أكدت سعادة السيدة كاثرين كولونا وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية، أن دولة قطر تعد شريكا استراتيجيا للجمهورية الفرنسية منذ فترة طويلة، وهناك مساع لتطوير العلاقات الثنائية من خلال جلسة الحوار الاستراتيجي الثاني بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية.
وأشارت سعادتها، خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم بالدوحة مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على هامش أعمال جلسة الحوار الاستراتيجي الثاني بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، إلى أن هذه الجلسة جاءت بهدف تسريع وتيرة العمل ، ليبين ذلك إرادة البلدين المشتركة بالارتقاء بالعلاقة الوثيقة القائمة بين قادة البلدين.
شراكة مميزة
وكشفت سعادتها عن الملفات والمواضيع التي تم التطرق إليها خلال الجلسة الثانية من الحوار الاستراتيجي؛ مشيرة إلى أنها كانت مرتبطة بمحاور غنية وهامة معنية بالتعليم والاقتصاد والثقافة والتعليم العالي والاستثمارات، إضافة للحديث عن تعزيز سبل التعاون في مجالي الأمن والدفاع، وغيرها، لافتة إلى أن قطر وفرنسا شكلا حالة شراكة مميزة في الجانب الأمني والرياضي خلال فعاليات كأس العالم FIFA قطر 2022، ليتجدد التعاون خلال الأشهر القادمة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
كاثرين كولونا: الحوار الاستراتيجي كان بمثابة أداة لتحديد الأساليب الجديدة للتعاون بين وكالات التنمية في البلدين
وفي مجال التعاون الإنساني والتنمية، أشارت إلى أن الحوار الاستراتيجي كان بمثابة أداة لتحديد الأساليب الجديدة للتعاون بين وكالات التنمية في البلدين، مؤكدة أن قطر وفرنسا قادرتان على القيام بالكثير من الأعمال معا، فضلا عن السعي لتطوير الكثير من الأساليب المتاحة بإدارة الأزمات.
وذكرت سعادتها بالدور الإيجابي الذي قدمته دولة قطر لإجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، مشيرة في هذا الصدد إلى الجهد القطري الفرنسي المشترك في أفغانستان، من بينها على سبيل المثال إنشاء مستشفى الأم والطفل، مؤكدة أن هذه الأعمال الإنسانية من الممكن تكرارها في دول أخرى.
مشاريع كبرى
ولفتت إلى أن قادة البلدين اتفقا على هيكلة أفضل لمشاريع الاستثمار، والتعرف على المشاريع الكبرى التي ممكن الاستثمار فيها معا، موضحة أن وكالة ترويج الاستثمار في قطر والبنك الفرنسي للاستثمارات سيعملان معا من أجل تقديم اقتراحات في هذا الشأن ، حيث توجد الكثير من الأمثلة التي تبين أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتابعت: "نريد تطوير هذه الإرادة المشتركة من خلال القيام بالعمل المفيد وخدمة رؤيتنا للعالم، بجانب خدمة مصالحنا، ونحيي النجاحات الدبلوماسية التي حققتها دولة قطر، ومنها المفاوضات بين الأطراف التشادية التي كانت الميسرة لها، والدور القطري في إحلال التهدئة في غزة، ولا ننسى العمل الإنساني الذي قامت به إزاء زلزال تركيا وسوريا، ومواقفها الداعمة لفلسطين وأفغانستان".
ونقلت سعادتها شكر السلطات الفرنسية للسلطات القطرية تجاه أعمالها الإيجابية التي قدمتها، مستذكرة منح سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، وسام جوقة الشرف برتبة "فارس" في العاصمة باريس .
نقدم المساعدة للبنان ونشجع السياسيين لإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والسياسية للخروج من حالة الجمود
وعن الملف اللبناني، قالت: "نحن نقدم المساعدة للبنان، ونشجع السياسيين لإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والسياسية، للخروج من حالة الجمود، ونحن نعمل على دعم لبنان، ويجب أن نستمر لتوجيه نداء للمسؤولين لكي يتحلوا بالمسؤولية للسير نحو الحل السياسي لاختيار رئيس منتخب، ومن ثم تعيين رئيس للوزراء".
وفي سياق آخر، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية: "العدوان الروسي على أوكرانيا يشكك بعمق المعايير الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، والمبادئ الرئيسية لتحقيق العيش المشترك في الأسرة الدولية الواحدة".
وفي الشأن السوري، لفتت وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية إلى قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مشيرة إلى ضرورة أن توفي سوريا بكافة التزاماتها كشرط للقبول بحضورها إقليميا ودوليا.
مؤتمر بغداد
وعلى صعيد العراق، نوهت سعادتها بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر بغداد في دورتيه الأولى والثانية، لافتة إلى أن العمل جار على المساعدة في عقد دورة ثالثة من مؤتمر بغداد؛ لترويج وتشجيع الحوار بالمنطقة التي تحتاج إلى تطور عملي وملموس، لا سيما أن هذا المؤتمر يعتبر منصة للحوار، ومن الممكن إطلاق العديد من المشاريع التي تختارها دول المنطقة.
وقالت سعادة السيدة كاترين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية في نهاية حديثها: إن هناك العديد من المواضيع والتحديات التي كانت جزءا من الحوار الإقليمي المشترك، سواء أكانت في مجالات الصحة أو التغير المناخي أو التحولات الاقتصادية أو الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي، مؤكدة على حرص الجانبين على تعددية الاطراف الفاعلة بالعالم تسمح بتعزيز التفاهم والوئام بين الأمم، وشددت على ضرورة المساهمة في السلم والأمن والاستقرار بالعالم، فضلا عن أهمية تحقيق التنمية المتناسقة التي لا يمكن أن يتحقق السلام في حال عدم وجودها، وذلك من خلال تفعيل الحوار ، واحترام مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي.