أكد سعادة السيد أكبر الباكر رئيس قطر للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، التطور الكبير الذي شهده قطاع السياحة في دولة قطر على مدار السنوات الماضية.
وشدد سعادته على أن هذا القطاع سجل قفزات استثنائية جعلت قطر في مصاف الوجهات السياحية في محيطها الإقليمي والمنطقة بشكل عام، لا سيما مع استضافتها المميزة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تعد علامة بارزة في تاريخ الدولة، ليس فقط لأهميتها كأبرز حدث رياضي في العالم، ولكن أيضا لتأثيرها الضخم على مختلف القطاعات في الدولة.
وقال الباكر، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن النجاح الكبير الذي تحقق في استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، قد انعكس بصورة إيجابية على أداء القطاع السياحي في الدولة، حيث سجل إجمالي عدد الزوار والسائحين إلى قطر هذا العام رقما قياسيا بلغ 1.5 مليون سائح خلال النصف الأول فقط من العام الجاري.
التأثير الإيجابي للمونديال
ولفت سعادته إلى التأثير الإيجابي الذي أحدثته البطولة على قطاع السياحة بشكل عام والدور الذي لعبته في إبراز ثقافة قطر وحداثتها، مشيرا إلى أن المونديال أظهر للعالم أن قطر وجهة عالمية رائدة تقدم لزوارها تجارب رائعة سواء في السفر إليها أو الإقامة بها أو استكشاف معالمها.
وأبرز رئيس قطر للسياحة أن قطر حظيت بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في العالم العربي، والتي اعتبرت مؤخرا الأفضل بلا منازع في هذا القرن، وكان نجاحها الذي شهد به الجميع تتويجا لاثني عشر عاما تخللها الكثير من الجهد المتواصل والابتكار والحماس الغامر الذي تتفرد به قطر، مبينا الدور الكبير الذي لعبته البطولة في تعريف العالم على دولة قطر، حيث رحبت الدولة بأكثر من 1.4 مليون زائر من جميع أنحاء العالم خلال فعاليات البطولة، وبالنسبة للكثيرين من هؤلاء الزوار، كانت الرحلة إلى قطر هي زيارتهم الأولى للمنطقة وأول تعارف حضاري، حيث استكشفوا خلالها التراث الحضاري للمنطقة واستمتعوا بحسن الضيافة العربية الأصيلة التي تتميز بها قطر.
أكبر الباكر: قطر شهدت في السنوات الـ12 التي سبقت البطولة تطويرًا هائلاً في بنيتها التحتية
كما أشار سعادة السيد أكبر الباكر إلى أن قطر شهدت، في السنوات الـ12 التي سبقت البطولة، تطويرا هائلا في بنيتها التحتية، سواء كانت تلك البنية التحتية التي تتطلبها البطولة الرياضية أو تمليها استراتيجية قطر الوطنية على المدى الطويل في مجال السياحة.
وسلط سعادة رئيس قطر للسياحة الضوء على هذه التطورات والتغييرات التي مرت بها الدولة خلال السنوات الماضية، والتي شملت بناء ثمانية ملاعب ذات تصميمات معمارية فريدة وشبكة أنفاق "مترو الدوحة" ومحطة جديدة لركاب الرحلات البحرية بميناء الدوحة وتوسعة جديدة ذات طابع جمالي لمطار حمد الدولي وتشييد مدينة لوسيل، وهي مدينة ذكية للمستقبل في قطر، بالإضافة إلى العديد من وجهات الجذب السياحي الفريدة من نوعها مثل حي مشيرب قلب الدوحة الذي يمثل نموذجا رائدا في تعزيز الاستدامة والحفاظ على التراث، ومزيجا فريدا يجسد الأصالة والحداثة على أرض قطر.
تعزيز النجاح
وأكد سعادته أن قطر للسياحة ملتزمة بتعزيز النجاح الذي تحقق خلال بطولة كأس العالم والبناء عليه عبر مواصلة الترويج لقطر كوجهة سفر عالمية المستوى، مضيفا أنه بفضل تراثنا وثقافتنا الغنية والبنية التحتية المتطورة وكرم الضيافة، فإن قطر تمتلك الكثير مما يمكنها أن تقدمه لجميع المسافرين باختلاف فئاتهم، وهي في سبيلها لأن تصبح إحدى أكثر الوجهات المرغوبة في العالم، مضيفا أن قطر للسياحة سعت لدعم نجاح البطولة، إلى جانب باقي الجهات والمؤسسات في الدولة التي لم تتردد في بذل كل جهد ممكن لتنظيم هذا الحدث التاريخي.
