قال دولة السيد فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان إن جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها اليوم مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كان ناجحة للغاية، وتوجت بالإعلان عن الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأكد دولة رئيس وزراء اليابان، في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته للدوحة، عزم اليابان على توسيع التعاون مع دولة قطر ليشمل مجالات عدة منها الدبلوماسية والأمنية والبنية التحتية والاستثمار والثقافة والتبادل الأكاديمي.
وأضاف أن العلاقات اليابانية القطرية شهدت تطورا كبيرا مؤخرا، حيث تخطى التعاون حدود الطاقة التقليدية إلى العديد من المجالات لتشمل على سبيل المثال استخدامات الطاقة المتجددة على غرار التحول إلى الطاقة الشمسية والاعتماد على الطاقة الخالية من الكربون، وتنمية مجالات التعاون في البنية التحتية.
ونوه بالدور الفعال الذي تلعبه دولة قطر لضمان أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا في هذا الصدد أن اليابان طورت إطارا للتشاور والحوار متعدد المستويات بين البلدين ليشتمل على الحوار الاستراتيجي لوزيري خارجية البلدين والعديد من القنوات الأخرى، حيث سيتم عبر هذه القنوات متابعة نتائج زيارته للدوحة والانطلاق نحو مشاريع ملموسة للتعاون في عدة مجالات.
جولة خليجية ناجحة
ووصف رئيس وزراء اليابان زيارته إلى قطر، ضمن جولة خليجية، بالناجحة خاصة وأنها أول زيارة له كرئيس للوزراء، حيث كانت آخر زيارة قام بها لمنطقة الخليج في عام 2015 عندما كان يتولى منصب وزير الخارجية.
ولفت إلى أنه خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي عقدت قبل شهرين في هيروشيما، أكدت الدول السبع مع شركائهم الدوليين على أهمية الالتزام بإقامة نظام عالمي حر ومنفتح يقوم على حكم القانون، كما تم التأكيد على هذا المبدأ مع قادة الدول المعنية في منطقة الخليج خلال هذه الزيارة.
وقال كيشيدا إن مباحثاته خلال جولته الخليجية تطرقت أيضا إلى كيفية التعامل مع التحديات في قطاع الطاقة والتي تعد من صميم العلاقات اليابانية الشرق أوسطية وذلك لناحية مواجهة تحديات إمدادات الطاقة غير المستقرة عالميا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تم مناقشة الأمر من منظور عالمي معمق، مشيرا إلى أنه لمس رغبة قوية من الدول الخليجية التي شملتها زيارته "بالتحول إلى دول مصدرة للطاقة الخالية من الكربون، فضلا عن تنويع اقتصاداتها وصناعاتها".
وقال "عن طريق دمج قوة دول الخليج واليابان فإن منتجي النفط في الشرق الأوسط سيتحولون إلى مركز لإنتاج الطاقة النظيفة وتصدير الطاقة الخالية من الكربون والمعادن الدقيقة"، موضحا أن دول آسيا وإفريقيا تواجه أزمة تتعلق بتنامي الحاجة للاعتماد على الطاقة الخالية من الكربون وتمكينها من اختيار مسارات مختلفة للاعتماد على الطاقة الخالية من الكربون، والذي من شأنه أن يساهم في الأمن والرخاء العالميين.
من جهة أخرى، أفاد دولة رئيس وزراء اليابان بأن جولته الخليجية كانت فرصة أيضا للنقاش حول التعاون التجاري والاقتصادي حيث قام لأول مرة كرئيس وزراء باصطحاب وفد اقتصادي يفوق 100 شخص من مدراء تنفيذيين وقادة قطاع الأعمال في اليابان لإجراء محادثات تتعلق بوضع أسس للتعاون المستقبلي في العديد من المجالات، وتعزيز الشراكة الحكومية وكذلك شراكات القطاع الخاص.