- ثلاثون عامًا لقطر الخيرية في البوسنة والهرسك
- دور فعال لقطر الخيرية في توطين المهجرين وإعادة الإعمار
- قطر الخيرية تخدم مصالح المحتاجين بكل شفافية
- على العاملين الإنسانيين التحلي بروح الإنسانية والالتزام بالشفافية والنزاهة والمصداقية
تحرص قطر الخيرية على العمل عن قرب مع المجتمعات المتضررة من الكوارث والأزمات وكذلك المجتمعات المحتاجة لتقييم احتياجاتهم بفاعلية من أجل تقديم تدخلات تنموية واستجابة إنسانية فعالة، وتلبي احتياجاتهم في الوقت المناسب، ونظرًا لذلك توسع عمل قطر الخيرية جغرافيا من خلال مكاتبها الميدانية وشركائها المحليين والدوليين ليشمل حوالي ثمانين دولة في كل من إفريقيا وآسيا وأوروبا.
المهندس حسن النعيمي المشرف العام لمكتب قطر الخيرية في البوسنة أحد الكوادر القطرية في ميادين العمل الإنساني يتحدث في حوار خاص عن دور المكاتب الميدانية لقطر الخيرية في تعزيز جهودها الإنسانية والتنموية، وأبرز محطاتها في البوسنة والتحديات التي تواجه العاملين الإنسانيين في الميدان، إضافة إلى موضوعات أخرى فإلى تفاصيل الحوار:
**ما هي أبرز محطات قطر الخيرية في البوسنة والهرسك خلال 30 عامًا؟
-عملت قطر الخيرية في البوسنة منذ اندلاع الحرب في البوسنة في عام 1992 من خلال جمعيات كانت في الساحة لكنها أسست مكتبا رسميا عام 1994 في مدينة سراييفو تلاه افتتاح فروع في مدن البوسنة المختلفة مثل توزلا وزينتسا وكاكان وبوجوينو وكلادن.
وقدمت الجمعية مشاريع خيرية ساعدت في تخفيف العبء عن شعب البوسنة والذي كان يئن تحت الحصار وأثار الحرب التي أدت إلى تدمير البنية التحتية وتهجير مئات الآلاف وعشرات الآلاف من الجرحى إضافة إلى أن كثيرًا من الأطفال أصبحوا بلا عائل أو مأوى.
كما ساهمت قطر الخيرية بجهد كبير في فترة الحرب في البوسنة بتقديم الدعم الإغاثي وبعد انتهاء الحرب شاركت بفاعلية في إعادة إعمار البوسنة وتوطين المهجرين وتقديم الدعم اللازم للعائدين إلى قراهم، أما اليوم فتنفذ وتدعم قطر الخيرية مشاريع تنموية تقتضيها المرحلة الحالية.
وأهم ما يميز قطر الخيرية أنها تخدم مصالح المحتاجين بكل شفافية ودون مواقف سياسية وبتنسيق مع الجهات الحكومية، كما تعتمد اعتمادا كليا على المسح الميداني والوقوف والمتابعة والإشراف على مشاريعها.
وشارك مكتب البوسنة إلى جانب عدد من المكاتب الميدانية في اجتياز قطر الخيرية للتقييم الذاتي والخاص حيث حصلت قطر الخيرية على رسالة اعتماد" Validation Letter" من تحالف المعايير الإنسانية الأساسية CHS Alliance، والذي يؤكد أن قطر الخيرية قد أظهرت التزامها الرسمي بالتعلم لتطبيق المعايير الإنسانية الأساسية للجودة والمساءلة (CHS).
**ما هو دور المكتب الميداني في تعزيز جهود قطر الخيرية الإنسانية والتنموية؟
-يسعى مكتب قطر الخيرية في البوسنة والهرسك إلى تقديم خدمات نوعية للمستفيدين من خلال الوقوف الميداني على الاحتياجات وتنفيذ المشاريع بأعلى المعايير الدولية والمتابعة المستمرة للمشاريع والأنشطة مع التوثيق الاحترافي حفاظا على كرامة المستفيدين، كما يسهم المكتب في بناء علاقات طيبة مع الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والعالمية وسبق للمكتب أن نفذ بعض المشاريع النوعية بالشراكة مع منظمات دولية مثل UNHCR,IOM,DRC.
**ما هي أبرز المشاريع التي أنجزتها قطر الخيرية في البوسنة والهرسك حتى الآن؟
-أنجزت قطر الخيرية العديد من المشاريع النوعية في البوسنة من أبرزها مشروع "مركز رعاية وتأهيل الأيتام" الذي تم تنفيذه بتبرع سخي من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني في موقع حيوي في مدينة سراييفو العاصمة والذي يهدف إلى تقديم خدمات تعليمية تربوية ترفيهية مجانية لفئة الأيتام المكفولين لدى قطر الخيرية والبالغ عددهم قرابة 2500 يتيم ويتيمة موزعين عبر مدن وقرى البوسنة.
