايات البلاستيكية، حيث يعتبر تحديا عالميا عابرا للحدود يتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لحماية البيئة.
وتشير التقديرات إلى استهلاك كل شخص على هذا الكوكب أكثر من 500 ألف جزيء بلاستيكي سنويا، وربما أكثر من ذلك بكثير إذا احتسبت الجزئيات البلاستيكية في الهواء، والقاسم المشترك بين أعمق نقطة في المحيط "أخدود ماريانا" وأعلى قمة جبلية في العالم "قمة إيفرست" هو أن فيهما قطعا بلاستيكية صغيرة بسبب النشاط البشري مع أنهما من أصعب البيئات النائية التي يتعذر الوصول إليها.
ويظهر تقييم عالمي للقمامة البحرية والتلوث البلاستيكي وجود تهديد متنام في جميع النظم البيئية، كما يبرز غياب الإرادة السياسية والعمل العاجل للتصدي لهذه الأزمة المتصاعدة، وتضر اللدائن البلاستيكية التي يتم التخلص منها أو تحرق، بصحة الإنسان وبالتنوع البيولوجي، حيث تلوث كل نظام بيئي من قمم الجبال إلى قيعان البحار، الأمر الذي يؤكد أهمية اليوم العالمي للبيئة لحشد العمل الفاعل والمؤثر من كل ركن من أركان العالم.
أنطونيو غوتيريش: احتفال هذا العام هو بمثابة نداء من أجل دحر التلوث البلاستيكي
وفي رسالة بهذه المناسبة، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن احتفال هذا العام هو بمثابة نداء من أجل دحر التلوث البلاستيكي، مشيرا إلى أن العالم ينتج كل عام أكثر من 400 مليون طن من المواد البلاستيكية، ويستخدم ثلث هذه الكمية مرة واحدة فقط، ويلقى في المحيطات والأنهار والبحيرات كل يوم ما يكافئ حمولة ألفين من شاحنات القمامة المملوءة بالمواد البلاستيكية وهو ما يعادل وزن برج إيفل 2200 ضعف تقريبا، وهو ما سيكون له عواقب كارثية، لأن الأمر ينتهي بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الطعام الذي نأكله، والماء الذي نشربه، والهواء الذي نستنشقه.
وأشار أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن البلاستيك يصنع من الوقود الأحفوري، وكلما ازداد إنتاج البلاستيك كلما ازدادت كميات ما يتم حرقه من الوقود الأحفوري، الأمر الذي يفاقم أزمة المناخ. وأكد الأمين العام في رسالته أن هناك حلولا لهذه المسألة، وقال إن المجتمع الدولي بدأ العام الماضي، عملية تفاوض على اتفاق ملزم قانونا لإنهاء التلوث البلاستيكي، وهي خطوة أولى مبشرة، ولكننا بحاجة إلى اصطفاف الجميع خلف هذا المسعى.
تقليل التلوث البلاستيكي
كما أشار إلى تقرير صدر حديثا عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وقال إنه يبين أن بإمكان المجتمع الدولي تقليل التلوث البلاستيكي بنسبة ثمانين بالمائة بحلول عام 2040، شريطة أن نتحرك الآن في اتجاه إعادة استخدام البلاستيك وإعادة تدويره، وتحويل وجهتنا وتنويع ما نستخدمه من مواد بعيدا عن البلاستيك.
وشدد غوتيريش على ضرورة وقوف الحكومات والشركات والمستهلكين جميعا صفا واحدا، من أجل التخلص من إدماننا لاستخدام البلاستيك، وندفع بقوة في اتجاه تحقيق هدف النفايات الصفرية، من أجل تشكيل مستقبل أنظف وأصح وأكثر استدامة للجميع.
ويسلط اليوم العالمي للبيئة الضوء على التحديات البيئية الملحة في عصرنا، وقد أصبح هذا اليوم الدولي أكبر منصة عالمية للتواصل البيئي، حيث يشارك ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لحماية الكوكب.
نقطة تحول
وكان عام 1972 بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقد في ذلك العام، تحت رعاية الأمم المتحدة، المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية، في الفترة من 5 الى 16 يونيو في ستوكهولم بالسويد، وكان الهدف من المؤتمر، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها. وفي 15 ديسمبر من نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة قرارها باعتبار الخامس من يونيو يوما عالميا للبيئة، وحثت الحكومات والمنظمات في منظومة الأمم المتحدة على الاهتمام بهذا اليوم كل عام، من خلال القيام بنشاطات على المستوى العالمي، وأن تؤكد حرصها على الحفاظ على البيئة وتعزيزها، بهدف زيادة الوعي البيئي.
ومنذ الاحتفال الأول بهذا اليوم عام 1973، ساعد اليوم العالمي للبيئة على زيادة الوعي وتوليد زخم سياسي حول المخاوف المتنامية، مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمي. وتطور هذا اليوم ليصبح منصة عالمية لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة، وشارك فيه الملايين من الناس على مر السنين، مما ساعد على إحداث تغيير في عادات الاستهلاك والسياسات البيئية الوطنية والدولية.