استحوذت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى جمهورية أوزبكستان الصديقة على اهتمام وسائل الإعلام الأوزبكية، واصفة الزيارة بـ"التاريخية".
وتناولت وكالة الأنباء الأوزبكية (UZA)، في تقرير لها بعنوان "أوزبكستان - قطر: زيارة تاريخية فتحت آفاقا جديدة للتعاون"، التسلسل الزمني لنشاطات سموه (حفظه الله) خلال الزيارة، منذ وصوله حتى مغادرته.
العلاقات الدبلوماسية
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت منذ 25 عاما، إلا أن الزيارة الحالية تعتبر الزيارة الأولى لسمو الأمير إلى أوزبكستان، التي كانت نتيجة لتطور التعاون بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، إذ قام الطرفان باستعدادات شاملة للزيارة، وتم التوقيع على مجموعة من الوثائق المهمة.
وأوضحت أن جلسة المباحثات الرسمية بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان الصديقة، أولت اهتماما خاصا لقضايا تطوير الحوار السياسي والتبادل الثقافي والإنساني، وبناء التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، كما تم التأكيد على أنها أول زيارة رفيعة المستوى في تاريخ العلاقات الدبلوماسية، وستفتح مرحلة جديدة في التعاون الثنائي وستسمح بالارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الشاملة.
ونقلت الوكالة عن فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان الصديقة قوله "نعتبر قطر شريكنا الواعد ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، لكن في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي، وهناك تقدم حقيقي في العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة".
توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم
وأشارت الوكالة إلى أنه في ختام المباحثات بين البلدين، وبحضور سمو أمير البلاد المفدى وفخامة رئيس جمهورية أوزبكستان "أقيم حفل توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم ثنائية تهدف إلى زيادة تطوير وتعميق التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي والإنساني ومجالات التعاون الأخرى".
وفي سياق متصل، ذكر تقرير لصحيفة Yangi O'zbekiston الأوزبكية أن زيارة حضرة صاحب السمو، إلى أوزبكستان، ستصبح علامة تاريخية في العلاقات الأوزبكية-القطرية، وستلعب دورا رئيسيا في تطويرها.
وأشار التقرير، الذي ورد بعنوان "أوزبكستان وقطر تفتحان صفحة جديدة من التعاون متعدد الأوجه"، إلى أن دولة قطر اعترفت باستقلال جمهورية أوزبكستان في 30 ديسمبر 1991، وتم التوقيع على البروتوكول المشترك حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 27 نوفمبر 1997، معتبرا أن أساس تطوير الحوار السياسي رفيع المستوى بين البلدين هو الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأوزبكي إلى دولة قطر في الفترة من 23 إلى 24 نوفمبر 2010، وكذلك لقاء رئيس أوزبكستان مع صاحب السمو ( حفظه الله ) على هامش حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في 5 فبراير 2022، بالإضافة إلى الاجتماع خلال مؤتمر /التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا/ الذي عقد في مدينة أستانا بكازاخستان في 13 أكتوبر 2022.
تطور مستمر
ورأت الصحيفة أن الحوار بين البلدين يتطور باستمرار، فضلا عن التفاعل في إطار المنظمات الدولية، لا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها، مشيرة إلى أن الدولتين تدعمان بعضهما البعض في المبادرات البناءة والترشيحات في إطار المنظمات الدولية، إذ شاركت دولة قطر في عدد من قرارات الأمم المتحدة التي بادرت بها أوزبكستان، مثل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة "التنوير والتسامح الديني" (ديسمبر 2018)، وقرار "تعزيز الترابط بين وسط وجنوب آسيا" (يوليو 2022) ، و"تعزيز دور البرلمانات في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة" (ديسمبر 2022) ، وكذلك قرار المجلس التنفيذي لليونسكو بخصوص متابعة "تنفيذ إعلان طشقند حول الطفولة والتعليم" (مايو 2023) وغيرها من القرارات.
وتابعت الصحيفة أن دولة قطر تدعم جهود أوزبكستان للتوصل إلى تسوية سلمية في أفغانستان، كما أن أوزبكستان بدورها تدعم بشكل كامل الإجراءات التي تتخذها دولة قطر لتقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للشعب الأفغاني، معتبرة قطر شريكا اقتصاديا واعدا في الشرق الأوسط.
وخلصت الصحيفة إلى أن القمة الأوزبكية-القطرية في سمرقند ستكون خطوة سياسية مهمة لبدء مرحلة جديدة من التعاون ونقلها إلى مستوى متعدد الأوجه.
رمز لبداية جديدة
وفي سياق تغطيتها لزيارة سمو الأمير إلى أوزبكستان، ذكرت صحيفة Yangi O'zbekiston، أن سمو الأمير ورئيس جمهورية أوزبكستان قاما بزرع شجرة في حديقة مركز المؤتمرات بسمرقند، لتصبح رمزا لبداية مرحلة جديدة في العلاقات الأوزبكية القطرية والتزام القيادتين بتعزيز الصداقة بين شعبي البلدين.
وتحت عنوان حدث مهم فتح صفحة جديدة في العلاقات الأوزبكية القطرية، قالت صحيفة Narodnoe Slovo، إن صاحب السمو ورئيس جمهورية أوزبكستان قاما بزيارة إلى معالم سمرقند، وأجريا محادثات مثمرة حددا خلالها الأولويات والتوجهات الواعدة لتطوير التعاون متعدد الأوجه، واتفق الطرفان على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد من التعاون.
وبدورها نشرت صحيفة Gazeta الأوزبكية تقريرا تحت عنوان أوزبكستان وقطر تعتزمان رفع مستوى التعاون إلى مستوى الشراكة الشاملة، قالت فيه إن الرئيس الأوزبكي أعرب خلال المباحثات مع سمو أمير دولة قطر، في سمرقند عن ثقته في أن العلاقات بين البلدين ستصل إلى مستوى "الشراكة الشاملة"، وأعلن قائدا البلدين عن استعدادهما لمضاعفة حجم التبادل التجاري وتم التوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تعاون.
وأوضحت الصحيفة أن القائدين ناقشا أيضا قضايا تطوير الحوار السياسي والتبادل الثقافي وبناء التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين.