أكد السيد فهد ثاني الزراع، مدير إدارة التطوير في الاتحاد القطري لكرة القدم، وجود مساعي كبيرة لتطوير أداء منظومة الكرة القطرية والمنظومة التدريبية محليا وتعزيز حضور المنتخب الأول والمنتخبات السنية في المسابقات الدولية والقارية، على رأسها بلوغ أولمبياد باريس 2024، وكأس العالم 2026.
وأوضح الزراع، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية، أن بلوغ هذه الأهداف يمر عبر العمل مع قطاع الفئات العمرية والبراعم، وتطوير كفاءة المدربين، والأنشطة والبرامج المتعلقة بإقامة المسابقات في فئة البراعم حتى فئة الشباب من خلال وضع اللوائح المنظمة لها، إلى جانب برامج الدورات التدريبية للمدربين بمختلف تخصصاتهم، بما في ذلك مدربو كرة القدم ومدربو اللياقة ومدربو حراسة المرمى.
وقال: "لدينا اتفاقية تعليم مشتركة مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالاعتراف بالدورات التدريبية التي ينظمها الاتحاد القطري لكرة القدم، وبالتالي نمنح الرخص المؤهلة بالنسبة للمدربين للعمل في قطاع الأندية، بجانب الإشراف على دعم الأندية من خلال توفير الموازنات لإدارة الأنشطة والفرق الرياضية، كما نشكل حلقة الوصل للتنسيق مع المنظمات الرياضية في إطار تطوير كرة القدم، لا سيما أكاديمية التفوق الرياضي أسباير، المختصة بتطوير نخبة اللاعبين المؤهلين للعب في المستويات العليا والمنتخبات الوطنية".
عملية التنسيق المشتركة بين الاتحاد وأكاديمية أسباير تخدم لاعبي المنتخب الوطني
ولفت إلى أن عملية التنسيق المشتركة بين الاتحاد وأكاديمية أسباير تتمثل في وضع روزنامة ثابتة لا تتعارض مع أجندة الأكاديمية، وفي الوقت نفسه تخدم لاعبي المنتخب الوطني بالحصول على برامج تدريبية منظمة، سواء برامج خاصة بالاتحاد أو برامج يتم وضعها بالتعاون مع الأندية.
وأشار إلى إشراف إدارة التطوير في الاتحاد القطري لكرة القدم على وضع البرامج التي تؤهل الأندية لفرص اكتشاف اللاعبين في المدارس، التي تعد المنبع الأول للرصيد البشري واكتشاف المواهب؛ لذا يتم التنسيق مع الاتحاد الرياضي المدرسي لإدارة هذه الأنشطة، وإقامة الفعاليات الخارجية من أجل استقطاب المواهب، مستعرضا خطة الإدارة لتطوير المدرب المحلي الذي يملك الكفاءة، ومنحه الأولوية بالحصول على العلوم التدريبية، حيث تم التركيز على اللاعبين المعتزلين الذين يملكون خبرة كبيرة على صعيد المباريات الدولية والبطولات الكبيرة لتزويدهم ببرامج التأهيل الأكاديمي لتوظيف قدراتهم، والتعرف على معظم العلوم الخاصة بالتدريب بمختلف التخصصات، سواء علم النفس الرياضي وكيفية التعامل مع اللاعبين أو جانب اللياقة البدنية، ومتابعة وتحديث أفكار المدرب، ومعرفة الأساليب المتطورة في علم التدريب، وذلك عبر الاستعانة بالخبرات التدريبية الخارجية للإشراف على الدورات التدريبية.
الدورات التدريبية تهدف لتأهيل الكوادر التدريبية من الناحيتين الميدانية والمهنية
وفي الإطار ذاته، أبرز السيد فهد ثاني الزراع أن من بين أهداف الدورات التدريبية التي تنظمها إدارة التطوير باتحاد كرة القدم تأهيل الكوادر التدريبية من الناحيتين الميدانية والمهنية، في ظل منهجية تدريبية متسلسلة لتأهيل المدرب لقيادة فرق كرة القدم بمختلف الفئات، وصولا لفئة المحترفين، من خلال اتفاقية تم توقيعها مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في العام 2019، بعد اطلاعه على نظم التكوين في الاتحاد القطري لكرة القدم، وقد حققت إقبالا كبيرا سواء من المدربين داخل قطر أو خارجها من كافة أنحاء الوطن العربي.
وذكر مدير إدارة التطوير في الاتحاد القطري لكرة القدم، خلال حواره الخاص مع "قنا"، أن هذه البرامج تبدأ من الدورة D، التي تعد مدخلا أوليا لمرحلة التدريب، وتركز على أهم الأسس بكيفية التعامل مع قطاع البراعم، ثم الدورة C، التي تشتمل على أساليب التدريب التي يستطيع من خلالها المدرب تنمية قدرات اللاعبين من الناحيتين الفردية والجماعية، بجانب إدخال بعض العلوم المساندة كاللياقة البدنية وإدارة الفرق الرياضية، لافتا إلى أن الدورة B تكون خاصة بالمستوى التدريبي الأعلى، والتي تؤهل المدرب للعمل كمساعد مدرب بالأندية، واكتساب الخبرات، وتأهيله بشكل تدريجي ليكون مدربا أول، بينما تؤهل الدورة A المدرب للعمل مع كافة الفئات في الأندية كمدرب أول، يتلقى فيها كافة العلوم التدريبية.