وأوضح أن قطر للسياحة أوفت بكل ما تعهدت به من أجل إنجاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والترويج للبلاد كوجهة سياحية رائدة عالميا، فقد شملت جهود قطر للسياحة اتخاذها عدة مبادرات بهدف تعزيز البنية التحتية للقطاع السياحي وتطوير منتجات وتجارب سياحية جديدة وتعزيز حضور التراث والثقافة الغنية في كل ما تقدمه قطر لزوارها وإبراز جمال الطبيعة فيها، قائلا "قبل كل شيء، كانت أولويتنا الأولى هي ضمان توفير تجربة استثنائية لا تنسى للزوار في كل نقطة خلال زيارتهم إلى قطر، وهو هدف كان يتطلب تعاونا وثيقا مع شركائنا في القطاع الخاص".
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) June 14, 2023
أكبر الباكر في حوار مع #قنا: النجاح الكبير في استضافة المونديال انعكس إيجابا على أداء القطاع السياحي في دولة #قطر pic.twitter.com/d0O3SRdCEO
وذكر سعادته أن قطر للسياحة عملت مع شركائها لضمان تطبيق أعلى المعايير عبر جميع مراحل الزيارة، بداية من توفير التدريب اللازم للموظفين الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الزوار والمشجعين مثل موظفي الاستقبال في الفنادق ورجال الأمن في مراكز التسوق وموظفي المطاعم، وكذلك إطلاق مبادرة ترخيص وتشغيل بيوت العطلات وإتاحتها للإيجار خلال البطولة، وقامت بتدريب أكثر من 33 ألف موظف ممن يتعاملون وجها لوجه مع زوار قطر وذلك من خلال برنامج "مضياف قطر" حيث تم تزويدهم بالمهارات المهنية اللازمة والتي تضمن استعدادهم لإرشاد الزوار في كل مرحلة من مراحل الزيارة. أما على المستوى الدولي، فقد قامت قطر للسياحة بالترويج لعروض قطر ومنتجاتها السياحية بين أكثر من 700 من شركائنا من منظمي الرحلات عبر العالم.
قطر للسياحة أصدرت قبل المونديال أكثر من 3500 رخصة لتشغيل بيوت العطلات والتي شملت أكثر من 9500 غرفة
ونوه سعادة السيد أكبر الباكر إلى أن قطر للسياحة أصدرت، قبل انطلاق البطولة، أكثر من 3500 رخصة لتشغيل بيوت العطلات والتي شملت أكثر من 9500 غرفة، مما عزز من خيارات الإقامة لدى زوار قطر خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كما حرصت قطر للسياحة على تنظيم وترخيص هذه البيوت بما يضمن تقديم تجربة سياحية آمنة وممتعة لزوار قطر.
وحول التعاون بين قطر للسياحة واللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد الدولي لكرة القدم، تحدث سعادة الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية عن الصعوبة التي تواجه الجماهير الراغبة بدخول البلد المستضيف لكأس العالم، الأمر الذي دفع الجهات الثلاث إلى تطوير تطبيق "هيّا" والذي سهّل إجراءات الدخول للضيوف وجعل دخولهم إلى قطر لا يتطلب سوى بضع لمسات من أصابعهم، مشددا على أن التحول الرقمي الذي نفذته قطر للسياحة عبر القطاع كان عاملاً حاسماً في الترويج للبلاد، حيث حصدت قطر للسياحة حتى الآن 13 جائزة دولية مرموقة تقديراً لجهودها في التحول الرقمي، مما يمثل دليلاً على نجاحها في الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها في تحسين تجارب الزوار وزيادة اندماجهم وتعزيز مسيرة النمو في القطاع السياحي.
