أطلق مركز العلوم البيئية بجامعة قطر، عددًا من صغار سلاحف "منقار الصقر" المهددة بالانقراض من شواطئ راس لفان الصناعية، في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على مكونات الحياة الفطرية، بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي.
وقال المركز في بيان صحفي اليوم الإثنين، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صغار سلاحف "منقار الصقر" من محمية راس لفان في خطوة تعزز جهود تجديد حياة هذا النوع من السلاحف في المياه الإقليمية لدولة قطر والخليج العربي، وحمايتها من خطر الانقراض الذي يهددها.
وأوضح أن أهم ما يميز راس لفان هذا العام زيادة أعداد أعشاش سلاحف "منقار الصقر"، وأيضا بداية عمليات الفقس التي بدأت بوادرها منذ ثلاثة أيام، حيث تم إطلاق عدد من صغار سلاحف "منقار الصقر" من مناطق التعشيش في هذه المحمية.
وأفاد البيان بأن هذه المبادرة تنفذ بالتعاون بين جامعة قطر ووزارة البيئة والتغير المناخي وبتمويل من شركة "قطر للطاقة" لغرض توفير حماية للسلاحف البحرية خلال فترات التعشيش والفقس سنويا، حيث أقيمت محميات طبيعية في كل من فويرط وراس لفان لهذا الغرض.
وجرت العادة منذ عام 2002 أن يباشر مركز العلوم البيئية بجامعة قطر في رصد ومراقبة سلاحف "منقار الصقر" حفاظا على مكونات الحياة الفطرية في دولة قطر وحماية السلاحف من خطر الانقراض الذي يهددها في مناطق مختلفة من بحار العالم.
وفي موسم معين من كل عام، تتجه مجموعات من سلاحف "منقار الصقر" للتعشيش في عدد من الشواطئ الشمالية للدولة، حيث يبدأ الموسم في أوائل أبريل إلى منتصف يونيو، ومع مطلع يونيو يبدأ موسم الفقس بعد مرور شهرين على عملية التعشيش.
ومن أشهر شواطئ التعشيش لتلك السلاحف، شواطئ فويرط وراس لفان والمرونة والغارية والحويلة والجساسية والمفجر، فضلا عن بعض الجزر القطرية مثل راس ركن وأم تيس وشراعوه وحالول.
وتعد محمية راس لفان إحدى أهم المحميات الطبيعية، وتحولت شواطئها إلى مناطق هامة لحماية السلاحف خلال فترات التعشيش والفقس، إذ توفر حماية للسلاحف وبيوضها وصغارها من الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها من قبل الطيور والثعالب التي توجد بشكل طبيعي في المنطقة.
د.مريم العلي المعاضيد: جامعة قطر للبحث والدراسات العليا تولي أهمية كبرى للمشاريع البيئية التي تساهم في الحفاظ على المنظومة الايكولوجية
وأكدت الدكتورة مريم العلي المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، على أهمية هذا المشروع، قائلة إن: "الجامعة تولي أهمية كبرى للمشاريع البيئية التي تساهم في الحفاظ على المنظومة الايكولوجية، لما لذلك من أهمية لحماية التوازن البيئي، ومن أهمها مشروع حماية السلاحف البحرية الذي يهدف لحماية سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض".
بدوره قال الدكتور حمد آل سعد الكواري مدير مركز العلوم البيئية في جامعة قطر، "إن زيادة أعداد صغار السلاحف ونجاح عمليات الفقس تمثل تعزيزا للدور الذي يقوم به المركز من أجل حماية الحياة الفطرية في دولة قطر".
كما أشار الكواري إلى أن نجاح هذا المشروع، يعد تتويجا للجهود العلمية والعملية التي يبذلها المركز، ويؤكد عليها من خلال تعاونه مع الجهات المعنية بالدولة، ومساهمته على المستوى الإقليمي والعالمي في تعزيز حماية السلاحف من خطر الانقراض، وأيضا لما تمثله السلاحف من دور هام في الحفاظ على التوازن البيئي".