وقال في هذا السياق: "مع وجود خبرات لدينا نفتخر بهم يملكون القدرة على تأهيل هؤلاء المدربين، فيما تعد دورة المحترفين خاصة بالمدربين العاملين مع الفرق المحترفة، وكذلك المنتخبات الوطنية"، منوها إلى حصول العديد من المدربين الكبار على شهادة دورة المدربين المحترفين في قطر، بينهم وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي رابع كأس العالم FIFA قطر 2022، وجمال بلماضي مدرب المنتخب القطري الأسبق والجزائري حاليا، وسامي الطرابلسي مدرب السيلية ومنتخب تونس سابقا، بجانب العديد من المدربين الوطنيين، على غرار يونس علي، ووسام رزق، ونبيل أنور، وعلي رحمة، وميرغني الزين، ومجدي صديق وعبد العزيز السليطي.
يجب على المدربين الوطنيين البقاء على تواصل مباشر مع أحدث أساليب التدريب
وطالب السيد فهد ثاني الزراع بضرورة مضاعفة المدربين الوطنيين للجهود، والبقاء على تواصل مباشر مع أحدث أساليب التدريب، ووضع فلسفة خاصة وخطة واضحة، ودعمها بالجوانب العلمية، والتعرف على التفاصيل الصغيرة، وتحليل أداء اللاعبين، وإدارة الجهاز الفني بمختلف تخصصاته بالشكل الذي يضمن له النجاح في مهمته، والارتقاء بمستوى الفريق الذي يقوده.
وبين مدير إدارة التطوير أن التعاون مع الأندية يأتي من خلال عدة محاور، سواء من خلال تحديد الأسس واللوائح وتعيينات المدربين لدى الأندية حسب القواعد المعمول بها في إدارة التطوير، والموافقة على الرخص التي يملكونها، فضلا عن إقامة ورش عمل تدريبية مستمرة، ووضع برامج تدريبية وأساليب موحدة، وتوفير المناخ الملائم للفرق داخل الأندية لتطوير مستوى اللاعبين في الفئات العمرية، واكتشاف اللاعبين وتقديمهم للمنتخبات الوطنية.
وعن مشاركة منتخب قطر تحت 17 عاما في كأس آسيا التي تنطلق في تايلاند غدا الخميس، ومواجهته الافتتاحية بعد غد "الجمعة" أمام منتخب كوريا الجنوبية، قال الزراع: "بلا شك وصول منتخب الناشئين للبطولة القارية يعتبر أحد أجزاء سلسلة نجاحات حققتها منظومة كرة القدم القطرية للعب في هذه المستويات الكبيرة، والهدف إكساب اللاعبين المزيد من فرص الاحتكاك، والحصول على خبرة هذا النوع من البطولات القارية، التي باتت الكرة القطرية تسجل حضورا دائما فيها،وبالتالي المكتسبات ستكون كبيرة من خلال هذه الاستمرارية، وبالتالي النتائج الإيجابية تكمن في الحصول على هذه الخبرات".
هناك عمل كبير لضمان تواجد المنتخبالأولمبي في أولمبياد باريس 2024
كما اعتبر أن مشاركة المنتخب الأولمبي ببطولة "تولون" الدولية في فرنسا تدخل ضمن خطة إعداد اللاعبين قبيل خوض تحدي النهائيات القارية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024، لا سيما أن الكرة القطرية غابت عن مسابقة كرة القدم بالألعاب الأولمبية منذ مشاركتها في أولمبياد برشلونة 1992، مشيرا إلى وجود عمل كبير لضمان تواجد المنتخب في الأولمبياد المقبل، خاصة أن الفرصة قد تكون مضاعفة؛ كون النهائيات القارية ستقام في الدوحة مطلع العام المقبل.
وشدد مدير إدارة التطوير في الاتحاد القطري لكرة القدم على أن الوصول للأولمبياد يعد ثاني هدف للكرة القطرية بعد بلوغ منافسات كأس العالم المقبلة، والتواجد في كافة المحافل القارية، مبينا أن كل البرامج والمشاركات هدفها إعداد المنتخب وتجهيزه لكي ينجح في تحقيق أهدافه، سيما في ظل حصوله على خبرة جيدة خلال مشاركته ببطولة "تولون" الدولية.
وختم السيد فهد ثاني الزراع حواره الخاص مع وكالة الأنباء القطرية، بالتأكيد على أن المنتخب الوطني الأول بدأ عهدا جديدا مع البرتغالي كارلوس كيروش، الذي ينتظر أن يحقق إضافة مهمة ورفع مستوى المنتخب الأول، وتحقيق النجاح بالعبور معه لمونديال 2026، واللعب في كأس آسيا المقبلة للدفاع عن لقبه القاري، معتبرا أن مشاركة المنتخب القطري الأول لكرة القدم في بطولة الكأس الذهبية في الولايات المتحدة الأمريكية ستكون محطة إعداد مثالية قبيل النهائيات الآسيوية، التي تستضيفها قطر في شهر يناير المقبل.