أكد سعادة الشيخ فهد بن خالد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة أن استراتيجية الاتحاد تقوم على تطوير كل العناصر من ملاكمين ومصارعين ومدربين وأندية وأكاديميات ومراكز خاصة، بهدف توسيع القاعدة وجذب النشء والمواهب القادرة على تمثيل قطر على المستويات كافة.
وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية، إن "أهدافنا قصيرة المدى هي تقديم ملاكمين ومصارعين قادرين على التأهل لأولمبياد باريس 2024، أما الهدف الأهم فهو طويل المدى ويتمثل في تحقيق الذهب في آسياد الدوحة 2030".
وأضاف أن العامل المهم في خطط الاتحاد لتطوير رياضتي الملاكمة والمصارعة هو الاهتمام بالنشاط المحلي وتفعليه بصورة كبيرة، حيث أنه يساعد بصورة كبيرة المنتخبات القطرية على الاستمرارية في المنافسة، خاصة أن القارة الآسيوية من أقوى المستويات تنافسية سواء على مستوى الملاكمة أو المصارعة، وفي بعض الأحيان المعسكرات لا تكون كافية لإعداد اللاعبين بالشكل المطلوب للمنافسة.
وأضاف أن الاتحاد على صعيد رياضة المصارعة قام بدمجها في البرنامج الأولمبي المدرسي، وهو الأمر الذي حقق نجاحا كبيرا، وأفرز بعض المواهب التي يعمل الاتحاد على البناء عليها وتأهيلها عبر معسكرات وبرامج خاصة، فيما قام الاتحاد على صعيد رياضة الملاكمة بعمل دورات للمدربين وبرامج لتطوير الأندية والأكاديميات والمراكز الشبابية وخلق دوري لتصنيف الملاكمين، وكذلك تنظيم بعض البطولات المحلية التي تساهم في إفراز وصنع الأبطال، منها بطولة كتارا المفتوحة، وجولة قطر، وبطولة قطر المقررة في ديسمبر المقبل.
الاتحاد ينتظره العديد من الاستحقاقات خلال الفترة المقبلة
وأوضح رئيس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة أن الاتحاد ينتظره العديد من الاستحقاقات خلال الفترة المقبلة، أبرزها دورة الألعاب العربية المجمعة في الجزائر خلال الفترة من 5 إلى 15 يوليو المقبل، والتي ستشهد أول ظهور للملاكمة النسائية التي تشهد تطورا كبيرا، وذلك عبر الملاكمة دانه الجبر، كما سيشارك منتخب الرجال بملاكمين هما عبدالهادي المري وسعيد آل صميخ.
واعتبر الشيخ فهد أن دورة الألعاب العربية ستكون بمثابة محطة مهمة للتحضير النفسي والبدني للملاكمين، استعدادا لخوض منافسات دورة الألعاب الآسيوية بين 23 سبتمبر و8 أكتوبر المقبلين، والتي تعد بمثابة الفرصة الأولى للملاكمين والمصارعين القطريين في حصد البطاقات المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة /باريس 2024/.
وحول إمكانية رؤية ملاكمين ومصارعين قطريين في أولمبياد باريس 2024، أعرب عن أمله في الظهور بصورة جيدة ومشرفة من أجل التأهل للأولمبياد، ولكنه شدد على أن الهدف الأهم وطويل الأمد للاتحاد هو تحقيق الميداليات والفوز في آسياد الدوحة 2030، إلا أنه اعتبر في الوقت نفسه أن التأهل لأولمبياد باريس ضمن الخطة قصيرة الأمد، وسيسعي الاتحاد قدر المستطاع تأهيل الملاكمين والمصارعين بدنيا وذهنيا من أجل التأهل، وذلك عبر دورة الألعاب العربية ودورة الألعاب الآسيوية، خاصة أن آسيا تضم أقوى منتخبات العالم، منها أوزبكستان وكازاخستان.
وعن خطط الاتحاد لزيادة قاعدة الممارسين، أوضح رئيس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة أن الاتحاد يتعاون مع جهات مختلفة من أجل استقطاب النشء الصغير والمواهب، ومنها دمج المصارعة في البرنامج الأولمبي المدرسي، واستقطاب تسعة مصارعين قطريين من طلاب المدارس، يقوم الاتحاد حاليا على إعدادهم وتأهيلهم حتى يكونوا من أبطال المستقبل، فضلا عن إدماج معلمي التربية الرياضية في المدارس ومنحهم دورات في الملاكمة، ودمج الملاكمة في برامجهم لتعليم النشء رياضة الفن النبيل التي تعتمد على الصبر والاحترام والحرفية، وخاصة أن المدارس من الأمور الرئيسية التي تساعد في استقطاب المواهب.
الاتحاد يعمل على تطوير النشاط المحلي والبطولات المحلية
وشدد سعادة الشيخ فهد بن خالد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة، على أن تطوير النشاط المحلي والبطولات المحلية هو أحد المشاريع التي يعمل عليها الاتحاد خاصة أنها تساعد على اكتشاف المواهب، حيث يقوم الاتحاد بالبناء على نجاح بطولة كتارا المفتوحة للملاكمة، فضلا عن استحداث جولة قطر المكونة من أربع محطات، وهي مباريات وليست دورة، تهدف إلى عمل تصنيف للملاكمين وإعطاء الأندية الشبابية والملاكمين الدافع للتطوير والتأهيل باستمرار ورفع المستويات التنافسية، بالإضافة إلى المشاركة في بطولة اللجنة الأولمبية الشاطئية، وأيضا عمل معسكرات محلية مستقبلا، تستقطب أبرز الدول القوية في الملاكمة والمصارعة من أجل منح أبطال قطر خبرات واحتكاكات دولية.
