أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، اليوم، أن استضافة الدوحة للاجتماع الثاني للمجموعة الخماسية بشأن لبنان يأتي حرصا منها على تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في هذا البلد، ووقوفها الدائم مع الشعب اللبناني الشقيق في جميع المنعطفات التي مر بها، مشددا على أن هذا الدعم سيبقى مستمرا في الفترة المقبلة.
وأشار الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية التي تنظمها وزارة الخارجية، إلى أن هذا الاجتماع نتيجة جهد واتصالات من المسؤولين القطريين مع نظرائهم اللبنانيين، والعديد من الزيارات واللقاءات المتبادلة مع أصحاب المصلحة، لافتا إلى أن الدعم القطري للبنان مستمر منذ بداية تأسيس العلاقات بين البلدين ولن يتوقف، مفرقا بين الدعم الإنساني والدعم الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان اليوم، والذي يتطلب وجود رئيس وحكومة ذات تفويض سياسي واضح.
وأشار إلى أن قطر ساهمت في دعم الجيش اللبناني بـ60 مليون دولار خلال السنوات الماضية، وبـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام خلال الفترة من يوليو 2021 إلى يوليو 2022، إضافة إلى الدعم الذي قدمه صندوق قطر للتنمية لوزارة الصحة اللبنانية عام 2022 وتعهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في عام 2020، بدعم لبنان بـ50 مليون دولار عقب انفجار مرفأ بيروت.
المناقشات دارت حول الرسائل الخاصة والعامة التي سترسل إلى القيادات اللبنانية من قبل الدول المجتمعة
واستعرض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المناقشات التي دارت خلال الاجتماع الثاني للمجموعة الخماسية بشأن لبنان المتعلقة بالوضع الراهن هناك، لاسيما القضايا السياسية والاقتصادية، موضحا أنها دارت حول الرسائل الخاصة والعامة التي سترسل إلى القيادات اللبنانية من قبل الدول المجتمعة، وكذلك مواصفات الرئيس اللبناني في ظل الفراغ السياسي الحالي وضرورة أن يتسم بالنزاهة والقدرة على توحيد البلاد وتطبيق مبدأ الشفافية والمحاسبة ويقدم مصلحة الشعب اللبناني فوق كل شيء ويقود لبنان نحو الوحدة الوطنية وينفذ إصلاحات اقتصادية مهمة.
وأضاف أنه تم التأكيد خلال الاجتماع على التزام المجتمع الدولي بسيادة لبنان واستقلاله وضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية ومالية تستجيب لمصالح الشعب اللبناني بما يتماشى مع توصيات وخطط العمل التي نوقشت مع صندوق النقد الدولي، لافتا إلى أن المجتمعين أكدوا على أهمية تعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد والإفلات من العقاب وضمان المحاسبة العادلة واستقلال القضاء وتمكينه؛ من أجل القيام بواجباته التي تشمل استمرار التحقيق في حادث انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وناشدوا البرلمان اللبناني بأن يعقد اجتماعا بشكل عاجل وينتخب رئيسا ويشكل حكومة ذات صلاحيات وبدون تأخير.
التوافق الدولي حول لبنان
وشدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري أن اجتماع دولة قطر والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية يمثل فرصة مهمة لإيضاح كيف يتم التوافق الدولي حول لبنان، خاصة وأن هذه الدول تمثل ركائز في التعامل مع السياسة اللبنانية، وبالتالي فإن مسؤوليها أرادوا التأكيد على أن هناك توافقا حول التعامل مع الأزمة اللبنانية وأنهم يتعهدون بالاستمرار في دعم لبنان فور خروجه من أزمته الدستورية الحالية، مبينا أنه على أثر الاجتماع الثاني تم إصدار أول بيان مشترك يدعو إلى أن يكون حل هذه الأزمة لبنانيا خالصا ويتم عبر التوافق وأن دور المجتمع الدولي هو الضغط الإيجابي لأن تقوم الأطراف اللبنانية بتحقيق تطلعات الشعب ومن ثم الإصلاحات الاقتصادية التي يحتاجها لبنان وبما يتماشى مع التزاماته الدولية، ولافتا إلى أن المجتمعين اشترطوا استمرار الدعم بانتخاب الرئيس واختيار الحكومة.
ونبه الدكتور ماجد الأنصاري إلى أن البيان وجه رسالة تحذير عامة لجميع الأطراف اللبنانية بعدم عرقلة هذه الجهود لتأثيرها المباشر على مستقبل لبنان وازدهاره واستقراره، وأكد على الدعم المستمر للبنان في حالة التوصل إلى توافق كما لم يحدد البيان جدولا زمنيا لتطبيق هذه الإصلاحات كانتخاب رئيس وتشكيل حكومة لأن الوضع لايزال معقدا.
قطر ترحب بالبيان الختامي لقمة دول جوار السودان
وحول الوضع في السودان، أعرب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عن ترحيب دولة قطر بالبيان الختامي لقمة دول جوار السودان، التي عقدت في القاهرة، واعتبرته خطوة مهمة ضمن المساعي الإقليمية والدولية الرامية لوقف القتال هناك بالحوار والطرق السلمية، ودعمت عبر بيان لها مخرجات القمة وجميع الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء حالة القتال هناك، معربة عن أملها في الوصول إلى اتفاق شامل وسلام مستدام، يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية نشاط الوزارة خلال الأسبوع الماضي وعلى رأسها لقاءات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع كل من سعادة الدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وسعادة السيد سيباستيان لوكورنو وزير الدفاع الفرنسي، وسعادة السيد جان إيف لودريان مبعوث الرئيس الفرنسي للبنان، واتصالات معاليه مع سعادة السيد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة السيناتور بوب مينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ومشاركة قطر في الاجتماع الثالث بين دول مجلس التعاون وروسيا وجلسة النقاش الطارئ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف في دورته الـ53 حول مواجهة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداء والعنف، وكذلك تطرق إلى عقد لجنة التشاور السياسية بين وزارتي الخارجية في قطر وجمهورية مصر العربية لاجتماعها الثاني في الدوحة، وتوقيع دولة قطر وجمهورية جزر مارشال بيانا لإقامة علاقات دبلوماسية.