اعتبر سعادة السيد الهام نوركولوف نائب وزير الاقتصاد والمالية في جمهورية أوزبكستان، دولة قطر أحد أصدقاء بلاده المقربين، وتحظى بمكانة وتأثير كبيرين، ليس فقط في العالمين العربي والإسلامي، ولكن على مستوى العالم بأسره.
وقال سعادته، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن دولة قطر حققت في الآونة الأخيرة نجاحا كبيرا بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كما يتضح ذلك من استضافتها الناجحة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وكذلك مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للدول الأقل نموا الذي انعقد مؤخرا بالدوحة.
ووصف سعادته زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بأنها فرصة مهمة لتعزيز علاقات التعاون بين أوزبكستان وقطر في المجالات كافة، حيث تشهد العلاقات تطورا ملحوظا على جميع المستويات، ومن المهم الارتقاء بها إلى مراحل أكثر شمولا.
تبادل تجاري متنامي
وأوضح أن الإحصائيات تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 1.8 مليون دولار أمريكي (بزيادة 4 أضعاف) خلال الفترة من يناير إلى أبريل من العام الحالي، بينما كان في نهاية العام الماضي حوالي 4.8 مليون دولار أمريكي، مشيرا إلى أن الجزء الرئيسي من صادرات أوزبكستان يتكون من المنتجات الغذائية (43.5%)، والخدمات (29.4%)، والمعادن غير الحديدية والمنتجات المصنوعة منها (26.5%) وغيرها، في حين شكلت المنتجات الكيماوية نسبة (50.6%) من واردات بلاده من قطر، بينما مثل الوقود المعدني والكهرباء نسبة (48.5%).
وأكد سعادة نائب وزير الاقتصاد والمالية في جمهورية أوزبكستان وجود العديد من الفرص غير مستغلة في المجالات التجارية والاقتصادية المتبادلة بين البلدين، خاصة أنهما يتمتعان بإمكانيات عالية، فضلا عن وجود الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لزيادة حجم التجارة، وإزالة الحواجز التجارية القائمة، لافتا إلى أنه في إطار زيارة سمو أمير البلاد المفدى لأوزبكستان، ينتظر أن يعقد منتدى الأعمال بمشاركة ممثلين عن مؤسسات الأعمال الكبيرة في البلدين، حيث ستتم مناقشة فرص الاستثمار التي تم إنشاؤها في أوزبكستان.
الهام نوركولوف: العلاقات بين طشقند والدوحة واعدة وهناك فرص كثيرة لإنشاء صندوق استثماري مشترك
كما شدد سعادة السيد الهام نوركولوف على أن العلاقات بين طشقند والدوحة واعدة، وهناك فرص كثيرة لإنشاء صندوق استثماري مشترك، وإطلاق الإنتاج الحديث في القطاعات الصناعية بمشاركة الشركات الرائدة والمؤسسات المصرفية والمالية في قطر، وإعداد وترويج المشاريع الواعدة للمعالجة العميقة للمنتجات الزراعية، وتحديث البنية التحتية بأوزبكستان في أقرب فرصة ممكنة، بالإضافة إلى عزم أوزبكستان القيام بوضع خطة عمل مشتركة لتوسيع التجارة المتبادلة، وبرنامج لتطوير التعاون الصناعي يغطي المشاريع الاستثمارية في مجالات: الطاقة، والبتروكيماويات، والكيماويات، والصناعات الغذائية، وكذلك السياحة، وتكنولوجيا المعلومات.
ولفت سعادة نائب وزير الاقتصاد والمالية في جمهورية أوزبكستان، خلال حواره مع “قنا”، إلى إمكانيات تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة في البتروكيماويات، والزراعة، والمواد الغذائية، والصناعات الخفيفة والسياحة، إلى جانب التعاون في إنتاج مواد البناء الحديثة (الإسمنت، ألياف البازلت، منتجات الخرسانة الخلوية)، مؤكدا أهمية التعاون في مجال النقل والخدمات اللوجستية، حيث ناقش وفد من ممثلي الهيئة العامة للطيران المدني في قطر والخطوط الجوية القطرية خلال زيارتهم طشقند في الفترة من 6 إلى 8 أبريل 2021، العديد من المواضيع لتوقيع اتفاقية الحركة الجوية بين حكومتي الدولتين، وإطلاق حركة جوية مباشرة على طريق الدوحة - طشقند - الدوحة.
