قبل عدة أيام، أعلنت شركة "ميتا" (Meta) بشكل رسمي عن نظارتها "كويست 3" (Quest 3) للواقع الافتراضي والواقع المختلط من الجيل التالي، لكنها ليست متاحة للطلب المسبق حتى الآن.
ومن المتوقع إطلاقها خلال فعاليات مؤتمر "ميتا كونيكت" (Meta Connect) في 27 سبتمبر المقبل.
وتتميز هذه النظارة بدقة أعلى وأداء أقوى وتقنية "ميتا رياليتي" (Meta Reality) المتطورة، كما تتميز بالشكل الأقل حجما والأكثر راحة، وفق ما ذكره تقرير لموقع ميتا.
وعلى عكس نظارة "كويست برو" (Quest Pro)، التي بدت أنها نظارة واقع افتراضي غير مخصصة للمستخدمين العاديين، فإن "كويست 3" تبدو كأنها خطوة حقيقية إلى الأمام بالمقارنة مع "كويست 2" (Quest 2).
والنظارتان تبدوان متشابهتان إلى حد كبير، رغم أن "كويست 3" أنحف بشكل ملحوظ وتحتوي على بعض الأجهزة الإضافية في الجزء الأمامي من واجهة النظارة.
لكن هناك اختلاف واحد كبير بين النظارتين يتمثل في السعر، إذ يبدأ سعر "كويست 3" من 499 دولارا لنموذج 128 غيغابايتا عندما يتم إطلاقه في الخريف، في حين أن "كويست 2" تعرض بسعر مخفض.
ورغم حقيقة أن "كويست 3" تمثل تحسنا واضحا بالمقارنة بالنسخة السابقة، فإن هناك جدلا حول أي نظارة يجب الحصول عليها.
وفي هذا المقال، نقارن بين "كويست 3″ و"كويست 2" مع تسليط الضوء على الاختلافات الرئيسية بين النظارتين.
الأسعار
تمثل نقطة السعر أهم ميزة لصالح "كويست 2″، حيث كان سعر هذه النظارة 399 دولارا لنموذج 128 غيغابايتا و429 دولارا لنموذج 256 غيغابايتا.
وبدءا من الرابع من يونيو، فإن نموذج 128 غيغابايتا من نظارة "كويست 2″ أصبح يكلف 299.99 دولارا، في حين يبلغ سعر نموذج 256 غيغابايتا 349.99 دولارا، مما يساعد المزيد من الأشخاص على الوصول إلى الواقع الافتراضي المتعدد الإمكانات ومكتبة المحتوى الواسعة.
وهذا السعر يجعل " كويست 2″ أرخص بنحو 200 دولار من "كويست 3" نموذج 128 غيغابايتا.
وقالت الشركة "تأتي "كويست 3" مع المزيد من السعة التخزينية المتاحة لأولئك الذين يريدون بعض المساحة الإضافية"، لكن لم يتم الإعلان عن التفاصيل بعد.
التصميم
من حيث التصميم تبدو "كويست 3" للوهلة الأولى مشابهة إلى حد كبير لنظارة "كويست 2″، إذ تتمتعان بنفس الشكل الأبيض بالكامل مع هيكل بلاستيكي غير لامع.
لكن إذا ألقيت نظرة أعمق على النظارتين، فإنك تلاحظ بعض الاختلافات الهائلة. ووفقا للشركة، فإن "كويست 3" أقل حجما بنسبة 40% من "كويست 2″، لكن تحتفظ بنفس الخطوط الأساسية لسابقتها.
وعندما تنظر إلى النظارتين جنبا إلى جنب، فإن "كويست 3" تبدو أنحف بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى عامل الشكل الأقل حجما، فإن "كويست 3" حصلت أيضا على مجموعة كاميرات جديدة تماما في الواجهة الأمامية.
وتتضمن هذه المصفوفة كاميرتين ملونتين بدقة 4 ميغابكسلات ومستشعر عمق بينهما، الأمر الذي يسمح بتمثيل أكثر دقة للمنطقة التي تستخدم فيها "كويست 3″، إلى جانب مضاعفة كثافة بيكسلات ميزة الرؤية النافذة للفيديو بالألوان الكاملة، مما يعني إمكانية رؤية العالم الحقيقي من حولك بالألوان الكاملة من خلال النظارة، بدلا من الرؤية الأحادية اللون كما هو الحال مع "بلاي ستيشن في آر 2 " (PSVR 2).