أبرز مشروعات قطر الخيرية في البوسنة هو مشروع توفير تكلفة إعاشة متكاملة لعدد (110) طالبة الإضافة إلى برامج تعليمية تربوية هادفة
ومن المشاريع النوعية أيضًا مشروع سكن الطالبات حيث يوفر المشروع فرص الدراسة الجامعية للطالبات من الأسر الفقيرة لجميع التخصصات الجامعية المتاحة في الدولة ما أمكن ذلك على أن تغطي المنحة كل فترة الدراسة المقررة للطالبة، ويتمثل المشروع في توفير تكلفة الإعاشة متكاملة لعدد (110) طالبة، إضافة إلى برامج تعليمية تربوية هادفة تستفيد منها الطالبات على مدار السنة.
وبلغ عدد المشاريع التي نفذتها قطر الخيرية في البوسنة حوالي 1,233 مشروعا في الفترة ما بين 2018- 2022 استفاد منها حوالي 15,153 مكفولا من الأيتام والأسر الفقيرة، وذوي الاحتياجات الخاصة.
**ماهي خططكم المستقبلية في تطوير العمل؟
-نسعى خلال المرحلة القادمة إلى المساهمة في دعم 6 مجالات رئيسية هي الكفالات حيث تكفل قطر الخيرية أكثر من 3500 مكفول، و التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مشاريع مدرة للدخل، إضافة إلى مشاريع النفع العام، و التعليم، إلى جانب المشاريع الموسمية والإعمار، والصحة.
فضلا عن ذلك الاستفادة من فرص الشراكات مع الجهات الحكومية والجمعيات المحلية التي تتماشى مع طبيعة عملنا ونوعية المشاريع التي ننفذها في البوسنة وتحديدا مشاريع التمكين الاقتصادي والمشاريع ذات النفع العام والبنية التحتية وكذلك الشراكة مع المنظمات الدولية خاصة منظمة الهجرة العالمية حيث دخل البوسنة في السنوات الأخيرة عدد كبير من المهاجرين من كل من إفريقيا وآسيا وأعدادهم في ازدياد مستمر.
**على المستوى المهني ماهي أهمية العمل الميداني للعاملين في المجال الإنساني؟
-كما يقول المثل ليس من رأى كمن سمع فإن العمل في الميدان والاحتكاك المباشر مع العاملين والمستفيدين من مشاريع قطر الخيرية لا شك يعد دافعا ومحفزا حقيقيا للاستفادة من كل الفرص والإمكانيات المتاحة المادية والبشرية وهذا بدوره يساعد في اتخاذ القرارات اللازمة في الوقت والمكان المناسب ويختصر الكثير من الإجراءات الإدارية التي تعد أحيانا عائقا حقيقيا في تنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات اللازمة والضرورية للمحتاجين.
المصاعب والتحديات
**كيف تواجهون المصاعب والتحديات التي عادة ما تبرز في مجال العمل الإنساني؟
-من التحديات التي تواجهنا في المكتب ونحاول التغلب عليها مثلا الزيادات الضريبية كما أن التضخم المالي يؤثر في إعداد أي خطة عمل أو برنامج، إضافة إلى تغير القوانين الخاصة بالعمل الإنساني على المستوى المحلي والدولي، والمخاطر التي تتعلق بأمن وسلامة العاملين، وصعوبة الحصول على التمويل بالنسبة لبعض المشاريع، وكذلك الإزدواجية في تنفيذ بعض المشاريع مع جمعيات أخرى، وعدم توافق حجم وعدد المشاريع مع الكادر البشري، فضلاً عن حملات الإعلام المغرضة التي تسعى لتشويه صورة العمل الخيري الإنساني.
**هل هناك مواصفات محددة ينبغي أن يتحلى بها العاملون في ميدان العمل الإنساني؟
-على رأس هذه المواصفات ضرورة التحلي بالروح الإنسانية المتشبعة بالوازع الديني بدون أي تحيز أو تفرقة بين المحتاجين على أي أساس عرقي أو ديني أو طائفي، إضافة إلى روح الانتماء للمؤسسة التى يعملون بها والالتزام بالشفافية والنزاهة والمصداقية.
**هل تذكر لنا بعض المواقف التي صادفتك في عملك الميداني؟
-هناك العديد والكثير من المواقف التي تؤثر في من يقوم بتقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين من خلال إدخال البهجة والسرور على الأرامل والأيتام و حيث يستشعر الإنسان نعم الله عليه وأن هناك أشياء تبدو ضئيلة عند البعض لكنها عند البعض الآخر تعني الكثير.
**نصائح للكوادر الشابة التي ترغب في التطوع والعمل ميدانيا في المجال الإنساني؟
-العمل الخيري الإنساني ليس كبقية الوظائف الإدارية بل هبة ربانية يختص بها الله من يشاء من عباده حيث إن العامل في هذا الحقل يدخل البهجة والسرور على قلوب الأيتام والأرامل و المحتاجين بشكل عام وهو لا يدري أحيانا أنه فرّج كربة محتاج أو نفس عن معسر وعليه يجب التحلي بالصبر والمسؤولية الأدبية تجاه المحتاجين وحفظ كرامتهم واحتساب الأجر عند الله تعالى، فالعمل الإنساني وجد ليبقى بنا أو بغيرنا وما نحن إلا حلقة وصل بين المحسنين أصحاب الأيادي البيضاء وذوي الحاجة.
وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل إلى الشعب القطري المعطاء حكومة وشعبا والذي لم يدخر جهدًا ومالا من أجل تقديم يد العون للشعب البوسني الشقيق حتى يجتاز محنته ويشق طريقه نحو غد أفضل.