يلعب القطاع الخاص القطري - التركي دورا حيويا في تعزيز العلاقات بين البلدين التي تكتسب طابعا استراتيجيا في مختلف المجالات، علاقات ما فتئت تترجمها لغة الأرقام وتؤطرها الاتفاقيات المبرمة بين البلدين الشقيقين على أرض الواقع.
وثمن رجال الأعمال البلدين في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" زيارة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة لدولة قطر التي ستزيد من خطوات تشبيك النسيج الاقتصادي في البلدين والذي يعكسه الارتفاع المتواصل لنسق المعاملات التجارية وحجم الاستثمارات في الاتجاهين، حيث نمت المبادلات التجارية بين العامين 2021 و2022 بـ17 بالمئة لتبلغ 8.1 مليار ريال في عام 2022 مقابل 6.9 مليار ريال في العام 2021. كما ينتظر أن يبلغ حجم المبادلات التجارية بين الطرفين في عام 2025 نحو 18 مليار ريال. كما تعتبر قطر من كبار المستثمرين في تركيا بحجم استثمارات تناهز 20 مليار دولار.
وتشير الأرقام إلى أن ما يزيد عن 711 شركة تركية تعمل في قطر، بينها نحو 664 شركة برأس مال قطري وتركي، و47 شركة برأس مال تركي بنسبة 100 بالمئة، و15 شركة تركية بالمنطقة الحرة، بالإضافة إلى أكثر من 183 شركة قطرية عاملة بتركيا.
محمد الكواري: السوق التركية في مقدمة الجهات الاستثمارية المفضلة للمستثمرين القطريين
وأكد السيد محمد بن أحمد طوار الكواري النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة قطر، أن السوق التركية تعتبر في مقدمة الجهات الاستثمارية المفضلة لدى المستثمرين القطريين، حيث نجح القطاع الخاص القطري، خلال الفترة الماضية، في بناء وتأسيس مشروعات فاعلة ومتعددة فيها، ساعدت على تنمية التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين، وتعزيز آفاقه المستقبلية.
وأضاف أن "التعاون الاقتصادي القطري - التركي كبير ومهم للغاية، وهناك الكثير من الفرص الواعدة للتعاون بين القطاعين الخاصين القطري والتركي، والبيئة القطرية مرشحة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات التركية".
أحمد الخلف: نتطلع لاستثمار زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان
ووصف رجل الأعمال، السيد أحمد الخلف، رئيس مجلس إدارة شركة صدارة القابضة، العلاقات الاقتصادية القطرية - التركية بالقوية، وهي مرشحة لمزيد من النمو، بفضل التعاون السياسي الوثيق بين البلدين، الذي عزز من فرص بناء التحالفات التجارية والاستثمارية في مختلف المجالات، وعلى رأسها قطاعا النفط والغاز، والبنى التحتية، والأمن الغذائي، والسياحة، وغيرها من القطاعات والفرص الواعدة في كلا البلدين.
وتابع قائلا: "كقطاع خاص، نتطلع لاستثمار زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، وتوظيفها لتوثيق عرى التعاون بين القطاع القطري ونظيره التركي، سيما وأن الزيارة يشارك فيها وفد من رجال الأعمال الأتراك، يقدر عددهم بنحو 200 رجل أعمال، وخلالها سنلتقي بنظرائنا الأتراك، وسنتباحث معهم في شتى المجالات، وفرص تطوير التعاون الاقتصادي، وتعزيز آفاقه على كافة الصعد".
وأضاف الخلف: "هناك الكثير من المجالات الاستثمارية في البلدين، والفرصة مهيأة للدخول بشراكات استراتيجية ثنائية، ستنعكس إيجابا على المنطقة برمتها، خصوصا وأن بيئة القطاعين القطري والتركي، مؤهلة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات، بفضل ما يمتلكانه من بنى متطورة، قادرة على جذب مستثمري العالم".