جهود قطر للسياحة
ولفت سعادته إلى أن جهود قطر للسياحة لم تقتصر على إعداد الكوادر والمساهمة في تهيئة الخدمات اللوجستية لاستضافة البطولة العالمية، فقد عملت مع مختلف المؤسسات لإثراء التجربة السياحية في الدولة، حيث شدد سعادة السيد أكبر الباكر على أن قطر للسياحة أظهرت التزاماً قوياً بتطوير قطاع السياحة في الدولة من خلال جهودها التعاونية مع مختلف المؤسسات والهيئات، مشيرا إلى العديد من المبادرات المشتركة مثل حملة الترويج التعليمية التي أطلقتها قطر للسياحة بالتعاون مع مؤسسة قطر وجامعة قطر، والتي تهدف للترويج لدولة قطر كمركز تعليمي يقدم تعليماً عالياً رفيع المستوى، حيث استهدفت الحملة الطلاب وأولياء الأمور في جميع أنحاء المنطقة، وسلطت الضوء على المزايا التي تجعل من قطر وجهة مثالية لمتابعة دراستهم.
وأضاف أن "رزنامة قطر" الشهرية التي تصدرها قطر للسياحة، والتي تحوي جميع المعلومات التي يوفرها الشركاء وتروج لفعالياتهم، تعتبر مثالاً آخر على هذا التعاون، فهي توفر لسكان قطر وزوارها على السواء جميع المعلومات اللازمة مثل طبيعة الفعاليات ومكان إقامتها ومواقيتها، كما نجحت قطر للسياحة من خلال فعاليات مهرجان "قطر لايف" في دعم الوجهات الترفيهية مثل مسرح كتارا المكشوف بعروض لا تُنسى خلال مهرجان كتارا للخيول، وكذلك الترويج لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية ومعرض كتارا الدولي للصيد والصقور.
كما أبرز سعادته، في حواره مع "قنا"، التعاون السنوي بين قطر للسياحة مع العديد من مراكز التسوق لإقامة مهرجانها السنوي الرائد "مهرجان قطر للتسوق" وذلك لاستقطاب رواد المهرجان والاستمتاع بالعروض الفريدة التي توفرها، لافتا إلى أن احتفالات ومهرجانات العيد تسلط الضوء دائماً على التعاون الوثيق مع أبرز الشركاء في القطاعين الخاص والعام.
من المنطقي أن تستمر قطر في جذب اهتمام المسافرين لما تتمتع به من مزيج فريد من نوعه من الحداثة والأصالة التراثية
ونظرا للجهود المشتركة التي تم بذلها لتهيئة الدولة لاستضافة الزوار من جميع أنحاء العالم خلال المونديال، أبرز سعادة السيد أكبر الباكر أنه من المنطقي أن تستمر قطر في جذب اهتمام المسافرين لما تتمتع به من مزيج فريد من نوعه من الحداثة والأصالة التراثية، بالإضافة إلى المعارض والفعاليات التي تستضيفها الدولة على مدار السنة، مبينا أن قطر رسخت مكانتها كوجهة رئيسية للمسافرين الذين يأتون إليها بغرض الترفيه والعمل معاً، قائلاً "لدينا رزنامة متنوعة من الفعاليات والمهرجانات الدورية، فيمكن للزوار دائماً الاستمتاع بهذه الرزنامة وما تتضمنه من فعاليات وأنشطة ترفيهية وثقافية تقام على مدار العام.
وعلى سبيل المثال لا الحصر –بحسب الباكر- هناك معرض الدوحة للمجوهرات والساعات ومهرجان قطر الدولي للأغذية، وهما فعاليتان تنظمهما قطر للسياحة سنوياً وتجتذبان زواراً من جميع أنحاء العالم. وهناك أيضاً سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1 ومعرض جنيف الدولي للسيارات - قطر المقرر إقامتهما في أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى المعرض الدولي للبستنة "إكسبو الدوحة 2023"، ولدينا باقة أخرى من الفعاليات والأنشطة التي ستتواصل على مدار العام، ومن المتوقع أن تجتذب أعداداً كبيرة من الزوار من جميع أنحاء العالم".
