دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المسلمين إلى اغتنام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة في الإكثار من الطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، باعتبار هذه الأيام أحد مواسم الخير.
وأكدت الوزارة، في بيان لها اليوم السبت، على عظمة شهر ذي الحجة، والعشر الأوائل منه خاصة، والتي أقسم الله تعالى بها في كتابة الكريم تأكيدا لفضلها، داعية إلى الفرار إلى الله تعالى بالتوبة النصوح والإكثار من عمل الخير في هذه الأيام المباركة..
وفيما يلي البيان: "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد أوشك هلال ذي الحجة على الظهور، وشهر ذي الحجة شهر عظيم، وللعشر الأوائل منه فضيلة خاصة، وقد أقسم الله بها في كتابه الكريم، تأكيدا لفضلها، فقال تعالى: "والفجر * وليال عشر"، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فضلها بقوله: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء".. رواه والبخاري وغيره.
ومن أفضل الأعمال في هذه الأيام:
1- الحج: وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من حج، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" .. متفق عليه، وقال أيضا: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه.
2- صيام التسع من ذي الحجة أو ما تيسر منها، لأن الصيام من العمل الصالح .. فعن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" .. رواه أحمد والنسائي .. والمراد التسعة الأولى من ذي الحجة، إذ يحرم صوم يوم النحر اتفاقا.
وآكدها صيام يوم عرفة: قال صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة: "إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده، والسنة التي قبله".. رواه مسلم.
3- الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد لقوله صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن من التهليل والتسبيح والتكبير والتحميد".. رواه أحمد وغيره. والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة بالمحافظة على الصلوات المفروضة ونوافل العبادات، والإكثار من الصدقات وتلاوة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام.
4- ويشرع في يوم النحر ذبح الأضاحي، والأضحية سنة مؤكدة يكره لمن قدر عليها أن يتركها، لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: "من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلانا"، كأنه يستنكر عليه، والأضحية تكون من بهيمة الأنعام، الإبل والبقر والغنم، ويدخل في مسمى الغنم الضأن والماعز، والأفضل أن تذبح في بلد المضحي، وأن يباشرها بنفسه، وأن يذبحها بيده إن كان يجيد ذلك، أو يشاهدها لأن في ذلك تحقيقا للسنة.. عن أنس رضي الله عنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمى، وكبر" .. متفق عليه.
فإننا نهيب بالمسلمين جميعا اغتنام هذه الفرصة من مواسم الخير، والفرار إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، والإكثار من عمل الخير، وأن يستغلها المسلم فيما شرع فيها.