ولفت رئيس مجلس إدارة شركة صدارة القابضة، إلى أهمية الموقع الجغرافي لتركيا في تعزيز منظومة الأمن الغذائي، حيث الأراضي الزراعية الشاسعة، والفصول المناخية، ووفرة الآلات، وتنوع الصنوف، فجميعها عوامل تسهم في تشجيع رجال الأعمال القطريين للاستثمار الزراعي بتركيا، والدخول في تحالفات زراعية، من شأنها أن تعزز الأمن الغذائي القطري، وتدعم كذلك القطاع الحيواني من خلال رفد سوق المواشي المحلي بالحبوب والأعلاف.
وأشار إلى أن دولة قطر مرشحة لتكون خزانا استراتيجيا للمواد الغذائية على مستوى المنطقة، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، والتي تساعدها على لعب هذا الدور الحيوي، مما يحسن من منظومة هذا القطاع ومخرجاته، كذلك الحال بالنسبة لتركيا فموقعها الجغرافي وقربها من دول شرق أوروبا، حيث تعتبر الجمهورية التركية بمثابة معبر رئيسي، وتعزيز الشراكات الزراعية القطرية - التركية لها انعكاسات إيجابية ومباشرة على الأمن الغذائي للمنطقة، وتحسن من مستواه الإنتاجي.
هاشم العوضي يدعو لاستثمار زيارة الرئيس التركي من أجل زيادة مكاسب القطاع الخاص
من جانبه، دعا رجل الأعمال، السيد هاشم العوضي، القطاع الخاص القطري لاستثمار زيارة فخامة الرئيس التركي من أجل زيادة مكاسب القطاع، وتوظيفها جيدا لتحسين الروابط التجارية وتدعيم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، بما فيها الاستفادة من الخبرات التركية في الصناعات المحلية لتطوير تنافسيتها.
وليد الفقهاء يتوقع نموا متصاعدا للاستثمارات الثنائية
وتوقع المحلل والخبير المالي، السيد وليد الفقهاء، نموا متصاعدا للاستثمارات الثنائية، في ظل تنوع الاتفاقات والتفاهمات بين القطاعين الخاصين بالبلدين، خصوصا في مجالات البنية التحتية، والصناعية، والسياحية، والعقارية، وستنعكس الزيارة إيجابا على تلك القطاعات، وستعزز من فرص التعاون الاستثماري بين اللاعبين أساسين بالمنطقة، فالعلاقة القطرية - التركية وثيقة ومتنامية، كذلك التعاون الاستثماري والاقتصادي، ويعزي ذلك لأسباب عدة أهمها: الاقتصادان القطري والتركي يعدان اقتصادين ناشئين ومتطورين بمنطقة الشرق الأوسط، ولهما آفاق تعاون في العديد من المجالات، وعلى رأسها قطاع الطاقة والصناعة، علاوة على تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب للنهوض بالقطاع العقاري، والسياحي.
رجب الإسماعيل: التعاون الاقتصادي القطري - التركي مرشح لمزيد من النمو
أما الدكتور رجب عبدالله الإسماعيل أستاذ المحاسبة بجامعة قطر، فقد أكد أن التعاون الاقتصادي القطري - التركي مرشح لمزيد من النمو، سيما وأن العلاقات الثنائية تاريخية وراسخة، وليست طارئة، وهي ذات أبعاد استراتيجية، وتتطلع دولة قطر على الدوام لتعزيز تعاونها التجاري مع الجمهورية التركية، لما تمتلكه من قطاعات اقتصادية حيوية، نأمل أن يستفيد منها القطاع الخاص القطري، ويكرسها لإقامة مشروعات وطنية جديدة، تدعم البيئة الاستثمارية المحلية وتعزز من تنافسيتها، كمنطقة جاذبة لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، خصوصا وأن دولتنا مقبلة على مشروعات كبرى على صعيد الطاقة، من شأنها تعزيز صادراتها إلى العالم، لذا على القطاع الخاص القطري التركيز جيدا على هذه النقطة، والسعي نحو بناء التحالفات الجديدة مع الجانب التركي، دعما للتكامل الاقتصادي المنشود في البلدين.