بالإضافة إلى المهتمين بالثقافة والتقاليد العربية والفعاليات والمهرجانات التي تقام في الدولة، أشار سعادته إلى أن قطر أصحبت أيضاً وجهة مثالية وجوهرة مكنونة لدى المشاهير وكبار الشخصيات ممن يتطلعون للتسوق الفاخر وتناول الطعام في أفخم المطاعم ويستمتعون بعطلاتهم دون أن يعكر صفوهم زحام أو فضول أو طلبات تصوير، متطرقا إلى خاصية مهمة أخرى لدولة قطر تجعلها جذابة لجميع المسافرين والزوار، وهي الأمن، حيث تصنف قطر باستمرار كواحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم.
أمن وأمان قطر
وحول هذا الموضوع، قال سعادته إنهم يعتبرون الأمن والأمان في قطر ميزة كبرى، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بعطلتهم حين يدركون أنهم في إحدى أكثر دول العالم أماناً. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتباط قطر بالعالم يجعل السفر إليها والتنقل فيها واستكشافها أمراً ميسوراً، وخصوصا مع وجود شبكة مواصلات وبنية تحتية عصرية متطورة توفر العديد من خيارات التنقل للمسافرين، مشددا على أن الأمن والأمان اللذين تتمتع بهما دولة قطر، بالإضافة إلى البنية التحتية المتطورة والطبيعية الثقافية الفريدة للبلاد، جعلت منها وجهة مثالية للعائلات، حيث ذكر سعادة السيد أكبر الباكر أن قطر أصبحت بالفعل وجهة مثالية لقضاء العطلات العائلية نظراً لوفرة الحدائق الترفيهية والشواطئ الجميلة والمعالم الثقافية والفعاليات الرياضية والفنادق الملائمة للعائلات، كما أن هناك العديد من المتنزهات الترفيهية مثل "أنجري بيردز ورلد" و"كيدزانيا" التي تقدم الترفيه لجميع الأعمار.
قطر توفر لزوارها العديد من خيارات الشواطئ مثل كتارا وسيلين والخليج الغربي وهي وجهات مثالية للاسترخاء والمرح
ولفت سعادة السيد أكبر الباكر إلى أن قطر توفر أيضاً لزوارها العديد من خيارات الشواطئ، مثل شاطئ كتارا وشاطئ سيلين وشاطئ الخليج الغربي، وهي وجهات مثالية للاسترخاء والمرح، ويمكن لهم التعرف على تراث قطر وثقافتها الغنية من خلال متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني والحي الثقافي كتارا وسوق واقف، بالإضافة إلى ذلك، تتوفر بالفنادق الملائمة للعائلات جميع وسائل الراحة مثل نوادي الأطفال وحمامات السباحة والملاعب، مما يضمن إقامة مريحة وآمنة للعائلات.
وقال سعادة السيد أكبر الباكر رئيس قطر للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية "إن قطر تقدم مزيجا مثاليا من الترفيه والثقافة والاستجمام للعائلات التي تتطلع إلى عيش تجارب رائعة وخلق ذكريات لا تنسى، ومن المهم الإشارة إلى أن المرافق والفعاليات الملائمة للعوائل في قطر جعلتها وجهة جذابة للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي".
استراتيجية قطر للسياحة
وحول استراتيجية قطر للسياحة لاستقطاب الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، وكيف يمكن للدوحة أن تميز نفسها عن غيرها من مدن المنطقة فيما يتعلق بالمعالم السياحية والعروض والفعاليات، شدد سعادته على أن قطر تسعى دائما لتحقيق التميز عبر مساعيها للتحول إلى وجهة ثقافية مزدهرة تحتضن المراكز والمعارض الفنية والمتاحف عالمية المستوى.
وقال سعادته "نحن نولي أهمية كبيرة لتعزيز حضور التراث والثقافة القطرية الغنية بتنوعها، وقد نجحنا بالفعل في ترسيخ مكانة قطر كوجهة ثقافية ومركز عالمي للفنون والابتكار."، وأوضح أنه بفضل القيم الثقافية والتقاليد المشتركة والجوار الجغرافي والموارد السياحية وعروض الترفيه والضيافة الفريدة، لا تزال قطر تمثل وجهة سياحية مفضلة لدى الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا المملكة العربية السعودية، مضيفا أن قطر تعتبر حاليا خيارا مثاليا للزوار القادمين من دول مجلس التعاون نظرا لإمكانية الوصول إليها عن طريق البر والبحر والجو، والأهم من ذلك، يحظى زوار قطر بمجموعة متنوعة من عروض الترفيه التي تلبي تطلعات واهتمامات جميع أفراد الأسرة.
