أكد سعادة السيد علي بيك كوانتيروف، وزير الاقتصاد الوطني بجمهورية كازاخستان، على وجود نظرة مشتركة لمستقبل التعاون بين جمهورية كازاخستان ودولة قطر، مشددا على أن العلاقات المتميزة التي تجمعهما تمهد لمرحلة جديدة من الشراكات الاقتصادية والتجارية وغيرها من المجالات.
وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": "إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية كازاخستان، ومشاركة سموه في "منتدى أستانا الدولي" فرصة مهمة لمناقشة كافة السبل لتعزيز التعاون".
وأشار إلى أن تشريف سمو الأمير للمنتدى تلبية لدعوة من فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان دليل على العلاقات الوثيقة والأخوية بين قيادتي البلدين.
كازاخستان تنظر إلى دولة قطر باعتبارها دولة صاحبة دور بارز على المستوى الدولي
وأوضح أن كازاخستان تنظر إلى دولة قطر باعتبارها دولة صاحبة دور بارز على المستوى الدولي، منوها بوجود رغبة مشتركة لتقوية علاقات التعاون الثنائي، التي تتطور بفضل الرغبة المشتركة، المتزامنة مع ارتفاع وتيرة الزيارات المتبادلة والاجتماعات رفيعة المستوى بين الجانبين.
وقال سعادة وزير الاقتصاد الوطني الكازاخستاني: إن الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى أستانا في أكتوبر من العام الماضي، وقبلها زيارة فخامة الرئيس الكازاخستاني إلى الدوحة في يونيو من العام ذاته قد ساهمتا في رفع مستوى التنسيق والتعاون، وتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات: الاستثمار، والتعليم، والتعاون الإقليمي، والتجارة، والصحة، وغيرها.
وأكد أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وتشريفه "منتدى أستانا الدولي" ستكون محفزا على مزيد من التعاون في المجالات التي تمت مناقشتها في السابق، وأيضا مناقشة مجالات ومشاريع جديدة تحدث نقلة نوعية في الشراكة بين الجانبين.
وأوضح أن كل المؤشرات الاقتصادية الحالية مثل حجم التبادل التجاري ونمو الاستثمار تظهر أن هناك وتيرة متصاعدة، وبالتالي هناك أمل كبير في المستقبل، خاصة مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ارتفاع حجم التبادل التجاري بمقدار 14.2 مرة، ليبلغ 1.9 مليون دولار في الفترة من يناير إلى أبريل 2023
وذكر سعادة السيد علي بيك كوانتيروف، وزير الاقتصاد الوطني بجمهورية كازاخستان، أنه في الفترة من يناير إلى أبريل 2023 ارتفع حجم التبادل التجاري بين كازاخستان وقطر بمقدار 14.2 مرة، ليبلغ 1.9 مليون دولار في تلك الفترة فقط، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في العام الماضي 6.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 4.8 بالمئة عن الفترة نفسها من العام 2021 (6.3 مليون دولار).
إجمالي الاستثمار المباشر بجمهورية كازاخستان من قبل المستثمرين القطريين بلغ 13.1 مليون دولار
وأشار إلى أن إجمالي الاستثمار المباشر بجمهورية كازاخستان من قبل المستثمرين القطريين بلغ 13.1 مليون دولار في عام 2022 (بزيادة ثلاثة أضعاف، مقارنة بعام 2021 الذي بلغ فيه حجم الاستثمارات من المستثمرين القطريين (4.4 مليون دولار)، وبشكل عام فإنه خلال الفترة من 2005 إلى 2022 تقدر الاستثمارات القطرية في كازاخستان بـ 56.6 مليون دولار.
وأكد أن المؤشرات الحالية بعد جائحة كوفيد - 19 تظهر وجود إمكانات تجارية وتعاونية اقتصادية لم تتحقق بالكامل بعد، وبالتالي هناك العديد من الاحتمالات لزيادة مؤشرات التجارة وحجم التبادل التجاري، متوقعا زيادة تدفق المنتجات الكازاخستانية إلى قطر في 60 سلعة، تبلغ قيمتها حوالي 243 مليون دولار.
