أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العدد رقم 197 من سلسلة "كتاب الأمة"، الذي جاء بعنوان: "الزكاة.. سؤال التنمية والعدالة التوزيعية".
ويناقش الكتاب (للدكتور إدريس مقبول) فلسفة الاقتصاد الإسلامي، وقيمه ومقاصده، وخصائصه الأخلاقية، التي تميزه عن باقي النظم الاقتصادية الوضعية، ويكشف عن أمهات القيم القرآنية الحاكمة، والمبادئ الضابطة لتعامل المسلم مع المال، كما يسلط الضوء، بكثير من التعمق، على فلسفة الزكاة وأبعادها في الرؤية الشرعية، وهندستها الاقتصادية، ودورها في مجال التنمية والاستثمار والتمويل، والأدوات التي تتوفر عليها لتطوير البعد الاستثماري بشكل خاص لهذه الفريضة.
كما يحاول الكتاب الإجابة عن سؤال التنمية والنهوض الحضاري من خلال فريضة الزكاة وحسن التوظيف والتوجيه والاستثمار لمواردها، كما يبحث في أبعاد العلاقة الممكنة بين "الزكاة" و"التنمية"، وآفاق المساهمات الفاعلة للزكاة في برامج التنمية والنهوض وتحقيق العدالة التوزيعية، وتقديم صورة صادقة، وتصور مختلف عن "اقتصاد اجتماعي وإنساني" فاعل من خلال هذه الفريضة وبيان أثره في المجتمع.
وجاء الكتاب في خمسة أبواب رئيسة، وخلص إلى أن الزكاة في "الاقتصاد التضامني الإسلامي"، عبارة عن بناء هندسي متوازن، يتأسس على روح جماعية ذات طابع إلزامي تقوم بأدوار توازنية ضرورية تعكس ذكاء ثقافيا واجتماعيا يقف من ورائه الدين الإسلامي والتربية الإسلامية.
كما خلص إلى أن التنمية التي يدعو لها الإسلام ليست اقتباسا أو استعارة حرفية لنماذج تنموية ولأساليب في التفكير والاعتقاد ولأنماط من السلوك والاختيار في الحياة تم تجريبها هنا أو هناك، وإنما هي التنمية المسؤولة، التي تتأسس على التربية، وتعمل على تحرير الإنسان من الداخل قبل أن يتحرر في وجوده الخارجي، وتمنحه نوعا من الاستقلال الذي يشعر معه أنه حر حقا، ذلك أنه لا حرية مع "الاستتباع"، ولا حرية مع "التقليد"، ولا حرية مع الاستغراق في عالم الأشياء.