نظمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع محاضرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، بحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للمؤسسة.
وقال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" المطورة لروبوت الدردشة "شات جي بي تي" مقدم المحاضرة: إن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يمنح العالم إيجابيات هائلة، وأنه مرشح ليشكل نظاما لم يسبق له مثيل من حيث قدرته على حل أكبر المشكلات التي تواجه المجتمعات، لا سيما ما يتعلق بالتعليم وتداعيات تغير المناخ وعلاج الأمراض.
وتطرق ألتمان إلى تأثير الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، والمخاطر التي يمكن أن تنجم عنه، إلى جانب مسألة انعدام المساواة فيما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين البلدان النامية والمتقدمة، وتوقعات الخبراء بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي.
وعن تنبؤات الخبراء بشأن الذكاء الاصطناعي، قال إنه من الصعب للغاية التنبؤ بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه قبل خمس سنوات كان هناك إجماع من قبل الخبراء حول الأتمتة، مفاده أن الروبوتات ستتولى إنجاز المهمات التي تعتمد على المجهود البدني، وهو ما لم يحدث.
وفيما يتعلق بالمخاوف من فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، قال ألتمان: "أعتقد أننا سننجح في تجاوز تلك المرحلة، لكن هذا سيفضي حتما إلى تغيير جذري، فخلال العقد المقبل، سيعيش العالم حقبة جديدة لم يشهد لها التاريخ نظيرا، حيث سيتغير العقد الاجتماعي الاقتصادي كثيرا.. هناك مخاوف، لكن الأمر متروك لنا لمعرفة كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي على الوجه الصحيح".
وأضاف: "سيترتب حتما على تطوير هذه التكنولوجيا تبعات اقتصادية، وهذا أمر لا مفر منه، وبمرور الوقت، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بأتمتة المزيد والمزيد من الوظائف، وأؤمن بأن الكوادر البشرية في معظم الفئات ستبقى مطالبة بتحقيق مستوى أعلى من الجودة في أداء المهام المنوطة بها، شهدنا ذلك في السابق، في مرحلة تطوير أجهزة الحاسوب على سبيل المثال، ورأينا أن الناس في الغالب كانوا قادرين على تحقيق المزيد وبصورة أفضل، وهو في اعتقادي ما سيحدث مع الذكاء الاصطناعي أيضًا".