وأشار سعادة رئيس قطر للسياحة إلى أن التوسع والنمو الأخير الذي شهده القطاع السياحي من فنادق ومنتجعات ملائمة للعائلات القادمة من بلدان المنطقة يمثل المزيد من المزايا التي تشجع هؤلاء الزوار على القدوم إلى قطر، حيث يكتشفون في كل مرة جديدا يمكنهم رؤيته في قطر، مؤكدا على أن قطر أثبتت بالفعل أنها وجهة مثالية خلال فترات الأعياد الوطنية والمناسبات الخاصة، ولذلك تتوقع قطر للسياحة تدفقات كبيرة للزوار خلال عطلات الأعياد المقبلة.
نحرص على المشاركة في معارض السفر والسياحة بالمنطقة لتسليط الضوء على أبرز معالم الجذب والعروض السياحية الجديدة التي توفرها قطر لزوارها
وفيما يتعلق بالحملات الترويجية التي تستهدف تعزيز مكانة قطر كوجهة جاذبة للزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، لفت سعادته إلى أن قطر للسياحة أطلقت حملة "الشتاء في قطر"، وبالإضافة إلى ذلك، تحرص قطر للسياحة على المشاركة في معارض السفر والسياحة في المنطقة حتى يتسنى لها تسليط الضوء على أبرز معالم الجذب والعروض السياحية الجديدة التي توفرها قطر لزوارها، مضيفا أن قطر للسياحة شاركت في أواخر شهر مارس من العام الجاري بمعرض جدة الدولي للسفر والسياحة 2023، وهو أول مشاركة رسمية لقطر في المملكة العربية السعودية منذ عام 2017، كما شاركت مؤخرا في معرض الرياض للسفر الذي اختتم في 24 مايو، مما يعزز من علاقتها مع شركاء السفر والسياحة في المنطقة.
وركز سعادة السيد أكبر الباكر رئيس قطر للسياحة، والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، على البواخر السياحية العالمية التي تمثل مصدرا حيويا لتعزيز النمو في قطاع السياحة البحرية في قطر، حيث استقبل ميناء الدوحة منذ نهاية عام 2022 العديد من البواخر وعلى متنها آلاف الزوار من مختلف دول العالم.
وحول حركة البواخر السياحية في ميناء حمد، قال سعادته:" نعتبر قطاع السياحة البحرية مكونا رئيسيا ضمن عملية تنمية وتطوير صناعة السياحة عموما في قطر. ولا شك أن الموقع الاستراتيجي الحيوي الذي تشغله قطر وإطلالتها البحرية الكبيرة على شاطئ الخليج العربي ومرافق البنية التحتية عالمية المستوى تجعلها وجهة رائدة لشركات الملاحة البحرية التي تتطلع إلى تعزيز مسارات رحلاتها عبر المنطقة"، لافتا إلى أن قطر وجهت استثمارات كبيرة من أجل تطوير قطاع السياحة البحرية وتشييد مرافق متطورة بما يتيح استقبال السفن السياحية العملاقة، مضيفا أن ميناء الدوحة أصبح بوابة قطر للسياحة البحرية وخصوصا بعد عملية التطوير الهائلة التي شملته، حيث بات يضم محطة لاستقبال مسافري الرحلات البحرية يمكنها استيعاب 12 ألف مسافر يوميا، وهي مجهزة بجميع وسائل الراحة والخدمات بما يضمن تقديم تجربة سياحية سلسة وممتعة لزوار الرحلات البحرية.
طفرة بأعداد الزوار
ولفت إلى أن عدد زوار قطر الذين وصلوا إليها على متن سفن سياحية بلغ 162 ألفا و403 زائرين خلال الفترة من ديسمبر 2022 إلى فبراير 2023، أي بزيادة قدرها 184 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها في الموسم السابق (حيث بلغ حينها 57 ألفا و202 زائر).
