أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي السنوي للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان -مقرها الدوحة- والذي عقد بالقاهرة، بالاستمرار في تقديم الدعم للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين لمجابهة الانتهاكات المستمرة والخطيرة للكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
كما أوصى المشاركون في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المنشأة وفقا لمبادئ باريس.. الأدوار والتحديات، الرؤى والطموحات"، بإيلاء الشبكة العربية اهتماما خاصا لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال التربية على حقوق الإنسان وحقوق الفئات المهمشة، ودمج مبادئ حقوق الإنسان في المناهج التعليمية ومناهضة خطاب الكراهية.
توصيات المؤتمر
ودعا المشاركون، في التوصيات التي قرأها سعادة السيد سلطان بن حسن الجمالي الأمين العام للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في ختام أعمال المؤتمر، إلى ضرورة استمرار الشبكة العربية في تنفيذ برامجها لرفع قدرات المؤسسات الوطنية، وتعزيز تفاعل تلك المؤسسات مع لجان المعاهدات، والعمل على تسهيل مشاركة هذه المؤسسات في استعراضات واجتماعات هيئات المعاهدات.
كما طالبت التوصيات بانخراط الشبكة العربية بشكل أكبر مع المؤسسات الأعضاء في تنفيذ برامج المؤسسات في نشر ثقافة حقوق الإنسان والتوعية، وذلك على المستوى الوطني ووفق برامج واحتياجات كل مؤسسة، على المستوى الحكومي والشعبي، بالإضافة إلى تمكين ودعم المؤسسات بهذا السياق والتربية على حقوق الإنسان والاستثمار في التربية.
ودعا المؤتمر إلى الاستمرار في العمل على تعزيز استقلال المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في القانون والممارسة، وعلى أن تحرص المؤسسات على الحفاظ والتمسك بمظاهر الاستقلال، فضلا عن عمل الشبكة العربية بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان للدول الأعضاء على نشر ثقافة حقوق الإنسان وتكريس الفهم المعمق لطبيعة المؤسسات الوطنية وأدوارها.
كما دعا إلى تنظيم زيارات دورية للجهات المعنية، بما يسهم في تعزيز استقلالية المؤسسات الوطنية، ورفدها بالتمويل المالي الكافي لتمكينها من الاضطلاع بهمامها والقيام بالدور المنوط بها بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في بلدها.
التعاون مع المفوضية
وطالب المشاركون، في توصياتهم، بتنظيم مشاورات لاقتراح السبل والأدوات لتقديم الدعم الكافي للجنة الفرعية للاعتماد، لضمان تعزيز قدرة أمانة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من الناحيتين اللوجستية والمالية لتقديم الخدمات المطلوبة بالشكل المناسب.. كما أوصوا بالاستمرار في التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان لتعزيز وبناء قدرات المؤسسات الوطنية، بما في ذلك الاستعداد للمراحل المختلفة لعملية الاعتماد، وتنفيذ توصيات اللجنة الفرعية المعنية بالاعتماد والتابعة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وطالب المؤتمر الدولي بتعزيز تبادل التجارب وأفضل الممارسات، وجمعها بأدلة وفق الموضوع لتسهيل تبادلها والوصول إليها، واستخدامها كمواد مرجعية ببرامج الشبكة. وتقديم الدعم اللازم لمؤسسات حقوق الإنسان لتمكينها بالقيام بدور نشط في مجال التدريب وبناء القدرات للمكلفين بإنفاذ القانون على مدونات السلوك ومعايير حقوق الإنسان ذات الصلة.
كما دعا إلى تأطير التعاون مع البرلمانات العربية لتحقيق المواءمة بين التشريعات الوطنية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان وإزالة تعارض التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات التي انضمت أو صادقت عليها الدول الأعضاء.
وشدد المشاركون على ضرورة إيلاء الشبكة العربية اهتماما خاصا لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال التربية على حقوق الإنسان وحقوق الفئات المهمشة، ودمج مبادئ حقوق الإنسان في المناهج التعليمية ومناهضة خطاب الكراهية.
ودعوا المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان إلى العمل على تعزيز دور منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان بما يساهم في الارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان ككل. فضلا عن الاستمرار بتقديم الدعم للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين لمجابهة الانتهاكات المستمرة والخطيرة للكيان الصهيوني الغاصب وسلطته القائمة بالاحتلال بحق الشعب العربي الفلسطيني.
وطالب المشاركون بتقديم الدعم الفني والعلمي واللوجستي والمادي للمؤسسات الناشئة أو التي تواجه ظروفا استثنائية وفق احتياجات تلك المؤسسات. كما طالبوا بتوجيه المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان للاستفادة من عملية التصنيف بشكل استراتيجي لتعزيز مكانتها على المستوى الوطني من خلال متابعة تنفيذ توصيات لجنة الاعتماد مع الجهات الوطنية ذات العلاقة.
المشاركون بالمؤتمر
ويمثل المشاركون في المؤتمر مؤسسات وطنية لحقوق الإنسان بالمنطقة العربية، وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات حكومية ووزراء وبرلمانيين، وعدد من منظمات المجتمع المدني وخبراء ونشطاء، بالإضافة لشركاء الشبكة العربية من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ولجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان"، والمعهد العربي لحقوق الإنسان، والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وكانت تنفيذية الشبكة العربية استبقت تلاوة توصيات المؤتمر باجتماعها الأول لسنة 2023 برئاسة سعادة السفيرة الدكتورة مشيرة خطاب رئيسة الشبكة العربية في دورتها العشرين الجديدة، بحضور المؤسسات الوطنية الأعضاء من قطر – بلد المقر – والعراق ومصر وتونس والبحرين وفلسطين.
كما بحث الاجتماع دعم المؤسسات الوطنية في عملية الاعتماد، التي ستخضع للاعتماد من قبل التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان أكتوبر المقبل، إلى جانب الاطلاع على المؤسستين الناشئتين في الكويت ولبنان وآخر مستجدات المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالسودان والمفوضية العليا لحقوق الإنسان بالعراق.