وبصرف النظر عن هذه التغييرات، هناك بعض التعديلات الأخرى، بما في ذلك الشبكة المرنة التي تحيط بعدسات النظارة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحزام العلوي للرأس يأتي على شكل حرف Y، وليس خطا مستقيما للخلف، مما يسمح بملاءمة وقياس أكثر أمانا. كما أن النظارة تستخدم مادة مرنة محسّنة لحزام الرأس العلوي.
وتتحرك مكبرات الصوت لتوجيه الصوت إلى الأسفل بدلا من توجيهه نحوك، ولكن ليس من الواضح ما الفائدة التي توفرها هذه الميزة حتى الآن. إلى جانب ذلك، فإن قناع الوجه قد أعيد تصميمه ليكون أفضل في حجب أي ضوء خارجي.
وفي حين تتميز "كويست 2" بمنفذ "يو إس بي سي" (USB-C) للشحن ونقل البيانات، إلى جانب منفذ لسماعة الرأس بقياس 3.5 ميليمترات، فإن "كويست 3" لا تحتوي على هذا المنفذ.
الشاشات
ورغم أن شاشات "كويست 2″ كانت جيدة، لكن الأجهزة المنافسة تجاوزتها، حيث تتخلف دقة 1832×1920 بكسلا لكل عين مقارنة بـ"بلاي ستيشن في آر 2 " (PSVR 2)، التي تتميز بشاشات من نوع "أوليد" (OLED) بدقة "4 كيه" (4K) توفر 2000×2040 بكسلا لكل عين.
ومع ذلك، فإنها تتماشى مع نظارة "كويست برو"، التي تتميز بنفس الدقة 1832×1920 بكسلا لكل عين.
ولسوء الحظ، فإن تفاصيل شاشات "كويست 3" (Quest 3) نادرة حاليا، لكن المعلومة الوحيدة التي أشارت إليها الشركة هي أن النظارة تجمع بين أعلى دقة شاشة، وذلك للتأكد من أن المحتوى يبدو أفضل.
نتيجة لذلك، بينما لا يمكن التأكد من دقة الشاشات، فإن الشركة تلمح إلى أنها تمثل تحسنا ملحوظا بالمقارنة مع "كويست 2″ و"كويست برو".
ومن المتوقع أن تحصل النظارة على دقة 4128×2208 بكسلات أو 2064×2208 بكسلات لكل عين. ومن شبه المؤكد أن معدل التحديث قد يبدأ من 120 هرتزا، لكن لن نتفاجأ إذا دفعت النظارة معدل التحديث إلى 144 هرتزا في بعض ألعاب الواقع الافتراضي أو مع التحديثات البرمجية بعد إطلاقها.
وحدات التحكم
اختفت حلقات التتبع الخارجية بوحدات التحكم "كويست 2" لصالح وحدات التحكم "تاتش بلس" (Touch Plus) الأكثر انسيابية وراحة في "كويست 3″، وذلك بفضل التقدم الذي أحرزته الشركة في تقنية التعقب.
ويبدو أيضا أن وحدات التحكم "كويست 3" تواصل اعتماد طريقة مثيلتها في "كويست 2" بالنسبة للبطاريات التي تستخدم لمرة واحدة، لكن لا يوجد تأكيد بعد.
ولم تكن هناك إشارة إلى وحدة التحكم القابلة لإعادة الشحن في إعلان الشركة، ولكن من المحتمل أن "ميتا" لم تكشف عنها الآن، وقررت الحديث عنها خلال مؤتمر "ميتا كونيكت" (Meta Connect) في سبتمبر.
وإحدى الميزات التي تحدثت عنها الشركة هي تقنية "ترو تاتش" (TruTouch) اللمسية التي ظهرت لأول مرة في وحدات التحكم "تاتش برو".
وتدمج هذه الميزة ردود الفعل اللمسية في وحدات التحكم "تاتش بلس" في "كويست 3" (Quest 3) لمساعدة المستخدم في الشعور بالإثارة، مما يجلب الميزة الشائعة لمتحكمات "تاتش برو" (Touch Pro).
الأداء
كما هو الحال مع دقة الشاشات، لم توفر الشركة الكثير من المعلومات بشأن الأداء، لكن في إعلانها الرسمي، وصفت "ميتا" "كويست 3" بأنها أقوى نظارة للشركة حتى الآن.
وتتميز النظارة بمجموعة شرائح "كوالكوم سناب دراغون" (Qualcomm Snapdragon) من الجيل الجديد، مع وعود بتوفير المزيد من التفاصيل في وقت لاحق من هذا العام.
