تختتم إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية غدا الثلاثاء، فعاليات الموسم الثقافي الأول، وذلك في إطار سلسلة مشروعها الثقافي وندواتها العلمية والفكرية "ندوة الأمة".
وسيتم عقد الندوة الختامية تحت عنوان "الحواضن الثقافية: المجالس أنموذجا"، والتي ستعقد بقاعة مركز عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي.
الندوة تناقش آفاق الدور الذي اضطلعت وتضطلع به "المجالس" كحواضن ثقافية
وقال الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية: إن الندوة ستناقش آفاق الدور الذي اضطلعت وتضطلع به "المجالس" كحواضن ثقافية في الحفاظ على هوية الأمة وثقافة وتقاليد وعادات المجتمع القطري بشكل خاص والخليجي والعربي بصورة عامة على امتداد الزمن من خلال ثلاثة محاور رئيسة.
وأوضح أن الندوة في محورها الأول (المفهوم.. والوظيفة) تبحث في أبعاد مفهوم المجالس، وتنظر في وظيفتها الاجتماعية عبر التاريخ، وتتوقف عند مجالس الشعر في الجزيرة العربية، وتنتهي بالتأمل في الدور المتميز للمجالس في قطر، قديما وحديثا.
وأشار إلى أن محورها الثاني (البعد الثقافي للمجالس) يتناول آداب المجلس في الإسلام، ودور المجالس في تحقيق التراكم المعرفي والمحافظة على العادات والثقافات عبر الأجيال، وتغير أنماط الحياة وانعكاساته على استمرارية المجالس، وتأثير وسائل التواصل الحديثة على البعد الثقافي المتوارث لرسالة المجالس، بينما تسعى الندوة في محورها الثالث لاستشراف المستقبل، وتقديم رؤية تضمن استمرارية الدور المرتجى للمجالس، باعتبارها تشكل واحدة من أهم الحواضن الثقافية التي ساهمت في تماسك المجتمع والحفاظ على هويته.
الموسم الثاني لفعاليات "ندوة الأمة" يبدأ في أكتوبر المقبل
من ناحية أخرى، كشف الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني أن الموسم الثاني لفعاليات "ندوة الأمة" سوف يبدأ في أكتوبر المقبل تحت شعار: "قيمنا.. عماد الحضارة وسبيل النهوض"، موضحا أنه سيشتمل على أربع ندوات مهمة، حيث تناقش الندوة الأولى موضوع القيم الإسلامية باعتبارها "البديل الغائب"، وذلك في محاولة للبحث عن وسائل وكيفيات استدعاء هذا البديل، وتحقيق الشهود الحضاري، انطلاقا من أن قيمنا تشكل أهم مقومات الإمكان لمعاودة النهوض، وأن الحضارة المعاصرة في حاجة لهذه القيم.
ونوه بأن الندوة الثانية تطرح إشكالية "البناء القيمي للأسرة"، انطلاقا من أن الأسرة تعتبر ركيزة المجتمع الأساسية، وسلم الارتقاء الحضاري، حيث تبحث في هذا الإطار عناصر وأدوات وطرق استهداف مكونات التماسك الأسري، كما تطرح رؤية مستقبلية لسبل مواجهة هذا الاستهداف والوقاية من التفكك وإمكانية النهوض.
وذكر أن الندوة الثالثة سوف تطرح موضوع "ثقافة الاعتدال والتسامح" للبحث والنظر فيه من خلال الرؤية القرآنية، وواقع الحال على مستوى (الذات) و(الآخر)، ومن ثم التطلع إلى تفعيل دور المؤسسات المختلفة للارتقاء بهذه الثقافة، واستدعاء فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كأنموذج حديث متميز شهد له العالم.
وأضاف أن الندوة الرابعة ستكون بعنوان: "في مواجهة الإلحاد المعاصر"وستناقش ظاهرة الإلحاد في المجتمع الغربي، ومحاولات تصديرها للمجتمع المسلم، والنظر إليها كأداة من أدوات الحرب الحديثة على الإسلام، والبحث في سبل الوقاية منها، ومعالجة آثارها.
جدير بالذكر أن "ندوة الأمة" مشروع ثقافي، وندوات علمية فكرية، ربع سنوية، تنظمها إدارة البحوث والدراسات الإسلامية؛ لمناقشة عدد من أكثر القضايا والمشكلات إلحاحا على مستوى المجتمع والأمة، مع ثلة من المفكرين والعلماء والباحثين.