أقام مركز قطر للشعر "ديوان العرب"، التابع لوزارة الثقافة، ندوة بعنوان "النقد في الأدب" ضمن فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي انطلق تحت شعار "بالقراءة نرتقي".
وشارك في الندوة كل من الشعراء شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر، والكاتب والناقد علي المسعودي، والشاعر عبدالحميد اليوسف ، وقدمها الإعلامي عطا محمد.
وقال الشاعر شبيب بن عرار النعيمي: إن توجه مركز قطر للشعر واستراتيجيته في التعامل مع الشعر تأتي وفق المنظور الأخلاقي الذي يرتقي بالمجتمع حسب المنهج القيمي الذي لا يفصل العمل الإبداعي عن إنتاج المبدع بحيث يتوافق ليكون عملاً أخلاقيًا مقرونًا بسلوك أخلاقي.
من جهته، تحدث الشاعر علي المسعودي عن دور المثقف ودور الجمهور كسلطة مراقبة يجب أن تكون شريكًا في النقد والفرز ولا تتحول إلى متلقّ فقط يمتص كل ما يتلقاه دون محاكمة أو استقراء. مقارنًا بين الناقد العربي القديم مثل قدامة بن جعفر وابن قتيبة وابن سلّام الذين انتموا لحضارتهم وثقافتهم وبين الناقد الحديث الذي وقع في فخ التغريب الممنهج فعزل نفسه عن الجمهور ورأى أنه أعلى منهم.
وأكد أن حضور الشعر في الذاكرة العربية باعتبار أمة العرب هي أمة البيان فكان أعلى ما أنتجته الشعر وصفوة شعرها هي المعلقات وصفوة المعلقات معلقة امرئ القيس وصفوة معلقة امري القيس قوله؛ (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل).
من جانبه، تناول الشاعر عبدالحميد اليوسف خلال الندوة المناهج النقدية الحديثة والمدارس المتنوعة التي تتناول بنية النص أو هيكل النص سواء الأدبية منها، أو الثقافية أو التشريحية التي تتوغل في المحتوى.
على صعيد متصل، نظم الصالون الثقافي ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين المقامة تحت شعار "بالقراءة نرتقي" ندوة بعنوان تأثير الخطاب الديني على الشباب إعلاميا. وشارك في الندوة التي قدمها السيد محمد الشبراوي الإعلامي مجاهد شرارة. وتناولت الندوة ثلاثة محاور وهي أزمة كورونا وتعامل العلماء معها والبودكاست والقنوات الدينية المتخصصة أما المحور الثالث فكان بعنوان الدعاة الجدد.
وأكد شرارة أن جائحة كورونا كانت من التحديات التي واجهها العالم، وأثرت في العالم الإسلامي بدرجة غير مسبوقة، فظهرت أسئلة عديدة تتعلق بالعبادات والمعاملات، وانبرى العلماء يقدمون فتاوى ترتبط ارتباطا وثيقًا بمجريات الأحداث، مثل كيف نؤدي صلاة الجماعة في ظل التباعد الاجتماعي؟ هل تصح الصلاة خلف الإمام عبر التلفزيون أو الإنترنت؟ كيف ننظر إلى نعم الله التي قيّدتها الجائحة وركّزت الأنظار عليها؟ وأضاف الإعلامي مجاهد شرارة أن العلماء تمتّعوا بمرونة كبيرة في التعامل مع مستجدات الأمور الطارئة، واقتربوا كثيرًا من احتياجات الشباب وقضايا المجتمع، ما انعكس إيجابيًا على الشباب وإقبالهم على ممارسة الشعائر الإسلامية الحنيفة.
وبخصوص البودكاست وانتشاره بين الأوساط المختلفة في المجتمع العربي والإسلامي، قال شرارة: إن إرهاصات البودكاست ظهرت عبر القنوات التلفزيونية الفضائية، إذ قدّمت للجمهور العام عددًا من البرامج التي تحدث فيها الشيوخ والعلماء للناس بشكل مباشر، وفي نطاق قضية ملحّة، ما ربط النَّاس بتلك الموضوعات، ومع التعرف إلى البودكاست في صورته الحالية توسعت رقعة الاهتمام به وازدادت درجة الإقبال عليه.
وفي معرض رده على سؤال: لماذا اتجه عدد من العلماء إلى منصة تيك توك؟ قال شرارة: إن طرق الأبواب على اختلافها من أجل الوصول إلى الشباب والتأثير فيهم نهج اتبعه عدد من العلماء، إذ إن ترك هذه المنصات بدعوى أنها تقدّم الترهات والسخافات لا يليق، إنما هي منصة يجب توظيفها بما يخدم دين الله، وعلى الدعاة أن يستثمرونها وأن يدعوا إلى الله على بصيرة، وأن يُفعّلوا المنهج الرباني "وليتلطّف"، وهذا أدعى لقبول ما يعرضونه على الشباب.