واضاف سعادته أن سفنا سياحية عالمية مثل الباخرة السياحية الإيطالية "كوستا توسكانا" والباخرة الألمانية "عايدة كوزما" واليخت الفاخر "إميرالد أزورا" رست في ميناء الدوحة خلال هذه الفترة، مثلما شهد هذا الموسم أيضا، وللمرة الأولى، انطلاق رحلات للباخرتين "أم أس سي" و"كوستا كروزس" من ميناء الدوحة، حيث حظي المسافرون فيهما برحلات بحرية عبر منطقة الخليج استمرت الواحدة 7 ليال.
وأوضح سعادته أن قطر ما زالت تتخذ المزيد من الخطوات المهمة لتعزيز مكانتها كوجهة رائدة لسياحة الرحلات البحرية في المنطقة، حيث ذكر أن زوار الرحلات البحرية إلى الدوحة يحظون باستقبال حافل في محطة المسافرين الجديدة في ميناء الدوحة، وهي تتميز بطراز معماري عربي، كما أصبح ميناء الدوحة أيضا وجهة رائعة وخصوصا بعد التطوير الشامل الذي خضع له مؤخرا، حيث أصبح يضم الآن "حي الميناء" الجديد بما يوفره للزوار من خيارات لتناول الطعام والشراب مع إطلالات رائعة على أفق الدوحة، ويضاف إلى ذلك أن ميناء الدوحة يقع على مقربة شديدة من أبرز معالم الجذب السياحي في الدوحة، ولا يفصله عنها سوى مسافة قصيرة سيرا على القدمين أو بالسيارة مثل متحف قطر الوطني وسوق واقف ومشيرب قلب الدوحة وكورنيش الدوحة.
قطر للسياحة تعلق أهمية كبيرة على تنمية قطاع السياحة البحرية
وأفاد سعادة السيد أكبر الباكر، في حديثه عن السياحة البحرية بأن قطر للسياحة تعلق أهمية كبيرة على تنمية قطاع السياحة البحرية، إذ يمكنه أن يدعم النمو في الاقتصاد الوطني، ويتيح لآلاف الزوار التعرف على التجارب السياحية الفريدة والجمال الطبيعي الذي تزخر به قطر، كما أنها تركز أيضا على إبراز المواقع السياحية خارج الدوحة، وذلك بالتعاون المستمر مع شركائها للترويج لمعالم الجذب السياحي وتطوير المقومات السياحية داخل الدوحة وخارجها.
وأشار سعادته إلى أن قطر للسياحة أبرمت مؤخرا شراكة مع الخطوط الجوية القطرية لاستضافة كأس العالم للتزلج الشراعي الحر 2023 في منتجع فويرط الشاطئي الذي أصبح يمثل وجهة عالمية المستوى لعشاق الرياضات المائية ومن الأماكن الرائعة لقضاء عطلة مثالية رفقة العائلة والأصدقاء، ويقع على بعد ساعة بالسيارة شمال الدوحة، كما قامت بالترويج لمنتجع هو الأول من نوعه في قطر وهو "ذا آوت بوست البراري" والذي يقع في محمية طبيعية مذهلة وتحيط به كثبان رملية شاهقة وصحراء ممتدة، مشيرا إلى أن قطر طورت مؤخرا أول حديقة لحيوان الباندا في الشرق الأوسط، وتقع على بعد 50 كيلومترا شمال الدوحة، حيث يمكن للزوار الاقتراب من اثنين من حيوان الباندا يعيشان في بيت "باندا" فسيح ومصمم خصيصا لذلك.
فعاليات وعروض ترفيهية
أما بالنسبة للدوحة، فقد ذكر سعادة رئيس قطر للسياحة أن هناك فعاليات وعروضا ترفيهية تقام على مدار العام وتستقطب الزوار من المنطقة وخارجها، فقد أقامت قطر للسياحة، في هذا الصدد، احتفالات عيد الفطر الماضي في جميع أنحاء الدوحة، حيث استضافت قاعة لوسيل متعددة الأغراض عرض "شون ذا شيب" المحبب بشدة لدى الأطفال على مدى ثلاثة أيام فيما شاركت نخبة من أشهر الفنانين بالمنطقة في حفلات غنائية حية. وفي الوقت نفسه، استضافت المدينة الآسيوية مهرجانا رياضيا وعروضا مسرحية حية شارك بها أبرز الفنانين والمطربين، حيث تبرز هذه الجهود التي تبذلها قطر للسياحة وشركاؤها أهمية قطاع السياحة باعتباره ركيزة أساسية للتنويع الاقتصادي لدولة قطر في إطار رؤية قطر الوطنية 2030.