وأشار الشيخ فهد إلى أن النشاط المحلي للاتحاد ارتفع بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث تضم استراتيجية الاتحاد ثلاثة برامج في رياضة الملاكمة، وهي برنامج الانتركلوب بين الأندية، وجولة قطر من أربع محطات، وبطولة قطر للملاكمة على أحزمة، وذلك لخلق مناخ أكثر تنافسية بين مجتمع رياضة الملاكمة من أندية وأكاديميات ومراكز شبابية، فضلا عن دمج المصارعة في البرنامج الأولمبي المدرسي وتنظيم دورة تدريبية للمدربين، بالإضافة إلى إنشاء لجنة لرياضة "الجوجيتسو" منذ نحو سبعة أشهر وتنظيم أربع بطولات لها.
وعن هدف الاتحاد من إنشاء لجنة لرياضة "الجوجيتسو"، أوضح أن رياضة "الجوجيتسو" ضمن الرياضات المتواجدة في دورة الألعاب الآسيوية، وأن الهدف الأول من إنشائها هو تحضير منتخب يشارك في آسياد الصين 2023، أما هدفها طويل الأمد هو دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة عام 2030، مشيرا إلى أن رياضة "الجوجيتسو" لها شعبية كبيرة، وتم الاهتمام بها محليا خلال الفترة الأخيرة عبر تنظيم أربع بطولات محلية، ويعد أحمد الجهني أبرز المواهب القطرية، فهو من المصنفين الأوائل في المنطقة، كما أن للمنتحب القطري مشاركات خارجية خلال الفترة المقبلة في كازاخستان والإمارات استعدادا لآسياد الصين، حيث سيشارك في منافسات "الجوجيتسو" للمرة الأولى بهدف المنافسة على حصد الميداليات.
وحول الدورة التدريبة التي نظمها الاتحاد لمدربي المصارعة، قال الشيخ فهد "إن الدورة أقيمت تحت إشراف الاتحاد الدولي للمصارعة وبالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية، وكان الهدف منها خلق نشاط للمصارعة بين الأكاديميات والأندية والمراكز المحلية واكتساب خبرات واحتكاك مع المدربين العالميين، حيث شارك في الدورة خبراء ومدربون من سبع دول بجانب قطر.
منتخبنا يمتلك ملاكمين لديهم مقومات اللاعب الاحترافي
وبشأن إمكانية دخول ملاكمة المحترفين إلى دولة قطر أو تنظيم واستضافة عدد من مبارياتها، شدد رئيس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة على أن توجه الملاكمة في الوقت الحالي هو احترافي بدرجة عالية، وأضاف "لكن قبل أن نعمل على استضافة بطولة احترافية يجب أن نحضر ملاكمينا من أجل أن يكونوا جزءا من هذه المواجهات الاحترافية".
ولفت إلى أن منتخب قطر يمتلك ملاكمين لديهم مقومات اللاعب الاحترافي، خاصة أن القانون حاليا يسمح للملاكم أن يتأهل إلى الأولمبياد وأن يلعب مباريات احترافية في نفس الوقت، "ولذلك نأمل أن نخوض تجربة الاحتراف مستقبلا".
واعتبر الشيخ فهد أن ممارسته لرياضة الملاكمة وخبرته في هذا المجال كانت من أهم عوامل النجاح التي ساهمت في إدارته للاتحاد بصورة مميزة، حيث ساعدت في قربه من اللاعبين ومعرفة مشاعرهم وإحساسهم قبل المواجهات والبطولات المهمة، لافتا إلى أن فريق العمل في الاتحاد يملك خبرات كبيرة وكان من الدعائم الرئيسية له في بداية فترة رئاسته، حيث يعمل الجميع داخل الاتحاد كفريق واحد من أجل تحقيق النجاح.
وأكد رئيس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة، أن طموحه خلال فترة رئاسته للاتحاد هو إفراز أبطال قطريين يتوجون بالميداليات في الآسياد أو الأولمبياد خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الاتحاد يملك حاليا عناصر مستوياتها مميزة، وأن الرياضة تطورت خلال السنوات الأخيرة، مشددا على أنه ليس لديه شك في تحقيق هذا الإنجاز وتحقيق نتائج جيدة في حال الالتزام ومواصلة الجهد والاهتمام في التدريبات.
وعن كيفية اتجاهه لممارسة الملاكمة ومسيرته الاحترافية، أوضح الشيخ فهد في ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية، أن حبه وشغفه بالملاكمة بدأ في آسياد الدوحة 2006، عندما شاهد مباريات الملاكمة عن قرب، فضلا عن متابعته لكل من نسيم حميد ومايك تايسون بعد إسلامه، حيث التحق بعدها بأحد الأندية خلال دراسته في بريطانيا، ومن ثم انضم إلى منتخب قطر وخاض أولى منافساته في بطولة دولية بسوريا عام 2010، وشارك في عدد من البطولات، منها بطولة الخليج وبطولة قطر المفتوحة، ومن ثم دخل عالم ملاكمة المحترفين وخاض أول مواجهة في كرواتيا وفاز بها، ومن ثم حقق الفوز في 13 مواجهة متتالية في أوروبا أقيمت بين إسبانيا وبريطانيا، إلى أن خاض آخر مواجهة في نوفمبر 2019.