نظمت مكتبة قطر الوطنية ندوة نقاشية بعنوان /دور المكتبات العامة والخاصة في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي/، بالتعاون مع /وزارة الثقافة والرياضة ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة/، وذلك ضمن احتفالات وفعاليات /الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية 2021/.
وسلطت الندوة الضوء على دور المكتبات في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي وأهمية الحفاظ عليه، فطوال العصور الذهبية للحضارة العربية والإسلامية، جسدت المكتبات العامة إحدى أبرز معالم النهضة العلمية عند العرب والمسلمين، وانتشرت خزائن الكتب في أقطار العالم الإسلامي، وعرف تاريخنا الإسلامي عصورا طويلة اتسعت فيها رقعة العلم والتأليف في كل الفنون والميادين، وكانت المكتبات الكبرى تشد إليها الرحال من جميع أقطار العالم لصيتها الذائع وندرة كتبها وطلبا للعلوم التي لا توجد في غيرها.
د. الكواري : مكتبة قطر الوطنية تجاوزت الدور التقليدي في المحافظة على التراث من خلال تبنيها للأساليب التكنولوجية المتقدمة
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية في كلمته الافتتاحية خلال الندوة : "إن المكتبة تقدم إسهامات فاعلة في فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، فهي إحدى قلاع التراث الثقافي بفضل ما تزخر به المكتبة التراثية بها من مخطوطات وخرائط نادرة توفر للمستفيدين معرفة تراثية واسعة بالتاريخ القطري خاصة.
وأوضح أن المكتبة تولي التراث الثقافي مكانته المتميزة اللائقة به، وقد تجاوزت المكتبة الدور التقليدي في المحافظة على التراث، من خلال تبنيها للأساليب التكنولوجية المتقدمة، وتوظيفها للوسائط الرقمية في رقمنة المخطوطات الإسلامية من مختلف مكتبات العالم حتى تبقى شاهدة على تاريخنا المشترك، وتظل مصدرا أساسيا من مصادر معرفتنا بكنوز التراث الفكري الذي عرفه المسلمون على امتداد قرون".
وأضاف: " أن مكتبة قطر الوطنية تؤمن بالحفاظ على التراث العربي والإسلامي، فهو أهم ركيزة في رسالتها، وعملت على تحقيق ذلك من خلال مد جسور التواصل مع المكتبات والأرشيفات والمؤسسات الثقافية العالمية من أجل الحصول على نسخة رقمية من الوثائق والمخطوطات والمؤلفات التي تمثل درة النتاج الفكري والعلمي للحضارة العربية والإسلامية في عصرها الذهبي ثم نشر هذه النسخ الرقمية في بوابة مكتبة قطر الرقمية، التي أثمرتها الشراكة الطويلة والبناءة مع المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر".
مشاركة متنوعة
كما شارك في الندوة نخبة من الضيوف والمتحدثين وهم الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو)، والسيدة سوزان ليفي، مدير مكتبة متحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى عدد من الخبراء في المكتبة وهم السيدة عبير الكواري، مدير إدارة البحوث وخدمات التعلم، والسيد مكسيم نصره، أخصائي صيانة الكتب، والسيد محمود زكي، أخصائي المخطوطات، وأدارت الندوة السيدة مريم المطوع، رئيس قسم إتاحة المجموعات في المكتبة التراثية.
وفي السياق ذكر الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو): أنه منذ أن أسس الخليفة العباسي المأمون بيت الحكمة في القرن الثالث الهجري، ظلت المكتبات العامة وعاء لحفظ التراث بمختلف أنواعه، وعبر القرون الماضية استطاعت هذه المكتبات الإبقاء على عدد كبير من هذه الثروات الثقافية الإسلامية، منوها إلى أنه على رغم ما واجهته من صعوبات وكوارث طبيعية وحروب، إلا أنها أصبحت بفضل هذه الأزمات مجتمعاتنا واعية بجذورها وأصولها ومدركة لثقافتها وهويتها، ودورنا كمنظمة إسلامية عالمية يكمن في وضع سياسات محكمة للاستفادة من هذه الكنوز العظيمة وإبراز دورها الثقافي والحضاري ونقلها للعالم للاستنارة والاستفادة منها.