فواز الهاجري: هناك شركات قطرية تعمل بفاعلية وبشكل منتظم داخل تركيا
وتطرق الخبير الاقتصادي، السيد فواز الهاجري، إلى ما يربط البلدين من علاقات تجارية ومشروعات مشتركة، عززت من حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار إلى الوجود القوي لقطاع الأعمال القطري بالسوق التركية، حيث تقدر استثماراته بـ 10 مليارات دولار، وهناك شركات قطرية تعمل بفاعلية وبشكل منتظم داخل تركيا، بعضها برأسمال قطري كامل، والبعض الآخر برأسمال مختلط، وبنسب متفاوتة، وتغطي عدة قطاعات حيوية، أبرزها قطاع التمويل "البنوك"، والصحة، والسياحة، إضافة إلى العقارات، التي استثمر فيها القطريون مبالغ طائلة، كما شهدت الفترة الأخيرة تحولا نحو الموانئ، والقطاع التكنولوجي.
غازي مصرلي: العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا وقطر شهدت تطورا كبيرا
من جهته، قال غازي مصرلي نائب رئيس منتدى الأعمال الدولي التابع لجمعية رجال الأعمال والصناعين المستقلين الأتراك "موصياد" في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا وقطر شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة الماضية وأصبحت تركيا واحدة من أكثر الدول المستقطبة لرأس المال القطري في العديد من القطاعات.
وأشار مصرلي إلى أن الاستثمارات القطرية بتركيا انتشرت في العديد من القطاعات فامتدت إلى الأنشطة التجارية والسياحية والزراعية.
وأكد أن زيارة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان حاليا لقطر تأتي في وقت تمر فيه العلاقات التركية القطرية بأفضل أوقاتها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وسط تقارب كبير سجله البلدان منذ العقد الماضي.
وأضاف أن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين ساهمت بالتوازن في المنطقة وهذا كان واضحا في منطقة الخليج خلال السنوات الماضية.
وقال مصرلي إنه لا شك أن هناك اتفاقيات واستثمارات كبيرة بين البلدين، مشيرا إلى أن اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين التي تأسست في ديسمبر 2014، وتعقد اجتماعاتها كل عام على أعلى مستوى، وهي آلية للتشاور حول العلاقات القطرية التركية، وتمثل أحد أهم مؤشرات العلاقات الثنائية المكثفة والقوية.
جمال الدين كريم: هناك تكاملا بين تركيا وقطر في المجالات الاقتصادية والاستثمارية
بدوره، اعتبر جمال الدين كريم رئيس جمعية رجال الأعمال العرب والأتراك "آرتياد"، أن هناك تكاملا بين تركيا وقطر في المجالات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
وفيما يخص آفاق الاستثمار في تركيا، كشف كريم في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن "هناك مجالات كثيرة للاستثمار في تركيا، حيث الاستثمار مشجع والمحفزات كثيرة، ويمكن إنشاء المصانع الضخمة والتي تمتلك أسواق تصريف واسعة لمنتجاتها".
وأكد رئيس الجمعية في معرض حديثه، أن العلاقات القطرية التركية ليست وليدة اليوم، بل إنها علاقات ممتدة ما بين الشعبين منذ عقود من التعاون والتقارب، مشيرا إلى ارتباط البلدين بعلاقات وطيدة في الكثير من المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والعسكرية والأمنية.
وافتتحت تركيا عام 2017 مكتبا تجاريا في الدوحة بهدف تشجيع عالم الأعمال القطري على الاستثمار فيها تزامنا مع التطور المتصاعد في العلاقات بين البلدين.