نعمل حاليا مع الجانب القطري على التعاون في مشروعات مشتركة في قطاع التعدين وإنتاج المواد الغذائية
وقال سعادته في هذا الصدد: "نعمل حاليا مع الجانب القطري على التعاون في مشروعات مشتركة في قطاع التعدين وإنتاج المواد الغذائية وغيرها، وعلى سبيل المثال، قمنا بإنشاء شركة استثمارات مشتركة، وتنفيذ مشروعات في مجمع التعدين، والتجميع المشترك للحافلات الكهربائية /فالكون يورو باص/، وبناء مصنع لمعالجة الحليب مع مجموعة دينارا، وبناء مجمع سياحي على بحر قزوين ومشاريع أخرى".
وأضاف أن بلاده تعمل بجهد كبير لجذب المستثمرين، باعتبارها دولة رائدة في آسيا الوسطى في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، ووفقا لنتائج النصف الأول من عام 2022، كانت حصة كازاخستان في هيكل الاستثمار الأجنبي المباشر 24 بالمئة.
صندوق الثروة السيادية في كازاخستان وجهاز قطر للاستثمار يتناقشان حاليا بشأن إنشاء صندوق أسهم خاصة مشترك
وكشف أن صندوق الثروة السيادية في كازاخستان "سامروك كازينا" وجهاز قطر للاستثمار يتناقشان حاليا بشأن إنشاء صندوق أسهم خاصة مشترك، كما ستتم مناقشة المشاريع الاستثمارية الواعدة بشروط مواتية للمستثمرين القطريين، بما في ذلك التفضيلات الخاصة والحوافز الضريبية.
وشدد سعادة وزير الاقتصاد الوطني في كازاخستان على أن دول آسيا الوسطى تتمتع بإمكانيات كبيرة لا يزال العالم لم يدركها، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة في المتوسط بمعدل 6.2 بالمئة سنويا، ليصل إلى 347 مليار دولار في العشرين عاما الماضية، ويقدر حجم الاستثمارات المتراكمة من الدول الأخرى بنحو 570 مليار دولار، وقد ارتفع حجم التجارة الخارجية بمعدل ستة أضعاف منذ عام 2000.
دول المنطقة تتمتع بفرصة تاريخية للاستفادة من موقعها كدول عبور وكذلك فرص دخول أسواق خارجية أو أجنبية
وقال: إن دول المنطقة تتمتع بفرصة تاريخية للاستفادة من موقعها كدول عبور، وكذلك فرص دخول أسواق خارجية أو أجنبية من خلال ممرات النقل الدولية الناشئة، كما ترتبط الفرص الكبيرة بالتنمية المنسقة لمجمع الطاقة والمياه، بما في ذلك الطاقة "الخضراء".
وأضاف أن التعاون بين منطقتي آسيا الوسطى والشرق الأوسط سيكون مفيدا للتنمية الاقتصادية لكلا الجانبين، وهناك آفاق تنموية مهمة يمكن للمستثمرين من دولة قطر المشاركة فيها، وبالمقابل فإن كازاخستان، التي ليس لها أي منفذ بحري، مهتمة عموما بالتطوير والاستخدام المشترك للبنية التحتية البحرية في الشرق الأوسط.
هناك رغبة في توفير فرص استثمارية للمستثمرين للقطريين في مجال السياحة
كما عبر سعادة السيد علي بيك كوانتيروف وزير الاقتصاد الوطني بجمهورية كازاخستان، عن رغبة بلاده في توفير فرص استثمارية للمستثمرين للقطريين في مجال السياحة، وبناء مجمع التزلج إسيك في منطقة ألماتي، وبناء مجمع سياحي في منتجع بوراباي وعلى ساحل بحر قزوين، إلى جانب مشاريع أخرى في القطاع الزراعي، مثل: مشروع لبناء مزرعة ألبان في منطقة كوستاناي، ومشروع للتوسع في إنتاج الدواجن في منطقة زامبيل.