وتقول الشركة إن مجموعة الشرائح توفر أكثر من ضعف الأداء بالمقارنة مع الجيل السابق من معالج الرسوميات "سناب دراغون" في نظارة "كويست 2".
وقد يشير هذا إلى نسخة من مجموعة الشرائح "كوالكوم سناب دراغون إكس آر 2 بلس" (Qualcomm Snapdragon XR2+) المستخدمة في "كويست برو"، أو مجموعة شرائح جديدة كليا.
عمر البطارية
تمتلك "كويست 2" في الوقت الحالي بين 2 و3 ساعات في عمر البطارية، رغم أن هذا يعتمد على الاستخدام، حيث تستنزف ألعاب الواقع الافتراضي عمر البطارية بشكل أسرع.
وفي الوقت الحالي، لم تعطنا الشركة أي تلميحات حول عمر بطارية "كويست 3″، كما لا توجد أي تسريبات أو شائعات بهذا الخصوص. ومع ذلك، قد يكون الأمر مخيبا للآمال إذا لم تتمكن النظارة من الاستمرار بالعمل لمدة 3 ساعات على الأقل.
الألعاب
وفقا للشركة، فإن "كويست 3" متوافقة مع الإصدارات السابقة من مكتبة ألعاب "كويست 2" بأكملها.
وهذا يعني أنه يمكنك لعب جميع ألعاب "كويست 2" التي يزيد عددها على 500 لعبة عند إطلاق النظارة الجديدة، بما في ذلك الألعاب الجديدة التي تم الإعلان عنها في معرض ألعاب "ميتا كويست" (Meta Quest) لعام 2023.
ويؤدي الجمع بين معالج أفضل وميزات جديدة للواقع المختلط إلى زيادة احتمالية أن يستفيد المطورون من مزايا "كويست 3".
وليس لدى الشركة حتى الآن أي نية للتخلي عن "كويست 2″، حيث تعتبرها نقطة دخول للنظام البيئي للواقع الافتراضي.
ويعزز التحديث البرمجي القادم مجموعة شرائح "كويست 2" مع زيادة أداء وحدة المعالجة المركزية بنسبة 26% وزيادة سرعة وحدة معالجة الرسومات بنسبة تصل إلى 19%.
وبالنظر إلى أن المطورين يستفيدون من هذه التغييرات، فإنه بالإمكان توقع طريقة لعب أكثر سلاسة، وواجهة مستخدم أكثر استجابة، ومحتوى أكثر ثراء.
مميزات الواقع المختلط
يمثل الواقع المختلط أكبر فرق بين النظارتين، حيث لا تحتوي "كويست 2" أساسا على ميزات هذا الواقع المختلط، لأنها نظارة واقع افتراضي فقط.
ورغم امتلاك "كويست 2" لميزة الرؤية للفيديو بالأبيض والأسود، فإنها محدودة جدا.
بالمقابل تستفيد "كويست 3" من ميزة الرؤية للفيديو بالألوان الكاملة، حيث تتحد مصفوفة الكاميرا ومستشعر العمق في النظارة الجديدة لتمثيل المساحة التي توجد فيها بدقة.
وتحتوي كاميرات "كويست 3" الملونة على 10 أضعاف كثافة البكسلات الموجودة في كاميرات "كويست 2" بالأبيض والأسود.
وتتيح تقنية "ميتا رياليتي" (Meta Reality) للمستخدمين المزج بسلاسة بين العالم المادي والعالم الافتراضي، حيث تتجاوز هذه التجارب الجديدة الواقع المختلط اليوم من خلال فهم الأشياء الموجودة في المساحة المادية والاستجابة لها بذكاء والسماح للمستخدم بالتنقل في تلك المساحة بطرق طبيعية وبديهية كانت شبه مستحيلة من قبل.
وتتيح ميزة الرؤية الملونة عالية الدقة والتعلم الآلي ومعرفة إحداثيات المكان التفاعل مع المحتوى الافتراضي والعالم المادي في وقت واحد، مما يخلق إمكانيات لا حدود لها للاستكشاف.
ولم تُظهر "ميتا" بعدُ رؤيتَها الكاملة للواقع المختلط في "كويست 3″، لكن في فيديو الإعلان، أعطتنا نظرة خاطفة، حيث كان مستخدم النظارة في مرحلة ما يلعب لعبة الواقع الافتراضي "ديميو" (Demeo)، وبدلا من إجباره على اللعب عبر منضدة افتراضية، فإنه يلعب عبر المنضدة أمامه.