نظمت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع، مركز "شل" قطر للأبحاث والتكنولوجيا، حلقة نقاشية لتسليط الضوء على دور وأهمية الذكاء الاصطناعي في دفع عملية التحول نحو الاقتصاد منخفض الكربون، بمشاركة خبراء عالميين في قطاع الطاقة.
واستعرض المشاركون بالجلسة الجوانب المختلفة لاستخدام التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي بهدف تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية وبناء عالم أكثر استدام
وفي بداية الجلسة أكد السيد دان جيفونز، نائب الرئيس لعلوم الحاسوب وتكنولوجيا الابتكار الرقمي في شركة "شل" على التفاعل الوثيق بين عملية تحول الطاقة والتكنولوجيا الرقمية لافتا إلى أن "شل" أدركت مزايا الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات الرئيسية.
وقال جيفونز:" نشرنا نماذج تنبؤية تعمل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تراقب أكثر من 16,000 قطعة من المعدات، لكشف إمكانية تعطلها بما يوفر التكاليف والوقت ويسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن الشركة".
من جانبها، أوضحت الدكتورة مروة الأنصاري، المدير العام للأبحاث في مركز شل والتي تعمل مع فريق دولي مكون من 140 عالما وباحثا، أن الذكاء الاصطناعي يساعد في معالجة كميات كبيرة من بيانات الطاقة لطرح رؤى تنبؤية تسهل للمبتكرين التكنولوجيين بعد ذلك التنقل بين كل مرحلة بشكل أسرع نسبيا." من جهته، أبرز الدكتور عدنان أبو دية، المدير التنفيذي لمركز قطر للابتكارات التكنولوجية، تركيز المركز على إتاحة إمكانية العيش المستدام والذكي والآمن باستخدام التكنولوجيا المستجدة مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير ونشر الحلول في مختلف الصناعات بدولة قطر.
وقال:" في ظل تركيز المركز على إزالة الكربون من منظومة الطاقة، فإنه يتعاون مع الأطراف المعنية المحلية لتوظيف خبراته وأدواته الرقمية في تحقيق حلول تبريد فعالة جديدة".
وفي سياق متصل ناقش الدكتور أشرف أبو النجا، مدير الأبحاث بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، بعض المخاطر المرتبطة بدمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، فقال:" في حين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتراوح من تحليل النص إلى الصيانة التنبؤية إلى تصميم مواد جديدة، يجب أن ندرك أن هذه التكنولوجيا ترتبط بوجود مجموعة من المخاطر ومن المهم أن ننتبه إلى هذه المخاطر عند اعتماد استخدام الذكاء الاصطناعي في المشاريع الصناعية." وأكد على أنه عند نشر الذكاء الاصطناعي في تطبيقات السلامة الحرجة، تكون المسألة الأكثر أهمية هي الحاجة إلى معالجة جودة البيانات وموثوقيتها.
وأضاف: هناك مشكلة أخرى أوسع تتمثل في سيادة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعني أنه عندما يجري استخدامه من قبل العديد من الأطراف، ستكون المخاطر المرتبطة به، مثل انتهاك الخصوصية أعلى بكثير، لا سيما عندما يتعلق الأمر بطرف ثالث.
من جهته، طرح غرانت توتن، رئيس قسم الخدمات السحابية والتحليلات والرؤى في منصة "تسمو"، التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بعض الرؤى حول كيفية دعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمنصة "تسمو" بهدف تعزيز الشراكات بين كيانات وقطاعات متعددة ومساعدتها في مهمتها الشاملة الرامية لتحقيق أهداف تطوير المدن الذكية.
يذكر أن سلسلة "التق مع الخبير" التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تجمع خبراء محليين ودوليين، وقيادات مهنية، وأكاديميين وباحثين؛ لتسليط الضوء على أفضل الممارسات والحلول القائمة على التكنولوجيا التي تركز على المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة قطر.
وتهدف هذه السلسلة إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق التنويع الاقتصادي المنشود في قطر، والأهداف التي تركز على الاستدامة.