اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التهم الجنائية التي وجهتها إليه رسميا محكمة فيدرالية في مدينة ميامي الأمريكية بقضية إخفائه وثائق رسمية سرية "سوء استغلال شرير وشنيع للسلطة".
اتهام جون بايدن
وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في ولاية نيوجيرسي صباح اليوم الأربعاء، اتهم ترامب الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، خلفه الديمقراطي الرئيس جو بايدن بأنه "فاسد" ويسعى للإطاحة "بخصمه السياسي الأبرز"، معتبرا محاكمته "تدخلا في الانتخابات".
وقال المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة المقررة عام 2024 إن محاكمته في هذه القضية تعد "أسوأ استهداف عبر تهم زائفة وهو ما يعد تدخلا في انتخابات الرئاسة المقبلة".. معتبرا أن ما يحدث هو "محاولة أخرى لتزوير وسرقة الانتخابات الرئاسية".
وبرر ترامب احتفاظه بوثائق رسمية، قائلا إنه لديه كل الحق في الاحتفاظ بالوثائق وفقا لقانون السجلات الرئاسية، "فالرئيس يتمتع بسلطة غير مقيدة لاتخاذ القرارات الخاصة بالتعامل مع المستندات الرئاسية".
انتقادات
وانتقد ترامب عدم التحقيق مع أي رئيس آخر حتى أولئك الذين احتفظوا بوثائق أكثر مما كان لديه، مشيرا أيضا إلى أن وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون "خرقت القانون ولم يتم توجيه تهم لها".
وكانت المحكمة الفيدرالية في ميامي قررت مساء أمس الثلاثاء السماح بمغادرة ترامب مقر المحكمة " دون شروط"، وذلك بعد أن نفى الرئيس الأمريكي السابق عشرات التهم الجنائية الموجهة إليه والمتعلقة بتعمد إساءة التعامل مع أسرار الحكومة الأمريكية والتخطيط لعدم إعادة وثائق سرية، في أول مثول تاريخي لرئيس أمريكي أمام محكمة فيدرالية.
وقال تود بلانش محامي ترامب خلال جلسة الاستماع "نحن بالتأكيد ندفع بالبراءة من هذه التهم".
37 تهمة
ووجه القضاء الأمريكي قبل أيام 37 تهمة إلى ترامب في قضية أرشيف البيت الأبيض، من بينها الاحتفاظ بملفات سرية تتعلق ببرامج نووية ودفاعية. وقالت وزارة العدل، في بيان، إن ترامب أخذ عند مغادرته البيت الأبيض، في يناير 2021، صناديق كاملة من الملفات السرية من وزارة الدفاع /البنتاغون/ و/سي أي ايه/ ووكالة الأمن القومي وغيرها من وكالات الاستخبارات، مضيفة أنه احتفظ بهذه الملفات بشكل غير آمن في منزله في "مارالاغو" في ولاية فلوريدا الذي استضاف فيه فعاليات اجتماعية كبيرة شارك فيها عشرات آلاف الضيوف.
وتضمنت لائحة الاتهام المقدمة إلى محكمة فيدرالية في فلوريدا معلومات بأن ترامب قام، في مناسبتين على الأقل، بعرض ملفات سرية عن العمليات العسكرية الأمريكية، وخطط على أشخاص غير مخولين الاطلاع عليها في نادي الغولف الخاص به في "بيدمينستر" بولاية نيوجيرسي.
مضمون الوثائق
كما تضمنت الوثائق التي أخذها ترامب "معلومات تتعلق بقدرات دفاعية واسلحة لكل من الولايات المتحدة ودول أجنبية، وبرامج نووية اميركية ونقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة وحلفائها في حال تعرضها لهجوم عسكري، وخطط الرد المحتمل على هجوم أجنبي"، معتبرة أن "الكشف غير المصرح به لهذه الوثائق السرية قد يعرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر".
وتضمنت لائحة الاتهام أيضا تهما من بينها "الاحتفاظ بمعلومات تتصل بالأمن القومي"، و"التآمر لعرقلة العدالة"، وإخفاء وثائق وبيانات كاذبة، لافتة إلى أن عقوبة هذه التهم قد تصل إلى السجن لمدة 20 عاما لكل منها.
وقد تم توجيه ست اتهامات إلى مساعد لترامب يدعى والت ناوتا لمساعدته في إخفاء الوثائق، حيث أكد المدعي الفيدرالي الخاص جاك سميث أن القوانين في الولايات المتحدة "تنطبق على الجميع"، وسط إشارات بأن دوائره تريد "محاكمة سريعة".