وحول هذا الموضوع، قال السيد أكبر الباكر "نحن في وضعية جيدة تؤهلنا لتحقيق أهداف استراتيجيتنا لعام 2030. وقطر بما توفر لزوارها من تجارب وعروض سياحية جديدة وفريدة في مكان واحدة، أصبحت وجهة مفضلة في الشرق الأوسط. كما أن استراتيجيتنا السياحية تستند إلى أبحاث دقيقة تم خلالها تحديد الأسباب الرئيسية التي تدفع لاختيار هذه الوجهة أو تلك وقمنا بتطوير هذه الرؤية استنادا إلى الموارد السياحية التي تمتلكها قطر.
ويستكمل الباكر: نتيجة لذلك، نركز على 6 مجالات رئيسية هي بمثابة آفاق للنمو وكذلك زيادة عدد زوارنا الدوليين، ونثق أن الالتزام بهذه الاستراتيجية المدروسة جيدا سوف يضمن لنا تحقيق رؤيتنا"، لافتا إلى أن تحقيق الإستراتيجية السياحية مدعوم بقدرة قطر على تقديم تجارب سياحية لا تضاهى بما يجعل منها وجهة فريدة بالفعل.
زوارنا يندهشون حين يعرفون أن لدينا مناظر طبيعية رائعة في قلب الصحراء وأن لدينا موقعا تراثيا مدرجا ضمن لائحة اليونسكو
وأضاف "يندهش زوارنا حين يعرفون أن لدينا مناظر طبيعية رائعة في قلب الصحراء، وأن لدينا موقعا تراثيا مدرجا ضمن لائحة اليونسكو، ولدينا أول منتجع صحي عصري في العالم يمزج مبادئ الطب العربي والطب الإسلامي. وهذه المقومات السياحية، وغيرها تتيح لقطر تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة عالميا وتقديم عطلات مثالية لا تتوفر في أي وجهة أخرى".
وأشار سعادته إلى أن قطر للسياحة تعزز استراتيجيتها برزنامة من الفعاليات المتنوعة والمهرجانات التي تتواصل على مدار العام، منوها إلى أنه في إطار الحفاظ على إرثها الرياضي، استضافت قطر أكثر من 600 فعالية رياضية خلال السنوات العشر الماضية وستواصل نهجها في استضافة البطولات الرياضية الكبرى مثل سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1 المقرر في أكتوبر المقبل، مبينا أن قطر تمتلك سجلا حافلا في استضافة فعاليات الأعمال والمؤتمرات الكبرى، حيث اختتم مؤخرا المؤتمر السنوي التاسع لمنظمي حفلات الزفاف الفاخرة، وهو أكبر فعالية من نوعها في العالم في قطاع حفلات الزفاف.
قطر للسياحة تسعى دائما إلى تعزيز مكانة البلاد في المحافل الدولية
وأكد سعادة السيد أكبر الباكر على أن قطر للسياحة تسعى دائما إلى تعزيز مكانة البلاد في المحافل الدولية عبر العمل والتعاون مع الشركاء وقيادة الوفود القطرية للمشاركة في أبرز معارض السفر والسياحة في جميع أنحاء العالم مثل سوق السفر العربي، وبورصة برلين السياحية، ومعرض سوق السفر الدولي الفاخر بآسيا والمحيط الهادئ، ومعرض سي تريد جلوبال، ومعرض الرياض للسفر.
وفي ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، شدد سعادة السيد أكبر الباكر رئيس قطر للسياحة والرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، على موقع قطر المميز، حيث إنها تقع في مكان استراتيجي وحيوي، يضعها على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، ويعزز من أهمية موقعها امتلاكها للخطوط الجوية القطرية بشبكة وجهاتها العالمية وكذلك مطار حمد الدولي، فضلا عما يتوفر لديها من مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التي تلبي تطلعات جميع المسافرين باختلاف فئاتهم، مما يجعلها في وضعية جيدة تؤهلها لأن تصبح وجهة سياحية رائدة عالميا.