زيارة سمو الأمير فرصة مثالية لدفع علاقات التعاون في كل المجالات
وعبر سعادته عن ثقته بأن قطر تعتبر الشريك الاقتصادي المحتمل لأوزبكستان في الشرق الأوسط، حيث ستوفر زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى فرصة مثالية لدفع علاقات التعاون في كل المجالات: السياسية، والتجارية، والاقتصادية، والاستثمارية، بالإضافة إلى قطاعات النقل والخدمات اللوجستية، معتبرا قطر من الأسواق الجديدة لبلاده التي لم يتم اكتشافها بعد في تجارتها الخارجية، وهو ما تؤكده حجم التجارة السلعية بين الدولتين، والذي بلغ 4.8 مليون دولار فقط في عام 2022، أي بزيادة 74.6 مرة مقارنة بعام 2016.
تعاون مفيد
وشدد سعادته على أن أوزبكستان تؤسس لتعاون مفيد مع جميع الشركاء الدوليين على أساس الثقة المتبادلة من خلال العمل على إدخال إصلاحات بسوق الطاقة وتسريع الخصخصة، مشيرا إلى المستقبل المشرق للتعاون بين أوزبكستان وقطر، والأهم من ذلك أن الثقة المتبادلة القوية وفرص التعاون تتشكل بين الجانبين، حيث تسعى كل من طشقند والدوحة إلى تعاون مستمر بينهما.
وأبرز سعادة السيد الهام نوركولوف الأولوية التي تعطيها وزارة الاقتصاد والمالية في بلاده للتعاون في مجالات: التجارة، والاستثمار، والسياحة، والتعليم، والثقافة، وفي مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والاستثمار في البنية التحتية، معتبرا أن تجربة التنمية الاقتصادية لأوزبكستان وقطر ستكون مفيدة أيضا للبلدان الأخرى، حيث يمكن للآخرين التعلم من نجاحات هذين البلدين، وتنفيذ إصلاحات مماثلة، مما سيساعد تلك الدول على تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار المنشودين.
أوزباكستان بحاجة لمواصلة الإصلاحات وتنويع الاقتصاد والتجارة وتعزيز علاقاتها مع المراكز الاقتصادية العالمية
وأشار سعادته إلى أن بلاده بحاجة لمواصلة الإصلاحات، وتنويع الاقتصاد والتجارة، وتعزيز علاقاتها مع المراكز الاقتصادية العالمية، حيث بات تعزيز العلاقات الإقليمية وتحسين العلاقات التجارية أمرا ضروريا للغاية من وجهة نظره، خاصة في ظل تنامي الأهمية البالغة بالأمن الغذائي الذي سيصبح قضية ملحة في السنوات المقبلة.
وبين سعادة نائب وزير الاقتصاد والمالية في جمهورية الأوزبكي أن التعاون الاقتصادي بين الدول الآسيوية هو وسيلة للدول الأخرى للتعاون من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية المشتركة، فضلا عن تعزيز الاستقرار السياسي وتحسين البنية التحتية، لافتا إلى أن طريق الحرير القديم كان عبارة عن شبكة من الطرق التجارية التي ربطت بين آسيا وأوروبا لعدة قرون، حيث شكلت القناة الرئيسية لتبادل السلع والأفكار والثقافات، ولعبت دورا مهما في التعاون الاقتصادي في ذلك الوقت.
مشروع الحزام والطريق
وشدد على أهمية مشروع الحزام والطريق، الذي تم تطويره بمبادرة من الصين، لأنه يهدف إلى ربط آسيا وإفريقيا وأوروبا من خلال شبكة من الطرق والسكك الحديدية والموانئ، وغيرها من البنى التحتية، لافتا إلى إمكانية استفادة أوزبكستان وقطر بشكل كبير من هذا المشروع، حيث تقع أوزبكستان عند التقاطع المتاخم لآسيا الوسطى والصين، كما أن عدد سكانها يتزايد باطراد، بينما لدى دولة قطر الغنية الرغبة الصادقة في الاستثمار بأوزبكستان، ومن خلال العلاقات الوثيقة تتمتع كل من أوزبكستان وقطر بفرصة كبيرة لتطوير التجارة والاستثمار، وتحسين البنية التحتية، وخلق فرص العمل.
واعتبر سعادة السيد الهام نوركولوف نائب وزير الاقتصاد والمالية في جمهورية أوزبكستان، في ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، بلاده أوزبكستان وقطر دولتين رئيسيتين في منطقتي آسيا الوسطى والشرق الأوسط، ومن خلال علاقاتهما الوثيقة، يمكنهما تحقيق إنجازات أفضل، وأن يكون لهما تأثير إيجابي على تنمية المناطق.
